سياسة دولية

بروفيسور فرنسي: لهذا تعادي باريس الإسلام وتشيطنه

عربي21- الأناضول 09-Mar-21 09:51 AM

تشهد فرنسا منذ أشهر حملة عداء واسعة للإسلام والمسلمين سياسيا وإعلاميا- الأناضول

شرح بروفيسور فرنسي، الأسباب والدوافع الحقيقية، التي تدفع بسياسيي بلاده الكبار على اختلاف أزمانهم ومواقعهم وأحزابهم إلى التمسك بمعاداة الإسلام وشيطنته.

وأرجع البروفيسور "أوليفييه لو كور غراندمايسون"، أسباب ذلك إلى ماضي الجمهورية الاستعماري، وخسارتها الحرب أمام الثورة الجزائرية تحديدا، والتي أدت إلى تأجيج مشاعر العداء للإسلام لدى قطاعات عريضة من الفرنسيين، رغم الفظاعات وجرائم الحرب الكبيرة التي ارتكبها الفرنسيون آنذاك في الجزائر، وقال "غراندمايسون"، إن عداء بلاده للإسلام يصعب فهمه دون سياقات الاستعمار الماضي وظروفه ونتائجه.

وتطرق غراندمايسون، أستاذ العلوم السياسية بجامعة "إيفري فال ديسون" الفرنسية، في مقابلة مع وكالة الأناضول التركية، إلى استهداف الإسلام والمسلمين في فرنسا ومحاولات شيطنتهم.

وذكر أن "ما يكتب عن الإسلام في فرنسا اليوم يعد استمراراً لما كان يكتب منذ نهاية القرن التاسع عشر".

وأفاد بأن هناك محاولات الآن للترويج لنظريات معادية للإسلام تعد مشتقات من النظريات والادعاءات المعادية للإسلام إبان الحقبة الاستعمارية.

وأردف: "هناك محاولات اليوم لإعادة إحياء الادعاءات التي تقول إن الإسلام في فرنسا يشكل تهديدا على مبادئ الجمهورية والعلمانية والمساواة بين الجنسين".

وأوضح أن النخب والسياسيين الفرنسيين بشكل خاص إضافة إلى بعض الشخصيات في وسائل الإعلام يدّعون أن فرنسا والعلمانية في خطر، في "محاولة لتبرير موقفهم المعادي للإسلام".

تطور سياسي خطير

ورأى غراندمايسون، أن وسائل الإعلام الفرنسية تفرد مساحة في برامجها لمعاداة الإسلام بنفس مساحة تغطيتها لمشكلة عالمية كبيرة مثل جائحة كورونا.

وأضاف أن النقاشات والجدل حول قانون "الانفصالية" منحت الفرصة لشخصيات من اليمين واليمين المتطرف ممن يرون في الإسلام تهديدا للجمهورية، ليقولوا كل ما يحلو لهم ضده.

واستطرد: "نشهد تطورا سياسيا خطيرا اليوم، مع تطرف الخطاب المعادي للإسلام، خاصة أن خطاب بعض وسائل الإعلام يزداد تطرفا".

واستدرك: "فعندما يخرج وزير الخارجية الفرنسي (جان إيف لودريان) بتصريحات معادية للإسلام ويتهم المسلمين، فسيجد الصحفيون المعادون للإسلام أن لديهم الحق في قول ما هو أكثر من ذلك".

واستكمل: "الإدارة الفرنسية ووسائل الإعلام الرئيسية تشكل مواقفها تجاه القضايا المتعلقة بالإسلام والمسلمين دون التشاور أو مناقشة الخبراء المختصين".

وأشار إلى أن اتهام الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للمسلمين بالانفصالية يؤدي إلى مزيد من الاضطهاد والاتهامات للمسلمين.

وأكد أن الادعاءات بأن سبب مشاكل وأزمات المجتمعات التي تتعرض للتمييز والعنصرية هو عاداتها الدينية والثقافية، وبأنه ليس لها علاقة بالتمييز الممنهج في حقهم من قبل المؤسسات "ما هي إلا طريقة تقليدية كثيرا ما يستخدمها العنصريون والمعادون للإسلام".

وفي 16 فبراير/ شباط الماضي، صوتت الجمعية الوطنية الفرنسية (الغرفة الأولى بالبرلمان)، في قراءة أولى لصالح مشروع قانون مكافحة "الانفصالية"، الذي يستهدف المسلمين، كما يراه كثيرون.

وبموجب مشروع القانون، الذي أعدته حكومة الرئيس إيمانويل ماكرون، سيتم تعزيز الرقابة على الجمعيات الإسلامية وتمويل الأنشطة الدينية.

عداء اليوم يُفهم من الماضي

وأفاد الأكاديمي الفرنسي، بأنه لا يمكن فهم موقف فرنسا المعادي للإسلام اليوم دون فهم ماضيها الاستعماري.

وأضاف أن "خسارة فرنسا للحرب ضد الجزائر على المستوى السياسي والعسكري أدت إلى تأجيج وزيادة معاداة الإسلام لدى بعض القطاعات"، واستطرد بأن "هذا أدى إلى جدل ونقاشات أكاديمية لا حصر لها مستمرة حتى اليوم".

"جيرالد دارمانين" رجل ماكرون لكسب اليمين

وذكر غراندمايسون، أن "ماكرون يستعين بأسماء مثل وزير الداخلية جيرالد دارمانين للفوز بأصوات الناخبين من اليمين واليمين المتطرف".

ولفت إلى أن مارين لوبان رئيسة حزب اليمين المتطرف والمرشحة الرئاسية تشكل تهديدا كبيرا للرئيس ماكرون بسبب نسبة الأصوات الكبيرة الداعمة لها.

وأوضح أن وزير الداخلية دارمانين "مسؤول عن صد هذا التهديد"، مشيراً إلى اتهام الأخير لمارين لوبان على شاشات التليفزيون بتهاونها مع الإسلام، وأكد أن "مشروع قانون الانفصالية هو ورقة ماكرون الرابحة في الانتخابات".

ورأى أن مجلس الشيوخ الفرنسي سيمرر المشروع ليصبح قانونا نافذا رغم تأكيد اللجنة الاستشارية الوطنية لحقوق الإنسان أنه يتناقض مع الحقوق والحريات الأساسية، وإجماع المجتمع الدولي على أنه يستهدف المسلمين.

وتشهد فرنسا منذ أشهر، حملة عداء واسعة للإسلام والمسلمين، سياسيا وإعلاميا، حيث أغلقت السلطات العديد من الجمعيات والمؤسسات الإسلامية مؤخرا.

ويرى خبراء أن حملة العداء وتشويه الإسلام في فرنسا وراءها أهداف سياسية متعلقة بالانتخابات، وليس لأن "الإسلام يشكل خطرا على علمانية الدولة" كما يدعي مهاجموه.

التعليقات (1)

أمين صادق

الأربعاء، 10-03-2021 12:06 م

تمتد جذور أحقاد الرعاع في فرنسا ضد المسلمين و الإسلام إلى أبعد مما ورد في تقرير وكالة الأناضول . من المعلوم أن أوروبا شنت 9 حملات على بلادنا ، وكانت الحملة الأولى بتحريض من بابا الفاتيكان أوربان الثاني عام 1095 ميلادي تبعه تحريض من بطرس الناسك و كلا الشخصين كانا فرنسيين .هذه الحملة أسفرت عن احتلال القدس عام 1099 نتيجة خيانة الدولة الفاطمية المجوسية التي كانت تحتل المدينة و سحبت عسكرها قبيل الهجوم على المدينة . كان احتلالاً همجياً بشعاً جرى فيه قتل سبعين ألفًا من المسلمين في ساحة المسجد الأقصى المبارك و سبق ذلك أن ريموند القائد الفرنسي احتل مدينة "مَعَرَّة النعمان" في سوريا وقتل بها مائة ألف إنسان و أحرقها بالكامل . أقام هؤلاء الغزاة عدة ممالك و كان من أسوأها مملكة الكرك التي كان يحكمها الفرنسي رينو دي شاتيون (أرناط) الذي كان ينهب قوافل التجار و يقطع الطريق على الحجاج و يأسر و يقتل بحقد شديد بل و كان يتمادى بشتم الرسول محمد "ص" كما تفعل فرنسا الحالية . المهم أن الحملات كلها فشلت و كان من أبرزها في الفشل الحملة السابعة عام 1248 التي قادها الملك الفرنسي لويس التاسع حيث انهزم هو و جيشه و وقع هذا الملك في الأسر في مدينة المنصورة. ماذا فعلت بقايا المهزومين الخائبين الذين عادوا إلى أوروبا و خاصة فرنسا ؟ لقد قاموا بنشر الأكاذيب و الأباطيل و التضليل عن أمتنا منذ القرن الرابع عشر و حتى عصر الاستعمار الفرنسي "منذ القرن السابع عشر و حتى العقد السادس من القرن العشرين". و لقد نالت أمتنا صنوفاً هائلة من الأذى من جانب هذا الاستعمار الذي كان يحمل أحقاد القرون . يدرك أي سياسي مثقف أن أمريكا هي من أطاحت بالاستعمار الفرنسي و ورثت البلدان التي كانت تحت سيطرتهم . لكن لم يوجد في فرنسا سياسي شجاع يتحدى أمريكا سوى الجنرال "شارل ديجول" . بقية سياسيي فرنسا "الجبناء" ساروا في فلك أمريكا و بدلاً من إفراغ حقدهم على أمريكا قاموا و يقومون بتفريغ أحقادهم على المسلمين و دين الإسلام و نبي الإسلام بطرق عبثية لن تخدم مصالح فرنسا بالمطلق.