هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
حذرت صحيفة "فايننشال تايمز" في مقال افتتاحي من مخاطر المجاعة في اليمن بعد تحرك الولايات المتحدة ضد جماعة الحوثي، وفرض عقوبات عليها، وتصنيفها "إرهابية".
وقالت في المقال الذي ترجمته "عربي21"، إن إدارة ترامب قصدت إطلاق العنان لصاعقة في الشرق الأوسط مما سيعرض حياة الملايين للخطر، بعد أن أعلن وزير الخارجية مايك بومبيو الأسبوع الماضي أن واشنطن ستصنف جماعة الحوثيين في اليمن كجماعة إرهابية أجنبية.
وحذرت الأمم المتحدة وبقية الخبراء من التحرك الذي يهدد بمخاطر بحرف البلاد نحو مجاعة لم نشهد مثلها منذ الكارثة في إثيوبيا في الثمانينات من القرن الماضي.
وزعم بومبيو أن التصنيف سيقدم "أدوات" لمحاربة "النشاط الإرهابي"، وسيعزز الجهود لتحقيق السلام وتوحيد اليمن.
ورأت الصحيفة أن القرار كان "عملا غير مسؤول سيعقد من جهود الأمم المتحدة للتوصل إلى قرار يوقف الحرب في اليمن وسيزيد من معاناة الملايين في بلد دمرته حرب مضى عليها ستة أعوام تقريبا".
ولفتت إلى أن "توقيت التصنيف لم يكن مصادفة، وكان على ما يبدو جزءا من جهد لإفساد قدرة بايدن على تخفيف أزمات الشرق الأوسط وترتيب السياسة الأمريكية".
وأضافت أن بومبيو الذي يخطط لمستقبله السياسي كان يحاول إظهار ضعف بايدن في مواجهة إيران التي تدعم الحوثيين، ولم يكن القرار ضد الحوثي هو القنبلة الوحيدة التي قذفتها إدارة ترامب في المرحلة المضطربة من عملية نقل السلطة".
اقرأ أيضا: مظاهرة لجماعة الحوثي أمام سفارة أمريكا ضد تصنيفها إرهابية
وتابعت: "بعد خسارته الانتخابات في تشرين الثاني/نوفمبر قلب دونالد ترامب سنوات من السياسة الأمريكية من خلال اعترافه بسيادة المغرب على الصحراء الغربية، وكان الاعتراف وبشكل صارخ صفقة تعاقدية وافقت فيها الرباط على تطبيع علاقاتها مع إسرائيل مقابل اعتراف واشنطن بسيادتها على الصحراء".
وشددت على أن قرار ادارة ترامب في اليمن سيترك آثاره المباشرة وتداعياته المدمرة، حيث يشهد البلد حربا منذ سيطرة الحوثيين على العاصمة صنعاء وإجبارهم الحكومة على الخروج إلى المنفى في 2015.
وذكرت أن "التحالف السعودي كانت نتائجه كارثية، وربما ارتكبت فيه كل أطراف النزاع جرائم حرب، حسبما توصل فريق الخبراء في الأمم المتحدة، حيث يعتمد الحوثيون على الأطفال في صفوفهم ويعرقلون عمل وكالات الإغاثة لتوزيع المساعدات على المحتاجين ويطلقون الصواريخ على السعودية التي تقول أمريكا إنها تأتي من إيران".
ورغم ذلك، رأت الصحيفة أن "التصنيف قد يكون له أثر بدفعهم أكثر نحو التعاون مع إيران وربما أدى لتشدد الموقف الحوثي والحكومة التي تدعمها السعودية".
وحذرت الصحيفة من أن التداعيات الإنسانية ستكون رهيبة، مشيرة إلى ما قالته الأمم المتحدة من أن التحرك الأمريكي سيخنق الجهود الإنسانية وتدفق المواد الغذائية للبلاد، مما سيعقد عمل المنظمات التي تعمل على إنقاذ الأرواح.
ودعت الصحيفة، بايدن إلى إلغاء التنصيف وجعله أولوية ووقف حماقات سلفه، مشيرة إلى أن الطريقة الوحيدة لإلغاء التهديد الحوثي والتخفيف من معاناة اليمنيين هي دفعة دبلوماسية أمريكية قوية تقنع المشاركين في الحرب بوقفها والتوصل لتسوية سياسية. ففرض العقوبات الجماعية على أمة محطمة وفتح الباب أمام المجاعة سيكون كارثة على الجميع.