هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشر موقع "بلومبيرغ" مقالا، قال فيه إن فوز جوزيف بايدن أدى إلى تهدئة الشرق الأوسط، وقاد دعاة الحرب فيه للبحث عن طرق للمصالحة والتقارب.
وقال معد التقرير سيث فرانتزمان، الذي يغطي شؤون الشرق الأوسط في صحيفة "جيروزاليم بوست"، إن المصالحة تحدث في كل الشرق الأوسط، فقد أنهى رباعي بقيادة السعودية حصارا استمر ثلاثة أعوام ونصف ضد قطر. وتبحث تركيا عن تفاهم مع فرنسا واليونان ومصر وإسرائيل والإمارات العربية المتحدة والسعودية.
وأشار كذلك في تقريره الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن "الأردن وفرنسا مصر وألمانيا يدفعون أيضا باتجاه جولة جديدة من محادثات السلام بين إسرائيل والفلسطينيين".
وأضاف: "هناك منظور جيد لانضمام دول عربية أخرى للتطبيع مع إسرائيل، إلى جانب كل من الإمارات والبحرين والمغرب والسودان، وقطر وعمان مرشحتان".
وتابع: "حتى حماس في غزة والسلطة الوطنية في رام الله تحاولان التعايش وعقد انتخابات".
اقرأ أيضا: بايدن يعتزم إلغاء حظر ترامب ضد مواطني دول إسلامية فور تنصيبه
ويعلق فرانتزمان بأن سلسلة الإعلانات غير المسبوقة واللقاءات في المنطقة جاءت كلها وسط التحضير لحفل تنصيب جوزيف بايدن.
وأنهت فترة من العدوانية في الشرق الأوسط، التي تأثرت برئاسة دونالد ترامب الانعزالية، ورغبة القوى الأخرى، خاصة روسيا، بقلب معادلة الهيمنة الأمريكية الدولية.
وكان قرار ترامب رفع شعار "أمريكا أولا" بمثابة هدم وزعزعة لتحالفات الولايات المتحدة في أوروبا وحلف الناتو وآسيا وللمدخل متعدد الأطراف في حل العديد من النزاعات في الشرق الأوسط.
ووصف ترامب الحرب في سوريا التي استطاعت فيها القوات الأمريكية بتعاون مع حلفاء محليين هزيمة تنظيم الدولة بـ"الأرض الخراب" و"الرمال الملطخة بالدماء".
وتحدث أمام طلبة في أكاديمية ويست بوينت العسكرية: "ليس من واجب القوات الأمريكية حل نزاعات في مناطق بعيدة لم يسمع بها الكثير من الناس، ونحن لسنا شرطي العالم".
وكان موقف ترامب شهد تحولا جذريا عن نهج جورج هيربرت بوش "النظام العالمي الجديد" الذي وضع أمريكا في مسار للعب دور رئيس في الشرق في التسعينيات من القرن الماضي وبداية القرن الحالي. وكانت رسالة ترامب لدول المنطقة أن عليها الاعتماد على نفسها.
وأضاف أن عدم اهتمام ترامب أدى إلى تصعيد الحروب، وبالقوى المحلية والإقليمية للعب دور فيها، مثل تركيا ومصر وروسيا في ليبيا، وتركيا وروسيا وإيران في سوريا، والسعودية وإيران في اليمن.
ورغم العقوبات المشددة التي فرضتها أمريكا على إيران، إلا أنها كانت قادرة على استهداف ناقلات النفط في خليج عمان، واستهدفت المنشآت النفطية في السعودية. وواصلت نقلها المال والرجال والسلاح إلى جماعاتها الوكيلة في اليمن والعراق وسوريا ولبنان، وفق قوله.
وقال: "مع قرب تولي بايدن الإدارة، بدأت القوى في المنطقة بتخفيف لهجتها بسبب توقع لعب دور أمريكي جديد في المنطقة. وحتى إيران التي زادت من معدلات تخصيب اليورانيوم وعقدت المناورات العسكرية، فإنها تأمل إلغاء الإدارة الجديدة سياسات ترامب السابقة".
اقرأ أيضا: واشنطن "ثكنة عسكرية".. وتوتر مع قرب تنصيب بايدن (شاهد)
وزاد من توقعات دور أمريكي جديد في المنطقة خيارات الرئيس المنتخب من أسماء على خبرة واسعة في الشرق الأوسط، والتي رشحها للمناصب الرئيسية، مثل انتوني بلينكن لوزارة الخارجية ولويد أوستن للدفاع جيك سوليفان لمجلس الأمن القومي.
ولم يفت الكثيرون في الشرق الأوسط أن بايدن نفسه له تجربة طويلة في المنطقة، وعلى علاقة مع عدد من اللاعبين فيه.
ومن هنا، قام قادة المنطقة بتخفيف العداء المتبادل، بانتظار الطريقة التي ستتعامل فيها الإدارة الجديدة مع مظاهر قلقهم وطموحاتهم.
ومن المثير للدهشة الهدوء الذي خيم على منطقة الشرق الأوسط بعد سنوات من المواجهة الجديدة التي كان يجلبها كل أسبوع فيها. وبالطبع لن ينهي أداء بايدن القسم العداء بين دول المنطقة، ولكن التغير الوحيد هو نهاية الانطباع لدى قادة المنطقة بأنهم يستطيعون عمل ما يريدون في غياب النظام الذي تقوده الولايات المتحدة ويقوم على القوانين الدولية.
وختم بالقول: "شجع هذا الرأي، والذي عززه ترامب، التكالب على مناطق خارجة عن السيطرة واحتلال الدول الضعيفة والمناطق المتنازع عليها. والآن وبعد إعلان بايدن "عادت أمريكا"، يبدو أن الرسالة وصلت الشرق الأوسط وأثارت انتباهه".