هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
استهجن مواطنون أردنيون وسياسيون ونواب، اللغة التي خاطبتهم بها الحكومة
عبر سبعة وزراء ظهروا في إيجاز صحفي مساء السبت هددوا فيه بالعودة إلى الحظر الشامل الجمعة،
بعد ما قالت الحكومة إنها لمست خرقا لأوامر الدفاع في مواجهة فيروس كورونا.
"لغة خشنة"
وكان وزير الدولة لشؤون الإعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة علي العايد، قال السبت، إن "كان هناك عدم التزام من شريحة من المواطنين وبعض المنشآت، فإجراءات
الوقاية هي الضمان الوحيد لإبقاء الأمور تحت السيطرة".
بينما قال وزير الداخلية سمير مبيضين: "لن نتهاون مع كل من يعرّض
سلامة الأردنيين للخطر".
أما وزير العمل معن قطامين، فكان أكثر وضوحا عندما قال: "الإيجاز
الصحفي هو تحذير مبطن كي لا نعود للمربع الأول"، مشيرا إلى أن "عددا من الأفراد
والمنشآت لم تكن ملتزمة وهو ما قد يؤثر على الملتزمين".
وانتقد وزراء الصناعة والأوقاف والسياحة والصحة، ما سمّوه عدم
التزام المواطنين بالإجراءات الصحية بعد أن قررت الحكومة رفع الحظر الشامل عن يوم الجمعة
الذي استمر لعدة أشهر.
هجوم نيابي
نيابيا؛ وصف النائب رائد رباع الظهراوي مؤتمر الوزراء الذي عقدته الحكومة
يوم السبت بـأنه "مؤتمر وزراء حربي على المواطنين".
وقال الظهراوي موجها كلامه للحكومة أثناء الاستماع لخطاب الموازنة الأحد:
"أوليناكم أمورنا تكليفا وليس تشريفا، أقل من أسبوع على ثقتنا بكم وبدأتم تشطحون
وتنطحون".
وختم يقول: "نقدر أهمية الالتزام الصحي والحالة الوبائية، لكن
لا نقدر طريقتكم المتعالية على البشر، احترموا البشر فهم يستحقون".
وحاول رئيس الوزراء الرد على النائب الظهراوي إلا أن رئيس مجلس النواب
لم يعطه فرصة للتحدث.
ردود فعل
أستاذ العلوم السياسية، والنائب السابق هايل ودعان الدعجة، يرى في حديث
لـ"عربي21"، أن "الإيجاز الصحفي عبارة عن خطاب عرفي، كان من المفروض
أن يخرج وزير واحد ليعبر عن نفس الفكرة التي تحدث بها مجموعة الوزراء".
ويضيف: "كان هنالك حاجة لإيجاز صحفي بصيغة توعوية تسبق رفع الحظر
يوم الجمعة، وليس بصيغة تهديدية تلي رفع الحظر، كما أن على الحكومة عدم معاقبة الملتزم
بالإجراءات الوقائية الصحية بحجة أن هناك بعض الأشخاص غير الملتزمين".
بينما يصف الباحث السياسي الدكتور منذر الحوارات الإيجاز الصحفي بأنه "إعلان
حالة حرب على المواطن".
يقول لـ"عربي21": "كان أحرى بالحكومة ردع المخالفين
وتطبيق القانون لا الاستمرار بحالة التهديد بالإغلاق فهو ليس منطق حكومات ودول، إذ إن من المفترض أن يكون لدى الحكومة خطة لفتح القطاعات وتشملها خطوات واضحة لطرق التعامل
مع المتجاوزين والمستهترين".
وعلق رئيس مجلس أمناء المركز الوطني لحقوق الإنسان رحيل غرايبة عبر
صفحته على "فيسبوك" قائلا: "أوامر الدفاع خلقت جوا جديدا وأعادت ثقافة
رجعتنا خمسين سنة للوراء.. يظهر ذلك واضحا في لهجة المسؤولين المحشوة بالاستخفاف بخلق
الله.. متى سنتحرر من خطاب القطيع؟".
الحكومة ترد
بدوره قال محافظ العاصمة سعد شهاب، إن "رسالة وزير الداخلية سمير مبيضين
في المؤتمر الصحفي مساء السبت لم تكن رسالة تهديد، ولكن فسرها بعض المغرضين بذلك".
وأضاف شهاب في تصريح لإذاعة الجيش: "وزير الداخلية شكر المواطنين
الملتزمين، وقال إن الإجراءات ستتخذ بحق المخالفين الذين يهددون صحة الملتزمين"، مبينا
أن نسبة الالتزام في العاصمة أكثر من 98%.
وبين شهاب أن هنالك انخفاضا في نسبة الإصابات، "وهذا يدل على التزام
المواطنين".
أما وزير الأوقاف محمد الخلايلة فقال إنه "لم يهدد" خلال
الإيجاز الصحفي، وأضاف خلال بيان صحفي أنه "لم يهدد، ولكن تمنى عدم عودة إغلاق
المساجد".
وقال إني "تمنيت عدم عودة جملة (صلّوا في بيوتكم)، لأنني أحب المساجد
والمسلمين جميعا".
وأطلق مواطنون وسم #مؤتمرالعين الحمراء، و شهدت شبكات التواصل الاجتماعي
ردود فعل غاضبة:
وكأن الحكومة تتعمد استخدام اللغة الفوقية ... وكأن الحياة اصبحت منحة بيدهم.. #مؤتمرالعينالحمراء
— Nour Emam (@NourEmam2) January 16, 2021