أكدت نائبة ودبلوماسية
إسرائيلية كبيرة
سابقة، أن موجات العنف التي تعصف بالولايات المتحدة الأمريكية، من شأنها أن تؤثر
على العالم بأسره، خاصة مع وجود تنظيم سري يعمل ضد الرئيس الأمريكي جو بايدن
وإدارته الجديدة.
وأوضحت
كوليت أفيتال من حزب
"ميرتس" الإسرائيلي المعارض، وهي عضو لجنة التوجيه في مبادرة جنيف، أن
"المسافة والانشغال بالمشاكل الداخلية، يمنعنا من أن ندرك حتى النهاية عمق
المأساة الأمريكية وحجم المخاطر التي تواجه الولايات المتحدة والمجتمع الأمريكي
هذه الأيام".
وأكدت أن "الرفض الثابت للرئيس
المنصرف دونالد ترامب قبول نتائج الانتخابات، ومئات الرسائل الكاذبة والتحريضية
التي نشرها كل يوم في الشبكات الاجتماعية، وبالأساس حملة التحريض التي دفعت
الجماهير للكابيتول؛ كل هذا سيبقى يؤثر على المجتمع الأمريكي، حتى في الأيام ما
بعد تنصيب الرئيس جو بايدن".
وذكرت أفيتال، أن "مصادر موثوقة في
الولايات المتحدة، كشفت عن وجود تنظيم سري منظم جيدا يواصل العمل تحت السطح
والتخطيط لخطواته التالية، وهذا العنف يهدد مجرد الديمقراطية في الولايات المتحدة،
ويبدو أن ثمة من يخشى هذه الأيام على حياة الرئيس المنتخب وفريقه، وأيضا على حياة
أعضاء الكونغرس ممن يساعدون في محاولات محاكمة الرئيس المنتهية ولايته
ترامب".
وحذرت من أن "لموجات العنف التي
تعصف بالولايات المتحدة، لعجزها حتى الآن في معالجة وباء كورونا والأزمة
الاقتصادية العميقة، تداعيات على العالم بأسره، وهذا الوضع يجب أن يقلق الجمهور
الإسرائيلي، الذي عليه أن يركز فقط وحصريا في المسألة التي يطرحها المعلقون
بلا انقطاع وهي؛ هل سيكون بايدن جيدا أم سيئا لإسرائيل؟".
وأضافت: "كل من تابع الحياة
السياسية طويلة السنين لبايدن، منذ عهده كسناتور شاب وحتى هذه الأيام، يعرف أنه
صديق حقيقي لإسرائيل، ومهما يكن من أمر، فكل حكومة تتشكل في إسرائيل بعد الانتخابات
سيتعين عليها أن تعمل بكد على إصلاح العلاقات مع الحزب الديمقراطي، وحقيقة أن
بايدن هو صديق لا تعني أن عليه أن يلبي كل أمانينا وأحلامنا".
وأشارت الدبلوماسية، إلى أن
"مشاكل عديدة وعسيرة تتراكم على طاولة الرئاسة، وهذه تحتاج للعناية العاجلة
والنزيهة، ومطلوب أولا وقبل كل شيء، رأب الصدوع العميقة في الشعب الأمريكي قدر
الإمكان، فالترامبية ستستمر حتى بعد ترامب، أما المواضيع الخارجية، مثل أزمة
المناخ، العلاقات مع روسيا والصين، النووي الإيراني ومشاكل الشرق الأوسط، كل هذه
سيتعين عليها أن تنتظر أياما أفضل".
ورأت أن "من يؤمن بأن الحل العادل
للنزاع بيننا وبين الفلسطينيين حيوي، بل ويسبق توسيع علاقاتنا مع العالم العربي،
عليهم أن ينتظروا بصبر، فقلب بايدن في
المكان الصحيح، والفريق المتصدر المسؤول عن مجالات العمل المختلفة هو من أفضل
أصدقاء إسرائيل، ومع حلول الوقت سيكون ممكنا الاستنتاج بأن تل أبيب ستعود لطاولة
المداولات كجزء من سياسة خارجية أمريكية سوية، تنسجم مع أنماط السلوك
الدولية".
وتابع: "حتى ذلك الحين، نأمل بأن
يؤدي الإجماع العالمي بالنسبة لحل الدولتين لتعزيز مؤيدي السلام في أوساط
الإسرائيليين والفلسطينيين، وهنا علينا أن نصلي لسلامة أمريكا".