هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت صحيفة "فايننشال تايمز" مقالا لرئيس مجلس إدارة مؤسسة EDAM الفكرية في إسطنبول والباحث غير المقيم في معهد كارنيغي أوروبا، سنان أولغن، قال فيه إن الرؤساء الأمريكيين يحددون توجهات سياستهم الخارجية في غضون بضعة أشهر، ولكن إذا أراد جو بايدن إصلاح العلاقات مع تركيا، فسيتعين عليه القيام بذلك ليس فقط من أجل أمريكا، ولكن من أجل المجتمع على جانبي المحيط الأطلسي بأكمله.
وأشار الباحث في المقال الذي ترجمته "عربي21"، إلى أنه على مدى العقد الماضي، كانت علاقات أنقرة مع حلفائها التقليديين في الغرب متوترة لدرجة أن الطلاق بين الدول الغربية، وتركيا لم يعد أمرا غير واقعي.
وأضاف أن تركيا زادت قوتها بشكل كبير خلال الفترة الماضية، فمع دخل قومي يقارب من 800 مليار دولار، فهي من دول مجموعة العشرين. ولديها ثاني أكبر جيش في الناتو، كما أن صناعتها الدفاعية المزدهرة تظهر القوة عبر حدودها، وشبكتها الواسعة من البعثات الدبلوماسية هي سادس أكبر شبكة في العالم (أعلى بقليل من ألمانيا).
وأشار إلى أن تركيا تحتل المرتبة الأولى في العالم من حيث المساعدات الإنسانية التي تستهدف اللاجئين السوريين، مع برامج كبيرة أيضا في البلدان المنكوبة مثل أفغانستان والصومال.
وتابع، بأنه مع "توقف محاولة تركيا الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، فقدت بروكسل كل تأثيرها على صنع السياسة التركية، كما عرّضت واشنطن علاقاتها مع الدولة التركية للخطر من خلال قرارها محاربة تنظيم الدولة بالشراكة مع حزب الاتحاد الديمقراطي الكردستاني السوري (PYD)".
اقرأ أيضا: هل تساوم تركيا بـ"أس400" لتوقف واشنطن دعمها للوحدات الكردية؟
وأضاف أن تركيا بالرغم من كونها حليفا في الناتو، فإنها تخضع لعقوبات من أمريكا والاتحاد الأوروبي، حيث استندت إدارة ترامب، في كانون الأول/ ديسمبر الماضي، إلى قانون مواجهة أعداء أمريكا من خلال العقوبات لاستهداف وكالة المشتريات الدفاعية التركية، بسبب شراء أنقرة لنظام الدفاع الصاروخي "أس400" من روسيا. وفي نفس الأسبوع، بدأ الاتحاد الأوروبي النظر في فرض عقوبات إضافية على تركيا لسياساتها في شرق البحر المتوسط.
ورأى الباحث أنه في ظل هذه الظروف، فإن الطريقة الوحيدة لإدارة بايدن للوصول إلى إعادة ضبط مناسبة للعلاقات مع تركيا هي صفقة كبيرة مع أردوغان. حيث ينطوي الفشل في تأمين ذلك على خطر حقيقي يتمثل في حدوث خلاف دائم في التوجه الغربي لتركيا وإعادة انحياز استراتيجي إلى موسكو.
وتابع، بأنه لحسن الحظ، تتداخل أجندة السياسة الخارجية لبايدن مع مصالح أنقرة، مشيرا إلى أن تعزيز الناتو يمكن أن يساعده إعادة ضبط محتملة مع تركيا. ومن شأن إعادة التواصل مع إيران أن تخلق سبلا جديدة للتعاون مع أنقرة. كما أن استقرار ليبيا لمنع المزيد من التدخل العسكري الروسي فيها هو هدف مشترك.
ولفت إلى أن هناك العديد من العقبات التي تحول دون التوصل إلى صفقة كبرى بين أنقرة وواشنطن، فكلا الجانبين يجب أن ينحني.
وأضاف أن أي خارطة طريق ستقوم على الأقل على: إعادة تقييم للدعم الأمريكي لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردستاني السوري، والاتفاق على شروط تشغيل نظام الصواريخ "أس400"، وما يصاحب ذلك من رفع للعقوبات الأمريكية وعودة تركيا إلى برنامج "أف35" الأمريكية.
وتابع أنه يجب أن يكون دور لتركيا في المفاوضات المستقبلية مع إيران، ودعم أمريكي نشط لتحسين العلاقات بين الاتحاد الأوروبي وتركيا، والتزام واضح من القيادة التركية بالكف عن تأجيج العداء لأمريكا والتشكيك في الغرب في الداخل.
وأشار إلى أن هذه القائمة تبدو مفرطة في الطموح، لكنها تتضاءل مقارنة بحجم المسؤولية التي تواجه الرئيسين الأمريكي والتركي.