هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
تتواصل معاناة الجرحى
الفلسطينيين في الأراضي المحتلة، مع قلة الإمكانيات واستمرار الحصار الإسرائيلي
الخانق وقطع الرواتب وتردي الأوضاع المختلفة وخاصة الاقتصادية والسياسية.
وأحيا الفلسطينيون في
قطاع غزة أمس، "يوم الجريح الفلسطيني"، الذي أقرته منظمة التحرير
الفلسطينية في عام 1968،
واعتمدت له تاريخ 13 آذار/ مارس من كل عام، حيث نظمت العديد من الفعاليات بمشاركة
عدد من قادة الفصائل وعشرات الجرحى.
معاناة مركبة بذرائع
وهمية
وأوضح مسؤول لجنة
الشهداء والجرحى في الهيئة الوطنية العليا لمسيرات العودة، زكي دبابش، أن عدد
الجرحى الفلسطينيين منذ بداية الانتفاضة الأولى عام 1987 وحتى الآن ومن بينهم جرحى
مسيرات العودة، بلغ 330 ألف جريح.
ولفت في حديثه
لـ"عربي21"، إلى أن عدد الجرحى على مدار سنوات النضال الفلسطيني، منذ احتلال
فلسطين عام 1948، وصل إلى أكثر من مليون ونصف المليون جريح.
وعن واقع الجرحى، نبه
دبابش، إلى أنه منذ إعلان الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات عن يوم الجريح، فقد "كان أبو عمار يهتم بهذه الشريحة حتى استشهاده، ولم يكن هناك تمييز بين
الجرحى الفلسطينيين ولا حتى أسر الشهداء أو الأسرى بحسب ميولهم التنظيمية أو
السياسية، ولكن في عهد رئيس السلطة محمود عباس تم قطع مخصصات ورواتب عدد كبير من
الجرحى والأسرى وحتى الشهداء، بذرائع وهمية، وهذا غير مبرر".
وأكد أن عددا كبيرا من
جرحى الاعتداءات الإسرائيلية الثلاثة، 2008 و2012 و2014، لم يتقاضوا حتى الآن
مخصصاتهم من المؤسسة الرسمية الفلسطينية، معتبرا أن هذا السلوك "ضربة بحق
النضال الفلسطينيي وبحق أبناء شعبنا، وهو جريمة لا تغتفر".
وحذر المسؤول
الفلسطيني، من خطورة "المس بهذه الشرائح التي هي ضلع المقاومة؛ الشهداء
والجرحى والأسرى، والتي يجب أن تكرم وتوضع على الرأس، لأن مخصصاتهم ليست منة من
أحد، وهذا واجب على المؤسسة الفلسطينية الرسمية والرئيس أبي مازن"، منوها إلى أن
"وضع الجرحى سيئ، فلا مراكز تأهيل كافية ولا رواتب، والكثير من الجرحى في
بيوتهم لا يعملون بسبب إصابتهم، وخاصة مبتوري الأقدام".
وشدد دبابش، على وجوب
أن تتضمن قوائم الفصائل الفلسطينية المتنافسة في انتخابات المجلس التشريعي
المقبلة، عددا من الجرحى ممن يمكن لهم تمثيل هذه الشريحة، علما بأن العديد منهم من
أصحاب الشهادات العليا.
شهادات حية من الجرحى
وفي شهادته أوضح معلم
التربية الفنية المتقاعد، الجريح علي محمد أبو حسن، من مواليد 1956 وسكان مدينة
النصيرات وسط قطاع غزة، أنه أصيب خلال مشاركته في مسيرات العودة قرب السياج الأمني
الفاصل شرق مدنية البريج.
وذكر في حديثه
لـ"عربي21"، أنه أصيب بطلق متفجر في قدمه اليمنى، ما تسبب ببترها حتى
الركبة، مؤكدا أن معنوياته رغم الإصابة "عالية جدا".
وطالب المعلم الجريح، بـ"الاهتمام بالجرحى وتوفير الأطراف الصناعية
لهم، كي يتمكنوا من ممارسة حياتهم العملية"، مضيفا أن "رسالتي الثانية
للعدو الصهيوني: نحن أبناء فلسطين لن نهدأ حتى نحرر أقصانا ومسرانا وبلادنا
فلسطين".
أما الجريحة مالينا
الهندي (36 عاما)، فأوضحت أنها أصيبت بطلق ناري في بطنها وبآخر متفجر في فخذها الأيسر،
إضافة إلى إصابات بقنابل الغاز بشكل مباشر، وهو ما تسبب لها بمعاناة كبيرة في
رعاية أسرتها والقيام بواجباتها تجاه زوجها وأولادها الستة.
وذكرت الهندي في حديثها لـ"عربي21"، أنها
أصيبت هي وزوجها وابنها خلال مشاركتهم في مسيرات العودة، منوهة إلى أن ابنها رقد فترة من الزمن في غرفة
العناية المكثفة لخطورة حالته الصحية، وخضع للعديد من العمليات الجراحية.
ورفضا لقرار الرئيس
الأمريكي السابق دونالد ترامب، الاعتراف بمدينة القدس المحتلة عاصمة للاحتلال، خرج
الشاب طلعت الفقعاوي (26 عاما) في مسيرات احتجاج على القرار قرب السياج الفاصل شرق
قطاع غزة، حيث استهدف بطلق ناري في رجله اليمنى ما أدى إلى بترها من أعلى الركبة.
وذكر في حديثه
لـ"عربي21"، أنه يعاني كثيرا جراء الإصابة من قبل جيش الاحتلال، حيث ما
زالت هناك العديد من المشاكل الطبية، ما صعب عليه ممارسة حياته بشكلها الطبيعي،
واضطره إلى إيقاف مسيرته التعليمية، بسبب هذه المعاناة المركبة".