هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
كشف أمين سر اللجنة المركزية لحركة فتح اللواء جبريل الرجوب أن دولاً عربية وصفها بأنها "مهرولة" حاولت التدخل في مسار الحوار الفلسطيني بشأن الانتخابات، فيما جاءت هذه التصريحات بالتزامن مع بدء عودة عدد من رموز تيار القيادي المنشق عن حركة فتح والمدعوم من دولة الإمارات محمد دحلان إلى قطاع غزة.
ورغم أن الرجوب لم يكشف عن أسماء الدول المتورطة بمحاولة التأثير في الانتخابات الفلسطينية، إلا أنه وصفها بأنها "مهرولة" وهو الوصف التقليدي الذي يستخدمه الفلسطينيون للدول المطبعة مع الاحتلال الإسرائيلي، أي أنه يشير بشكل غير مباشر إلى دولة الإمارات التي كانت أول دولة عربية تقوم بالتطبيع مع الاحتلال في موجة التطبيع الأخيرة أواخر العام الماضي.
وعلمت "عربي21" من مصادر فلسطينية قريبة من المستوى السياسي أن القيادي المنشق عن حركة فتح محمد دحلان يُعول على هذه الانتخابات من أجل التسلل إلى المشهد السياسي الفلسطيني، وذلك بعد سنوات طويلة من إقامته في أبوظبي وعمله كمستشار أمني لولي عهد أبوظبي محمد بن زايد.
إقرأ أيضا: الرجوب: "دول مهرولة" حاولت التدخل في مسار "حوار الانتخابات"
وتقول المصادر إن زيارة عاجلة قام بها مديرا المخابرات المصرية عباس كامل والأردنية أحمد حسني إلى رام الله فور صدور المرسوم الرئاسي بشأن الانتخابات كانت تهدف إلى إقناع عباس بالمصالحة مع دحلان وإتاحة الفرصة له للمشاركة في قوائم حركة فتح، وهو ما يبدو أن عباس يرفضه حتى الآن.
إقرأ أيضا: مصر والأردن تضغطان على عباس لمصالحة دحلان قبل الانتخابات
وبينما لا يزال عباس يرفض المصالحة مع دحلان بسبب انشقاقه عن حركة فتح وضخه أموالاً هائلة (مصدرها الإمارات) من أجل لعب دور في السياسة الفلسطينية، فقد كانت المفاجأة أن رجال دحلان بدؤوا العودة إلى غزة من خلال بوابة حركة حماس، وذلك في الوقت الذي كانت فيه قيادة الحركة لا تزال في القاهرة.
ورجح مصدر في غزة تحدث لــ"عربي21" أن تكون عودة رجل دحلان عبد الحكيم عوض إلى غزة وعدد آخر من رجال دحلان يوم الأحد 14 فبراير قد تمت بسبب ضغوط مارستها المخابرات المصرية على قيادة حماس في القاهرة، ما يعني أن مصر ومن ورائها الإمارات تضغطان على كل من رام الله وغزة من أجل تمكين دحلان وإعادته إلى المشهد الفلسطيني.
وتأتي هذه التطورات المتسارعة في المشهد الفلسطيني مع اقتراب الانتخابات العامة (التشريعي والرئاسي والمجلس الوطني) بعد شهور قليلة من حديث السفير الأمريكي في تل أبيب ديفيد فريدمان لصحيفة "إسرائيل اليوم" بأن "الإدارة الأمريكية تفكر في استبدال الرئيس الفلسطيني بالقيادي محمد دحلان". كما كشفت الصحيفة العبرية أن دحلان لعب دورا مهما في التوصل إلى اتفاقات التطبيع العربية الأخيرة وخاصة الاتفاق بين أبوظبي وتل أبيب.
وكان موقع "ميدل إيست آي" البريطاني كشف في العام 2016، أي قبل أربع سنوات من حديث السفير الأمريكي، وجود خطة عربية سرية من أجل تنصيب دحلان رئيساً للسلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير خلفاً للرئيس الحالي محمود عباس.
وكشف الموقع آنذاك أن الخطة تتولى تنفيذها ثلاث دول عربية هي: الإمارات ومصر والأردن، كما كشف أيضاً أن الإمارات أجرت محادثات سرية مع إسرائيل لهذا الغرض في ذلك الوقت، أي قبل أربع سنوات من إبرام اتفاق التطبيع بين أبوظبي وتل أبيب.
وبهذه المعلومات والمعطيات فإن العديد من المراقبين للشأن الفلسطيني يخشون أن تنتهي الانتخابات المقبلة إلى خسارة فادحة مزدوجة لكل من حركتي فتح وحماس، وأن تنتهي إلى خسارة كل منهما لشرعيته، واستحواذ دحلان عليها، خاصة مع ضخ دحلان لأموال إماراتية ضخمة داخل فلسطين خلال السنوات الماضية، وهو ما قرأه البعض على أنه "شراء ولاءات" بانتظار هذه اللحظة.