هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
وافقت الدول الأعضاء في مجلس "مرصد الكيلو متر مربع" على خطط بناء أكبر تلسكوب على سطح الأرض، التي استغرقت صياغتها أكثر من 30 عاما.
جاء ذلك خلال الاجتماع الأول للمجلس الذي عقد عبر الإنترنت بسبب كوفيد، لينطلق بذلك العمل بأحد أكبر المشاريع العلمية في القرن الحادي والعشرين.
ومن المرجح أن يتكلف بناء وتشغيل تلسكوب "إس كي إيه" خلال هذا العقد حوالي 2.4 مليار دولار. ويتوقع أن يستغرق البناء من 7 إلى 8 سنوات.
وعقد اجتماع المجلس يومي الأربعاء والخميس بقيادة الدول التي صادقت على معاهدة إس كي إيه وهي أستراليا وجنوب أفريقيا، بصفتهما الدولتين المضيفتين للتلسكوب، وإيطاليا وهولندا والبرتغال والمملكة المتحدة، التي تعمل كمقر رئيسي للمرصد ولها مكاتب في جوردريل بانك في بريطانيا.
كما حضر الاجتماع ممثلون من كندا والصين وفرنسا وألمانيا والهند واليابان وكوريا الجنوبية وإسبانيا والسويد وسويسرا حيث جلسوا كمراقبين في هذه المرحلة لأنهم لم يكملوا موافقاتهم البرلمانية التي تمكنهم من المصادقة، ومن المتوقع أن يقوم الجميع بذلك في الوقت المناسب.
وأقر المجلس ألف صفحة من الوثائق التي تغطي كل شيء من الإدارة إلى فتح حساب مصرفي إلى التعامل مع المقاولين الصناعيين، إلى جانب السياسات واللوائح والإجراءات التي ستجعل المرصد حقيقة.
ووفقا لبي بي سي، سيتألف تلسكوب "إس كي إيه" من مجموعة كبيرة من أجهزة استقبال موجات الراديو وسيتم نصبه في موقعين في جنوب أفريقيا وأستراليا.
وستمكن دقة هذا المرصد وحساسيته بمساعدة أجهزة كمبيوتر عملاقة علماء الفلك من معالجة بعض الأسئلة الأساسية حول الفيزياء الفلكية اليوم.
وقال البروفيسور فيل دايموند، المدير العام لـ" إس كي إيه أو" في الكلمة الافتتاحية للجلسة: "أعتقد أن اجتماع المجلس هو حقا إيذان بميلاد المرصد".
وأضاف: "أصبحنا كيانا قانونيا في 15 كانون الثاني/يناير بعد تصديق بريطانيا على اتفاقيتنا، فقد كنا أشبه بالوعاء الفارغ، وهذا الاجتماع الأول للمجلس هو الذي أطلق كل شيء يمكننا من البدء في ملء تلك السفينة الفارغة".
وبالطبع ستكون الخطوة التالية الرئيسية هي بناء التلسكوب، ومن المتوقع أن يتم طرح الدعوات لتقديم العطاءات اعتبارا من شهر يوليو/تموز المقبل مع تنظيم احتفالات في نهاية العام.
ويتمركز المرصد في مواقع نائية وغير مأهولة في كارو في شمال كيب تاون بجنوب أفريقيا، وفي مورشيسون في غرب أستراليا.
وسوف يشتمل التلسكوب على مزيج من الهوائيات العاكسة أو "الأطباق"، بالإضافة إلى هوائيات ثنائية القطب، والتي تشبه إلى حد ما هوائيات التلفزيون التقليدية.
وسيكون الهدف هو بناء مساحة تجميع فعالة تبلغ مساحتها مئات الآلاف من الأمتار المربعة.
وسيعمل النظام عبر نطاق تردد من حوالي 50 ميغا هرتز إلى 25 غيغا هرتز، ومع حساسية تلك اللواقط يجب أن يمكن هذا التلسكوب من اكتشاف إشارات الراديو الخافتة جدا القادمة من مصادر كونية على بعد مليارات السنين الضوئية من الأرض بما في ذلك تلك الإشارات المنبعثة في أول بضع مئات من ملايين السنين بعد الانفجار العظيم عندما بدأت المجرات والنجوم الأولى في التشكل.
Posted by BBC News عربي on Saturday, February 6, 2021
وقالت الدكتورة كاثرين سيزارسكي رئيسة مجلس إس كي إيه أو: "نحن ندخل حقبة حيث سيعمل التلسكوب العملاق في العقود القادمة لمحاولة فهم ألغاز الكون".
وأضافت قائلة: "وراء كل ذلك سنوات عديدة من العمل من قبل العديد من الناس في جميع أنحاء العالم".
وعلقت الدكتورة ليا مورابيتو، عضو لجنة علوم إس كي إيه في المملكة المتحدة، من جامعة دورهام، قائلة: "هذه خطوة تاريخية في عملية إعداد إس كي إيه وتشغيله، وخاصة بعد هذا العام من عدم اليقين العالمي، فمن المهم توجيه اهتمامنا والتركيز على مستقبل إس كي إيه المثير".