هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
على الرغم من أن علماء الفلك والفضاء لم يروا بعد الكوكب "التاسع" أو ما يعرف بكوكب "إكس"، إلا أن بعضهم استنتج كمية هائلة من المعلومات عنه.
وافترض هؤلاء العلماء في تقرير نشر في شبكة "بي بي سي"، أن مدار هذا الكوكب شديد الانحراف بمسافة تبدأ من 300 وحدة فلكية وتصل إلى 600 وحدة فلكية، وأنه كشأن أورانوس ونبتون، كوكب متجمد جوفه صلب.
وتساءل العلماء في التقرير عن نشأة الكوكب التاسع، واقترح آخرون ثلاثة افتراضات؛ أولا أنه تكوّن في نفس المكان الذي يختبئ فيه الآن. لكن بعضهم استبعد هذا الافتراض لأن هذا يتطلب تمدد المجموعة الشمسية..
ويرى البعض الآخر أن الكوكب التاسع هو كوكب دخيل قد سُرق من نجم آخر منذ زمن بعيد عندما كانت الشمس لا تزال في العنقود النجمي الذي ولدت فيه، وعندما انفصلت الشمس عن هذا العنقود النجمي ظل الكوكب التاسع عالقا في مدار حول الشمس. لكن مشكلة هذا الافتراض أنه يفتح الباب لاحتمالات فقدان الكوكب في المواجهة القادمة..
وثمة فرضية أخيرة، يفضلها علماء وهي أن الكوكب تكوّن بالقرب من الشمس في وقت كانت فيه المجموعة الشمسية لا تزال في مراحلها المبكرة ولا تزال الغازات تتجمع لتكوين الكواكب، ثم تفرّق بفعل جاذبية كوكبي المشترى وزُحل، وغيرت النجوم مداره.
مكان اختباء غامض
كل هذا يطرح سؤالا مهما: إذا كان الكوكب التاسع موجودا بالفعل، فلماذا لم يره أحد بعد؟
يقول أستاذ علم الفلك بمعهد كاليفورنيا للتكنولوجيا، كونستانتين باتيجين: "لم أعرف مدى صعوبة البحث عن كوكب تاسع حتى شرعت في النظر بنفسي عبر التلسكوب. وذلك لأن معظم عمليات الرصد الفلكي لا تركز على هدف واحد".
ويبحث علماء الفلك عادة عن مجموعة من الأجرام السماوية، ويعثرون على بعض ما يبحثون عنه حتى لو كان نادرا. لكن البحث عن جرم واحد يعد أمرا عسيرا.
ويقول باتيجين: "هذا الكوكب لا يوجد إلا في جزء صغير من السماء"، مضيفا أن التلسكوب الوحيد الذي قد يساعدنا في العثور على الكوكب التاسع هو تلسكوب "سوبارو".
وبإمكان تلسكوب "سوبارو" العملاق الذي يبلغ ارتفاعه 8.2 متر، ويوجد على قمة بركان مونا كيا في هاواي، رصد الإشارات الضوئية الضعيفة الصادرة من الأجرام السماوية البعيدة.
ومن ثم فإنه قد يساعد العلماء في رؤية الكوكب البعيد، الذي يرون أنه ليس من المرجح أن يعكس أي ضوء من الشمس.
اقرأ أيضا: هبوط مركبة فضائية على المريخ.. استغرقت 7 أشهر (شاهد)
ويستخدم باتيجين هذا التلسكوب ثلاث ليال سنويا، لكنه يقول إن بناء تلسكوب "فيرا روبين" في تشيلي من المتوقع أن يكتمل في العامين المقبلين، وبإمكان هذا التلسكوب مسح السماء بانتظام وتصوير المشهد بأكمله كل بضع ليال لرصد الأجرام السماوية.
لكن هناك فرضية أخرى مفادها أن تأثير الجاذبية قد يكون ناتجا عن ثقب أسود وليس عن كوكب تاسع.
ويقول جيمس أنوين، أستاذ الفيزياء بجامعة إلينوي بشيكاغو، الذي افترض هذه النظرية مع جاكوب شولتز، باحث ما بعد الدكتوراه بجامعة تورين: "إن كل الأدلة عن وجود جرم سماوي تدور حول قوة الجاذبية. لكن ثمة مصادر عديدة للجاذبية أكثر غرابة من الكواكب".
فقد تكون هذه الجاذبية مصدرها كرة صغيرة من المادة المظلمة فائقة التركيز، أو ثقب أسود بدائي. وبما أن الثقوب السود هي أكثر الأجرام تركيزا في الكون، فإن أنوين يرى أنه من المحتمل أن تكون قوة جاذبيتها أثرت على مدارات الأجرام البعيدة في أطراف المجموعة الشمسية.
وتنشأ الثقوب السوداء النجمية، التي تفوق كتلتها كتلة الشمس بثلاث مرات على الأقل، عن انهيار النجوم على نفسها.
أما الثقوب السوداء فائقة الكتلة، التي تزيد كتلتها على كتلة الشمس ملايين أو مليارات المرات، فربما تكون بدأت في صورة نجوم هائلة الحجم ثم انفجرت داخليا وزاد تركيز كتلتها عن طريق ابتلاع كل ما يحيط بها بما في ذلك الثقوب السوداء.
أما الثقوب السوداء البدائية، فلم يرصدها العلماء قط، لكن يقال إنها تكونت من الطاقة الساخنة والمادة التي نشأت في اللحظة الأولى للانفجار العظيم.
وفي هذه البيئة غير المتجانسة، أصبحت بعض أجزاء الكون أكثر كثافة من غيرها، وانضغطت إلى جيوب صغيرة لها نفس كتلة الكواكب.
ويرى أنوين أن مصدر هذه الجاذبية قد يكون ثقبا أسود بدائيا، لأنه أصغر كثيرا من الثقوب السوداء النجمية. ويقول شولتز، إن هذه الثقوب السوداء تشكلت في المراحل الأولى لتكوين الكون، ولهذا فإن كتلة هذه الثقوب السوداء أقل من كتلة النجم بمراحل، وقد لا تتجاوز رطلين، أي بحجم صخرة. وهذا الرأي يتفق مع الافتراض القائل إن الكتلة المفترضة للكوكب التاسع أكبر من الأرض بعشر مرات.
وتعد الثقوب السوداء شديدة الكثافة إلى درجة أن الضوء لا يمكنه الإفلات منها. وبسبب سوادها الحالك لا يمكن رصدها بأي تلسكوب على الإطلاق. لكن العلماء يستدلون عليها بوجود فراغ مظلم بين النجوم في السماء ليلا.
لكن إذا كانت كتلة هذا الثقب الأسود المفترض تفوق كتلة كوكب الأرض بعشر مرات، فإنه سيكون مضغوطا في حجم البرتقالة تقريبا. وسيكون العثور عليه بالطرق التقليدية مستحيلا.
وعن المخاوف من اكتشاف ثقب أسود خفي، يقول أنوين: "هناك ثقب أسود هائل الكتلة في قلب مجرتنا، لكننا لا نخشى أن يبتلع مجموعتنا الشمسية، لأننا ندور في مدار ثابت حوله". وبينما قد يبتلع الثقب الأسود البدائي كل شيء في طريقه، فإن الأرض، كسائر الكواكب الداخلية، لا تقترب منه قط.