هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
سلطت شبكة "سي أن أن" الأميركية الضوء على المناورات العسكرية والتصعيد بين الولايات المتحدة وإيران في منطقة الخليج، قبيل حلول الذكرى السنوية الأولى لاغتيال "قاسم سليماني"، وسط مخاوف من أن تخرج الأمور عن السيطرة، بقصد أو بدون، ما يتسبب بانفجار المشهد.
وأفادت الشبكة بأن التوترات تصاعدت خلال الأيام الماضية وسط مخاوف من صدام بين الجانبين، في وقت غاية بالحساسية، إذ يخشى من إقدام الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على خلط الأوراق قبل أيام من موعد تسلم الديمقراطي جو بايدن مفاتيح البيت الأبيض.
ونقلت "سي أن أن" عن مسؤول أميركي مطلع على آخر المعلومات الاستخبارية قوله إن بعض القوات البحرية الإيرانية في الخليج عززت مستويات استعدادها خلال اليومين الماضيين.
وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، قال مسؤولون دفاعيون أميركيون للشبكة إن معلومات استخبارية جديدة أظهرت أن إيران تنقل صواريخ باليستية قصيرة المدى إلى العراق.
ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن مصادر أميركية إن إسرائيل والسعودية تضغطان على ترامب لضرب المنشآت النووية الإيرانية قبل أن يغادر منصبه.
وناشدت إيران مجلس الأمن الدولي، الخميس، منع الولايات المتحدة من القيام بما وصفته بـ "المغامرة العسكرية المتزايدة" في الخليج وبحر عمان، بما في ذلك إرسال قاذفات نووية إلى المنطقة، معلنة أنها لا تريد صراعًا لكنها تريد أن تدافع عن نفسها.
وينقل تقرير "سي أن أن" عن "توم نيكولز"، خبير الشؤون الدولية، قوله: "إنني قلق حقا من أن الرئيس قد يفكر في إقحام الرئيس المنتخب بايدن بنوع من العمليات العسكرية قبل خروجه من البيت الأبيض".
وبدوره قال سام فينوغراد، المسؤول السابق في مجلس الأمن القومي ومحلل "سي أن أن": "إيران تمثل تهديدا حقيقيا للأمن القومي للولايات المتحدة، لا سيما خلال هذه الفترة التي تزداد فيها المخاطر بسبب الذكرى المقبلة لاغتيال سليماني".
وأضاف فينوغراد: "أعتقد أن إيران ستعمل على ضبط أي هجوم مرتبط بهذه الذكرى لأنهم لا يريدون أن يحاصروا أنفسهم قبل تولي بايدن السلطة واستئناف المفاوضات النووية التي من شأنها أن تؤدي إلى رفع العقوبات".
اقرأ أيضا: حقائق صادمة عن الإنفاق العسكري الأمريكي.. من يصنع الرعب؟
والأربعاء الماضي، أعلنت القيادة المركزية الأميركية، عن تحليق قاذفات "بي 52" والتي تعرف باسم "ستراتوفورترس" في سماء الشرق الأوسط بهدف ردع أي عدوان. وأضافت في بيان أن نشر القاذفتين يوجه رسالة واضحة ورادعة إلى كل من ينوي إلحاق الأذى بالأميركيين أو مصالحهم.
وقال قائد القيادة المركزية الأميركية، فرانك ماكنزي، إن الولايات المتحدة لا تسعى إلى نزاع، ولكن لا يجوز لأحد أن يقلل من القدرات الدفاعية لها. وانطلقت قاذفات القنابل العملاقة من قاعدة مينوت في ولاية نورث داكوتا، وهي مهمة الردع الثالثة التي تجري خلال 45 يوما.
وأبحرت غواصة نووية أميركية أيضا في مضيق هرمز، وفي بيان أعلنت البحرية الأميركية التي عادة لا تكشف مواقع غواصاتها في العالم أن غواصة "يو أس أس جورجيا" يمكن تزويدها بـ 154 صاروخ توماهوك وقادرة على نقل 66 عنصرا من القوات الخاصة.
وتوجد حاملة الطائرات "يو أس أس نيميتز" في مياه الخليج منذ نهاية تشرين الثاني/ نوفمبر، كما حلقت قاذفتان أميركيتان من طراز "بي 52" في المنطقة مؤخرا في استعراض للقوة موجه لإيران وحلفائها.
وبحسب صحيفة "نيويورك تايمز"، تشير تقارير المخابرات الأميركية إلى أن إيران ووكلائها ربما يحضرون لضربة في وقت مبكر من نهاية هذا الأسبوع للانتقام لمقتل سليماني.
ويقول محللو المخابرات الأميركية إنهم رصدوا في الأيام الأخيرة رفع القوات الجوية والبحرية الإيرانية وعدد من الوحدات الأمنية في طهران، استعداداتها إلى المرحلة القصوى.
وأشاروا إلى أن طهران نقلت المزيد من الصواريخ قصيرة المدى والطائرات بدون طيار إلى العراق. لكن كبار المسؤولين في وزارة الدفاع يعترفون بأنهم لا يستطيعون معرفة ما إذا كانت إيران أو وكلاؤها في العراق يستعدون لشن هجوم على القوات الأميركية في بغداد، أو يستعدون لإجراءات دفاعية في حالة أمر ترامب بشن هجوم استباقي على طهران.
وقال بريت ماكغورك، المبعوث الخاص السابق لترامب إلى التحالف: "ما لديك هنا هو معضلة أمنية كلاسيكية، حيث يمكن أن يساء فهم المناورات على الجانبين وأن تزيد من مخاطر سوء التقدير".
وصرح القائد الأعلى للحرس الثوري الإيراني الجمعة، بأن بلاده مستعدة تماما للرد على أي ضغوط عسكرية أميركية وسط التوترات المتصاعدة بين طهران وواشنطن في الأيام الأخيرة من رئاسة ترامب.
وقال الجنرال حسين سلامي في احتفال أقيم في جامعة طهران بمناسبة ذكرى وفاة الجنرال سليماني: "اليوم ليس لدينا مشكلة أو قلق أو خوف من مواجهة أي قوى".