هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
مع انتهاء ولاية الرئيس الأمريكي، وبدء
ولاية رئيس جديد، تقام الاحتفالات الرمزية، التي لا تؤثر على أي شيء لأن الانتخابات
هي من تصنع الرؤساء وليست حفلات التنصيب، ومع ذلك فإن الرئيس مطالب بأداء القسم
قبل ممارسة سلطاته.
ويقول موقع "ذا كونفرسيشن" إنه
مع ذلك فإن الاحتفالات مهمة، وكذلك الأمر بالنسبة لتاريخ التنصيب الحديث، ففي عام
2009، أخطأ باراك أوباما في كلمة واحدة عندما قرأ اليمين الرئاسي، ونتيجة لذلك قرر
إعادة القسم في اليوم التالي. وفي عام 2017 أصر دونالد ترامب على أن حفل تنصيبه قد
حضره حشد قياسي، ورأى أن حجم الحضور هو مقياس لشرعيته.
وعلى مر التاريخ، استخدمت جميع
المجتمعات البشرية الطقوس للاحتفال بالأحداث والتحولات الكبرى. مثل أعياد الميلاد
والتخرج، وانتقالات الحكومة للسلطة. ترسل هذه الاحتفالات إشارات تجذب انتباهنا
وتقوي الأهمية المتصورة لتلك اللحظات.
وتتضمن الإجراءات الطقوسية الكثير من
الشكليات والدقة. يجب أن يلبس الكاهن ثوباً خاصاً، ويجب أن تتلى الصلوات كلمة
بكلمة، ويمكن تلاوة المانترا (كلمات موسيقية معينة) 108 مرات. هذه الميزات تجعل
أدمغتنا تقوم بتعيين القوة الفعلية لتلك الأفعال.
اقرأ أيضا: ترامب وميلانيا يغادران البيت الأبيض قبل ساعات من تنصيب بايدن
وتحمل الطقوس الجماعية ثقل التقاليد،
مما يمنحها هالة من الاستمرارية التاريخية والشرعية. على الرغم من أنها تتغير من
وقت لآخر، فغالباً ما ينظر إليها على أنها أمر ثابت وغير قابل للتغيير.
ويشير التقرير إلى أنه على سبيل
المثال، تم تعديل احتفالات عيد الشكر في أمريكا عدة مرات، غالباً بموجب مرسوم
رئاسي. ومع ذلك أفادت دراسة حديثة أن الناس وجدوا أن مجرد اقتراح تغيير تقاليد
العطلات هو أمر مسيء من الناحية الأخلاقية. الطقوس "تمثل قيم المجتمع
وبالتالي تبدو مقدسة".
الاحتفالات العامة مثل حفل التنصيب
تتضمن الموسيقى واللافتات والخطب الحماسية، وكلما كانت اللحظة أكثر أهمية، كان
الحفل أكثر إسرافاً. عندما نحضر طقوساً مليئة بالبهجة والفرح نجد أن أدمغتنا
تخبرنا "هناك شيء مهم يحدث وذو معنى ".
القسم
الشرط الوحيد في الدستور هو أن يؤدي
الرئيس الجديد اليمين. ويتضمن القسم 35 كلمة: "أقسم جازماً (أو أؤكد) بأنني
سأقوم بإخلاص بمهام منصب رئيس الولايات المتحدة وبأنني سأبذل أقصى ما في وسعي
لأصون وأحمي وأدافع عن دستور الولايات المتحدة".
عندما يصادف يوم 20 يناير يوم الأحد
(العطلة)، يتم التنصيب في اليوم التالي. في هذه الحالة، يتم أداء القسم مرتين:
يوم الأحد عندما يتم الانتقال الفعلي للسلطة، ومرة أخرى بشكل علني يوم الإثنين
لأسباب احتفالية.
ويقول التقرير: "تتحدث الاحتفالات
مباشرة إلى بعض غرائزنا الأساسية، مما يثير الحدس حول فعاليتها ورمزيتها وأهميتها.
لقد تكيفت المؤسسات البشرية لتسخير تلك الغرائز ولتقوية الأهمية المتصورة
لمؤسساتنا الاجتماعية ووحدة المجتمع المدني".
ويضيف: "وهذا هو السبب في أن
رؤساء الدول الذين لم يتم انتخابهم شعبياً يميلون إلى إقامة احتفالات عامة أكثر
بهجة من نظرائهم المختارين ديموقراطياً".
لكن هناك جانب آخر لهذا. حيث أن القادة
الشعبويين الذين ينجحون بفضل قدرتهم على الاستفادة من غرائز الناس، هم دائماً
مغرمون بوفرة الطقوس. من أجل تنصيب دونالد ترامب طلب مسيرة عسكرية كاملة بالدبابات
وقاذفات الصواريخ والمقاتلات النفاثة.
من الواضح أن وزارة الدفاع رفضت معظم
هذه الطلبات، خشية أن يبدو التنصيب وكأنه عرض قوة شمولي. لكن العديد من مؤيدي
ترامب أحبوا الفكرة لهذا السبب على وجه الخصوص.
عندما تمكن ترامب أخيراً من إخراج
الدبابات إلى الشوارع لاستعراض الرابع من يوليو في عام 2019، تساءل أحد معجبيه:
"إذا كان بإمكان كوريا إقامة عرض عسكري، فلماذا لا نقوم نحن أيضاً
بذلك؟".
بسبب جائحة فيروس كورونا سيتم تقليص
حفل تنصيب جو بايدن ولن يحضره دونالد ترامب وبالتالي فإنه سيفقد فرصة رؤية حشد أقل
من حشد تنصيبه.