هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قال كاتب إسرائيلي إن "الدعوات لإنشاء كونفدرالية إسرائيلية فلسطينية، باتت تتزايد في الآونة الأخيرة بصورة ملحوظة، باعتبارها رؤية حقيقية بين الأردن والبحر، لكنها تتطلب نقاشًا جادًا من جانب العديد من الأطراف الراغبة بإنهاء الاحتلال.
وأوضح أن هذا الطرح ليس برنامجًا سياسيًا، بل يروج له ناشطون يناضلون ضد الاحتلال منذ سنوات طويلة، وهذه أخطر مبادرة تحت عنوان "أرض للجميع".
وأضاف ميخائيل مانكين، بمقاله على منتدى التفكير الإقليمي، وترجمته "عربي21" أن "البرنامج الكونفدرالي لهذه المبادرة لا تقوم على فصل من النوع الذي تعلمناه في سنوات ما بعد اتفاق أوسلو، المنطلق من فرضية الفصل العرقي القائم على أساس العداء والخوف من العرب، وصاحبته شعارات "نحن هنا وهم هناك"، و"فيلا في الغابة"، و"التهديد الديموغرافي العربي"، وهي عبارات لا تشكل بنية تحتية أيديولوجية لأناس متساوين".
وأكد مانكين، مدير مشروع "شراكة" ورئيس برنامج التفكير اليهودي الفلسطيني في معهد فان-لير، أن "اللغة التي يعرفها اليهود عن حل الدولتين هي خطاب الانفصال، في حين أن رغبة مؤيدي الكونفدرالية تذهب باتجاه التنافس في المجال الأيديولوجي، وتقديم بديل جدير تمامًا".
وأوضح أن "هذا الخط الجديد أنتج نشطاء جددا وأنشطة جديدة مناهضة للاحتلال، وطالما أن أي معارضة للاحتلال مهمة، لكن من الناحية العملية، فإن الموقف من الانفصال يمثل مشكلة ليس فقط بين مؤيدي الجانبين، ولكن أيضًا بين مؤيدي الكونفدرالية".
وأشار إلى أن "التحدي الرئيسي للجميع أمام البرنامج الكونفدرالي لا يتمثل في الرؤية نفسها، بل في مرحلة التطبيق على الأرض، وبما أن الجانبين، الفلسطيني والإسرائيلي، لن يتوصلا إلى اتفاق في المستقبل القريب، فإن الفترة الانتقالية المتمثلة باستمرار الاحتلال قد تستمر لسنوات عديدة، وربما لعقود، ما يستدعي الحاجة لمعرفة كيفية إدارة السياسة بمنطق الكونفدرالية في واقع الاحتلال".
وأوضح أن "منتقدي فكرة حل الدولتين يعتقدون بأن خطاب الفصل هو مشكلة اليسار الصهيوني الذي يدعم ذلك الحل، لكنهم لا يدعمون الفصل العنصري فحسب، بل المشروع الاستيطاني بأسره، القائم على أساس العداء والتفوق اليهودي، وأن هذه التجمعات مخصصة لليهود الإسرائيليين فقط، ويستند إلى القيود المفروضة على حرية تنقل الفلسطينيين الآن، وفي المستقبل".
وأضاف أن "خيار الكونفدرالية غالبًا ما يتعارض مع بناء المستوطنات التي تتطلب إنشاء مجموعة من الطرق المنفصلة، وبنية تحتية منفصلة للمياه والكهرباء، ونظام قانوني وتطبيق مختلف، مما يخلق نظامًا للفصل والتفوق اليهودي الإسرائيلي، وبالتالي فإن ترك المستوطنات على حالها إلى حين التوصل إلى اتفاق سياسي، يعزز في الواقع آليات تحقيق الانفصال، وانعدام الحرية وعدم المساواة".
وأشار إلى أن "الادعاء الإسرائيلي بأن التسوية السياسية مع الفلسطينيين ستحل المشكلة ادعاء ضعيف، لأن وضع الاحتلال الحالي مصمم أساسًا لتنفير أي قدرة على إقامة تسوية مع الفلسطينيين على أساس المساواة".
للاطلاع على النص الأصلي (هنا)