هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
شهدت منصة "كلوب هاوس" للحوارات الصوتية لمستخدمي "آيفون"، إقبالا عربيا كبيرا عليها خلال الأسابيع الماضية، برغم أن التطبيق أُشهر بشكل رسمي في نيسان/ أبريل من العام الماضي.
فكرة التطبيق تقوم على إنشاء غرفة للنقاش الصوتي، يمكن للقائمين عليها تحديد من هم الأشخاص الذين باستطاعتهم المشاركة، فيما يكون البقية مستمعين.
وطوّرت "كلوب هاوس" من مزايا التطبيق في تشرين أول/ أكتوبر الماضي، عبر إضفاء خاصيات الحج، والإبلاغ، وكتم الصوت من قبل مشرفي الغرف، كنوع من الأمان وطرد أي إزعاج محتمل.
وعلى نحو متسارع، بدأت مئات الشخصيات العربية المعروفة بالتسجيل في "كلوب هاوس" وإنشاء غرف حوارية خاصة بهم، أو المشاركة في مواضيع عامة متاحة بغرف أخرى.
اقرأ أيضا: "تويتر" يعلن خوض منافسة مع "كلوب هاوس" بتطبيق جديد
"تعطّش للحوار"
أظهرت غرف "كلوب هاوس" الصوتية تعطّشا للحوار من قبل الناشطين العرب المشاركين فيه، إذ تمتد بعض الحوارات في الغرفة الواحدة إلى أكثر من 3 ساعات.
تتنوع المواضيع اليومية لغرف "كلوب هاوس" في الوطن العربي، ومع كسب السياسة الحيز الأكبر، تتناول غرف مواضيع متنوعة أخرى مثل "الإدارة"، و"حقوق المرأة"، و"الاقتصاد"، بالإضافة إلى غرف ترفيهية (غناء، أحاديث فكاهية)، وغيرها.
مادلين ليناهان، مديرة الاتصال والمحتوى في موقع "Apptopia" المختص بمتابعة انتشار التطبيقات، قالت لصحيفة "ميدل إيست آي"؛ إن الحوار عبر الصوت كان مهملا في السابق، ولكنه أمر مرغوب به منذ زمن.
وتابعت بحسب ما ترجمت "عربي21"، أن عوامل عدة ساهمت في انتشار التطبيق بالوطن العربي، وأهمها العزلة والحظر القسري بفعل فيروس "كورونا" في عدة دول، وهو ما جعل هذه المنصبة خيارا مثاليا للمناقشات اليومية.
يقول الناشط المصري محمد رؤوف غنيم، أحد مؤيدي الانقلاب العسكري على الرئيس محمد مرسي، قبل أن يعتذر عن موقفه، إنه تفاجأ بوجود بيئة حقيقية خصبة للحوار في "كلوب هاوس".
وأضاف أنه في السابق كان هناك الكثير من الجمود خلال الحوارات على المنصات الأخرى، ولكن في "كلوب هاوس" يوجد أنماط مختلفة من الأشخاص الذين يمكن الحوار معهم بشكل مثرٍ.
الكويت في الصدارة
خطف الكويتيون الأضواء في "كلوب هاوس" بتفاعلهم غير المسبوق، إذ تصدّروا أكثر الغرف الصوتية نشاطا وانتشارا.
وبرغم أن عدد مواطني الكويت لا يتجاوز المليون ونصف نسمة، إلا أن الحضور الكويتي في "كلوب هاوس" طغى على حضور الشعوب الأخرى، لا سيما السعودية ومصر، التي بدأ "كلوب هاوس" بالانتشار فيها بشكل أوسع خلال الأيام الماضية.
الإعلامية والكاتبة الكويتية سعدية مفرّح، قالت في حديث لـ"عربي21"؛ إنها أنشأت حسابها الخاص في "كلوب هاوس" قبل نحو شهر فقط (يتابعها الآن أكثر من 20 ألفا)، مضيفة: "يومها كان السعوديون وحدهم من العرب تقريبا في هذه المنصة الجديدة، وكانت معظم موضوعات الغرف تتعلق بريادة الأعمال والاستثمار وغيرها".
وأضافت: "لكن، سرعان ما دخل الكويتيون للتطبيق بقوة وبشدة، وكعادتهم كان الموضوع المفضل لهم في معظم الغرف التي يفتحونها هو السياسة. وطبعا هذا شيء مفهوم نظرا للولع الكويتي المعروف بالسياسة وقضاياها. فالكويتيون إذا دخلوا منصة سيّسوها!".
وتنتشر الغرف الصوتية السياسية المتعلقة بالكويت بشكل كبير في "كلوب هاوس"، إذ تزامن وجود غرفتين في توقيت واحد للحديث عن أزمة شطب عضوية النائب بدر الداهوم.
كما تزامن وجود عدة غرف في توقيت واحد أيضا للحديث عن قضية التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي، إضافة إلى مواضيع سياسية داخلية مثل أزمة الحكومة ومجلس الأمة، وخارجية تتعلق بجماعة الإخوان المسلمين، وتركيا، وغيرها.
وقبل يومين، حطّم الكويتيون الرقم القياسي إذ وجد 8 آلاف شخص مرّة واحدة في غرفة، تحدّث بها الأكاديمي والسياسي عبيد الوسمي عن قضية الداهوم.
ورقم 8 آلاف هو الحد الأعلى المسموح للوجود في أحد غرف "كلوب هاوس".
منصة عامة أم نخبوية؟
لا يزال "كلوب هاوس" تطبيقا ناشئا رغم انتشاره الواسع، وهو ما يعني إمكانية إحداث تغييرات في سياسة الانتشار للمشاهير دون غيرهم، كما يحدث في مواقع تواصل اجتماعي أخرى.
إلا أن المختلف في "كلوب هاوس"، هو بروز شخصيات جديدة بدأت تكتسب شهرتها بفضل طريقة حوارها الناجحة.
تعلق الإعلامية والكاتبة سعدية مفرّح على هذه النقطة بالقول: "هناك أشخاص كانوا معروفين ومشهورين في وسائل التواصل الاجتماعي الأخرى، فعندما أتوا إلى كلوب هاوس سبقتهم شهرتهم إليه، ولكن هذه الفئة قليلة".
وتابعت: "المحتوى هنا هو المحك الحقيقي. وأنا أظن أن لكل منصة تواصلية نجومها، إن صح التعبير".
ورأت مفرّح أن "كلوب هاوس" في ظل إجراءات الحظر المعمول بها في الكويت على سبيل المثال، قد يعد بديلا للديوانيات التي "تعد حالة فريدة تقريبا في النسيج الاجتماعي الكويتي، يعبر فيها المواطنون يوميا عن مختلف آرائهم السياسية والاجتماعية"، بحسب قولها.
المطلوب للاستمرار
تقول سعدية مفرّح؛ إن استمرارية "كلوب هاوس" وازدهاره ونجاحه، مرهونة بالحفاظ على خواصه البسيطة، دون إحداث تطويرات عليه من ناحية الأدوات.
وتضيف لـ"عربي21": "الكويتيون مثلا هجروا الفيسبوك لصالح تويتر نتيجة للازدحام الشديد في خدماته، مقارنة بالبساطة والعفوية والوضوح الذي تميز به تويتر، وهذا ما يحدث الآن في كلوب هاوس".
وتابعت: "أرى أن المنصة في صعود مستمر، فهي حتى الآن سهلة الاستخدام، وبسيطة وشبه آمنة ما دامت لا تحتفظ بالتسجيلات، وإن كانت من جانب آخر خاضعة لقانون جرائم تقنية المعلومات في الكويت".
ويقبل "كلوب هاوس" على تحدّ هو الأول من نوعه خلال أقل من شهر، وذلك مع إطلاق "تويتر" لخدمة "تويتر سبيس"، وهي غرف صوتية بفكرة مشابهة لـ"كلوب هاوس".
ويتطلب هذا الأمر من "كلوب هاوس" سرعة توفير التطبيق على منصة "آندرويد"، بالإضافة إلى نسخ للأجهزة المحمولة، إذ تسربت نسخ غير رسمية لهواتف "آندرويد".
المسؤول عن المنتجات والأدوات الجديدة في شركة "تويتر"، كيون بيكبور، قال في تصريحات لموقع "فيرج" الأمريكي المختص بالتكنلوجيا؛ إن فكرة "تويتر سبيس" كانت مطروحة سابقا.
وتابع أن ثورة "كلوب هاوس" دفعت القائمين على هذا المشروع إلى التروي، وإحداث بعض التحسينات على الخدمة التي من المتوقع إطلاقها بشكل رسمي الشهر المقبل.
وأضاف بيكبور أن الأمر لن يتوقف على "كلوب هاوس" و"تويتر" وغيرها، مضيفا أن الشركات الناشئة وربما العريقة مثل "فيسبوك" وغيرها ستدخل على الخط، وعلق: "هو أمر رائع. ستكون هناك منافسة كبيرة".
اقرأ أيضا: أحدث ظهور للظفيري عبر "كلوب هاوس".. وتفاعل واسع (شاهد)