صحافة دولية

التايمز: الصين تستخدم "لينكد إن" لتجنيد عملاء في بريطانيا

يغرون العاملين الحاليين والسابقين في الحكومة والقطاع الخاص، بفرص عمل مربحة، ومبالغ كبيرة من المال- CC0
يغرون العاملين الحاليين والسابقين في الحكومة والقطاع الخاص، بفرص عمل مربحة، ومبالغ كبيرة من المال- CC0

نشرت صحيفة "التايمز" تقريرا حول ما قالت إنه استخدام من قبل الحكومة الصينية لموقع "لينكد إن" للوصول إلى مسؤولين بريطانيين ومطلعين على معلومات حساسة، واستدراجهم للإفشاء عنها.

 

وذكر التقرير أن الجواسيس ينشئون برامج عمل مزيفة على مواقع الشبكات المهنية، وأهمها "لينكد إن"، ومن ثم يغرون العاملين الحاليين والسابقين في الحكومة والقطاع الخاص، بفرص عمل مربحة، ومبالغ كبيرة من المال.


وينقل التقرير عن "فيليب إنغرام"، العقيد السابق المتخصص في مجال الاستخبارات الإلكترونية، والمطلع على برامج الأسلحة الكيميائية والبيولوجية والإشعاعية والنووية، أنه تلقى طلب اتصال من رجل أعمال صيني يدعى "روبن" على "لينكد إن".


وذكر إنغرام، البالغ من العمر 56 عاما، أنه في البداية طلب تقارير مفصلة عن المواد المتاحة مثل شبكة مكافحة الإرهاب والتحديات الأمنية.

 

ولكن مع استمرار المحادثة، "أصبحت طلبات روبن أكثر إثارة للقلق. قال إننا نريد الحصول على معلومات داخلية لا يمكن لأي شخص الوصول إليها بسهولة". 


ثم طلب المدعو "روبن" منه السفر إلى الصين لتقديم تقريره.

 

وقال إنغرام: "قلت إنني أفضل أن ألتقي في لندن لكنه رفض"، وفق ما نقلت عنه الصحيفة.


وتأكدت شكوك إنغرام بأنه عرضة لعملية تجنيد بهدف التجسس، عندما اقترح روبن أن يتحولوا إلى خدمة بريد إلكتروني مشفرة لا يمكن الوصول إليها داخل الصين إلا عن طريق أجهزة الاستخبارات.


وتابع إنغرام: "في تلك المرحلة كنت متأكدا بنسبة 99.99 بالمائة من أنه شخص مرتبط بالحكومة الصينية. لقد كانت عملية تجنيد كلاسيكية. لو كنت قد قررت الذهاب إلى الصين، لكانوا قد أعادوني للحصول على أجزاء وقطع أخرى".

 

اقرأ أيضا: NYT: كيف خسرت الولايات المتحدة لصالح الهاكرز؟

 

وأضاف: "بعد تجنيدي. لو أني ذهبت ولم أكن متعاونا، أو لم يكونوا متأكدين من أنني كنت في جيوبهم الخلفية، لكانوا قد صمموا أنشطة لجمع المواد لابتزازي".


ونجح إنغرام في تخليص نفسه وقام بحذف حساب روبن من عنده.


وفي العام الماضي، نجحت بكين في تجنيد كيفن مالوري، وهو موظف سابق في وكالة المخابرات المركزية الأمريكية لمدة 20 عاما، بعد أن اتصل به مسؤول توظيف على "لينكد إن"، وباع لهم الكثير من الأسرار.


ومن المقرر أن يطلق مركز حماية البنية التحتية الوطنية (CPNI)، وهو ذراع MI5، وكالة الاستخبارات والأمن المحلية في المملكة المتحدة، حملة توعية الشهر المقبل، تحذر المستخدمين من الشركات المزيفة التي تقترب منهم، وعمليات التجنيد التي تتلاعب بهم وبالأمن القومي.


وسوف يحذر برنامج Think Before You Link الموظفين الحاليين والسابقين في القطاعات الحساسة من أن الفاعلين والمجرمين المعادين قد يتصرفون "بشكل مجهول أو مخادع عبر الإنترنت" في محاولة للتواصل مع الأشخاص الذين لديهم إمكانية الوصول إلى معلومات قيمة وحساسة.


وقال بول روكويل، رئيس قسم الثقة والأمان في لينكد إن: "نحن نبحث بنشاط عن إشارات على أي نشاط ترعاه الدولة ونتخذ إجراءات سريعة لحماية الأعضاء. ويقوم فريق استخبارات التهديدات لدينا بإزالة الحسابات المزيفة. نحن نفرض سياساتنا: النشاط الاحتيالي بقصد التضليل أو الكذب على أعضائنا يعد انتهاكا لشروط الخدمة".


يذكر أنه في 2017، أعلنت المخابرات الألمانية أن أكثر من 10 آلاف موظف في ألمانيا تعرضوا للاستهداف من المخابرات الصينية على موقع لينكد إن.

التعليقات (0)