اعتبر المتحدث الرسمي باسم وفد
المعارضة المفاوض في
أستانا، أيمن العاسمي، أن توافق الثلاثي الضامن للمسار (تركيا،
روسيا،
إيران) على تثبيت وقف إطلاق النار في إدلب، كان أهم مخرجات الجولة الأخيرة من
محادثات "أستانا 15"، التي اختتمت الأربعاء، في سوتشي الروسية.
وقال إن حضور وفد المعارضة إلى سوتشي ومشاركته في الجولة
يؤكد أن روسيا باتت تنظر إلى وفد المعارضة على أنه وفد أساسي، لا يمكن تجاوزه من
خلال الاجتماع بوفد "المعارضة المُصنعة".
وأضاف العاسمي في تصريح خاص لـ"عربي21"، أن
الأطراف الضامنة شددت على تثبيت الهدوء في إدلب، مشيرا إلى أن نتائج ذلك ستظهر
خلال الأيام القادمة.
أما بخصوص "اللجنة الدستورية"، أشار المتحدث
إلى عدم قيام روسيا بالضغط كما يجب على النظام السوري، موضحا أن "الروس
قالوا إنهم يستطيعون تقديم النصائح للنظام بما يخص المسار الدستوري".
وكان البيان الختامي لاجتماعات "أستانا 15"،
قد شدد على مواصلة جميع الاتفاقات المتعلقة بإدلب، وأكد بالمقابل على أهمية احترام
النظام الداخلي ومبادئ العمل الأساسية للجنة الدستورية السورية وإحراز تقدم في
عملها حتى تتمكن من صياغة إصلاح دستوري يُطرح للاستفتاء.
وتابع البيان، بأن الدول الضامنة قررت عقد اجتماعات
"أستانا 16" في عاصمة كازاخستان نور سلطان منتصف العام الحالي، وأكد العاسمي، أن المعارضة السورية تلقت دعوة للمشاركة في الجولة المقبلة.
وقال رئيس وفد المعارضة أحمد طعمة: "أكدنا على ضرورة
وجود منهجية عمل وخطة واضحة وجدول زمني للبدء بصياغات دستورية وتجاوز مرحلة
الإعداد التي بقي النظام عندها".
من جانب آخر، أشار العاسمي إلى تناول الجولة للوضع في
منطقة شرق الفرات، الخاضعة لسيطرة قوات
سوريا الديمقراطية "قسد"، وقال:
"المجموعات الانفصالية لا زالت ترسل المفخخات إلى المناطق المحررة، ولا زالت
تواصل الانتهاكات من تجنيد أطفال، وتغيير ديموغرافي، إلى اعتقال المعلمين، ووضعنا
الروس بكل الانتهاكات التي ترتكبها المجموعات الانفصالية هناك".
وعلى صعيد مخرجات الجولة، أشار الباحث في مركز
"جسور للدراسات" عبد الوهاب عاصي، إلى خلو البيان الختامي من أي بند أو
عبارة تُشير لوصول الدول الضامنة لاتفاق نهائي لإطلاق النار شمال غرب سوريا، وقال: "هذا يعني أن تمديدا تلقائيا للتهدئة سيستمر حتى الجولة رقم 16 أو حتى 6
أشهر بموجب ما تنص عليه مذكرة خفض التصعيد".
وأضاف في حسابه على "تويتر"، أن البيان
الختامي أكد على الالتزام بدفع العملية السياسية في إطار اللجنة الدستورية،
وبالتالي التمسك باستمرار المسار، لكن قد يحتاج ذلك لمباحثات لاحقة لمناقشة سبل
ذلك بين الدول الضامنة والمبعوث الأممي.
وتابع عاصي، بأن البيان الختامي استنسخ ذات البنود
والعبارات التي تضمنتها الجولات السابقة بشكل شبه حرفي، ما قد يدل على استمرار
تفاهمات الحد الأدنى وترحيل الخلافات وتقديم السبل الدبلوماسية والحوار، دون أن
يلغي ذلك استخدام السبل العسكرية كوسيلة للضغط في إطار الانتقال من التنافس إلى
التعاون.
من جانبه، قال الباحث بالشأن السوري أحمد السعيد، إن
الجولة لم تختلف كثيرا عن سابقاتها، من حيث النتائج، باستثناء التوافق على تمديد
وقف إطلاق النار الساري في إدلب منذ آذار/مارس الماضي.
وأضاف لـ"عربي21" أن مخرجات الاجتماع كانت
متوقعة في ظل التباعد في الرؤى بين الأطراف الضامنة، وفي ظل حالة الاستعصاء
السياسي، معتبرا أن "غياب حضور أمريكا، وعدم وضوح رؤيتها للملف السوري، جعل
أطراف أستانا يتوافقون بالحد الأدنى على تمديد الاتفاقات السابقة، بانتظار توضح
رؤية إدارة جو بايدن للملف السوري".
وفي بداية العام 2017، بدأت روسيا بإنشاء مسار أستانا
للحل في سوريا، وشاركت فيه كل من تركيا وإيران، وأفضى إلى اتفاق مناطق "خفض
التصعيد"، وسط اتهامات لروسيا باستخدام هذا المسار لفرض رؤيتها للحل في
سوريا.