هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قال شين ماكفيت، الزميل بالمجلس الأطلنطي، إن عفو الرئيس دونالد ترامب عن أربعة متعهدين أمنيين تورطوا في جريمة ساحة النسور، في العاصمة بغداد عام 2007، أصلح الخطأ بخطأ أفدح منه.
وقال إنه عندما يفكر الواحد بحرب العراق، وما وصلت إليه من انحطاط، يستذكر عادة
بلاك ووتر، شركة التعهدات الأمنية الخاصة التي يعتبرها البعض منظمة مرتزقة.
ففي عام 2007، ارتكبت أسوأ جريمة في النزاع، وقتل أربعة متعهدين أمنيين مسلحين 17 مدنيا، كان من
بينهم أطفال ونساء، وجرحوا 20 آخرين كانت إصابات بعضهم بالغة. وشجب الخبراء
العسكريون القتل، ووصفه عقيد متقاعد بأنه "استخدام مفرط وصارخ للقوة"، بحسب "ذا هيل"
وتوصلت مذكرة
لاحقا إلى أنه لم يكن أي من الضحايا يمثل تهديدا على قافلة ريفين23 التابعة لبلاك ووتر
.
ويعلق الكاتب
أن قتل مدنيين في أثناء الحرب هو انتهاك خطير لحقوق الإنسان، وتساءل إن كان
المتعهدون الأربعة قد اعتقلوا مباشرة بعد الجريمة؟ والجواب هو لا، وهل ألغت حكومة
الولايات المتحدة عقد الشركة بمليار دولار؟ والجواب أيضا هو لا.
وأدى إفلات
المجرمين من العقاب إلى شجب في الداخل والخارج، وبالنسبة للأمريكيين فقد كانت لطخة
على جبين بلدهم.
وبالنسبة
للعالم، فقد أصبحت كلمة "بلاك ووتر "صورة عن كل خطأ ارتكبته الولايات
المتحدة في السياسة الخارجية: وهي حربين بلا نهاية في العراق وأفغانستان، وتراجع
الموقف الأمريكي بين مجتمع الدول".
وكشفت عن
المعايير الأمريكية المزدوجة لحماية حقوق الإنسان. وتحسرت مجموعة العمل في الأمم
المتحدة، التي تراقب استخدام المرتزقة، بأن الجريمة "قد تقود إلى وضع لا تتم
فيه محاسبة أحد على انتهاكات حقوق الإنسان".
وبعد سبعة
أعوام، وجدت هيئة محلفين في 2014 أربعة من المتعهدين السابقين مذنبين بالجريمة وهم:
نيكولاس سلاتين وبول سلاو وإيفان ليبرتي وداستين هيرد، وصدرت عليهم أحكام طويلة
بالسجن. وفي يوم الثلاثاء عفا الرئيس ترامب عن الأربعة، وجاء الشجب سريعا.
ورد السناتور
الديمقراطي كريس ميرفي في تغريدة: "العفو عن القتلة عار. لقد قتلوا نساء
وأطفالا رفعوا أيديهم في الجو".
وقال محمد الكتاني، الذي فقد ابنه علي البالغ من
العمر 9 أعوام في الحادث، إن قرار ترامب "حطم حياتي مرة أخرى، وحطم كل شيء، وحطم
المحكمة والقضاء، وقبل هذا كنت أعتقد أن لا أحد فوق القانون".
وعبر مكتب حقوق الإنسان في الأمم المتحدة عن
"قلقه العميق"، وقالت المتحدثة باسمه، مارتا موتردا، إن قرار العفو عن
المتعهدين الأمنيين "يسهم في حالة الإفلات من العقاب، وسيترك أثره على تشجيع
الآخرين على ارتكاب جرائم في المستقبل".
اقرأ أيضا: NYT: عفو ترامب عن مرتكبي مجزرة ساحة النسور نكأ جراح العراقيين
ويقول الكاتب:
"أنا جندي سابق في الجيش الأمريكي، ومتعهد أمني سابق، ولا يوجد أي مبرر شرعي
لقتل المدنيين، ولا مبرر لعفو رئاسي مخجل في هذه الحالة".
ويرى وجود
سببين وراء هذا القرار: الأول له علاقة بجالب الفضائح مؤسس الشركة إريك برينس
وشقيق وزيرة التعليم بيتسي ديفوس، الذي منحه فرصة للدخول إلى البيت الأبيض. وفي
عام 2017 حاول الترويج لفكرة غريبة تقوم على استبداله بالقوات الأمريكية في
أفغانستان مرتزقة يقودها قنصل مثل القوة التابعة لشركة الهند الشرقية في الهند، في
النصف الثاني من القرن الثامن عشر.
وزعم أنه سيحل
مشكلة أفغانستان في ستة أشهر، وبكلفة 5 مليارات دولارات. وعندما كان يحاول الترويج
لهذه الفكرة كان يعمل مع منافسة الولايات المتحدة، الصين.
أما السبب الثاني، وهو الأخبث، فمن خلال العفو عن
المتعهدين الأمنيين، سيفتح ترامب الجروح في الشرق الأوسط، ويخرب سياسة الرئيس
المنتخب جوزيف بايدن، وهي سياسة تحطيم كل شيء.
ويأتي عفو
ترامب عن مجرمي حرب كتتمة لقصة بلاك ووتر التي بدأت كمنشأة لتدريب الجنود والشرطة
في نورث كارولينا، وأصبحت تمثل الطريقة التي يقوم فيها الجيش بنقل تعهدات ومسؤوليات
في وقت الحرب. وسيكون العفو سابقة خطيرة في الإفلات من العقاب ستحاول الدول الأخرى
تقليدها.