قضايا وآراء

كتاب ثورتنا ومستقبلنا المشرق

إبراهيم الديب
1300x600
1300x600

لكل وطني مخلص، ومتدين حقيقي، يريد الحرية والكرامة لشعبه والعزة لوطنه، هذا كتاب ثورتك وسبيل تحررك، أختصره لك لتعيه وتحفظه جيدا، فتستبين طريقك وتمتلك رؤية ومشروعا واضحا، ومؤكد التحقيق للتحرر والتنمية والنهوض. تكفيك الهجرة وخطر الموت غرقا بالبحر، يكفيك تيها وفراغا ونوما.. كتاب ثورتك يرد لك حقك في الحلم، ويأخذ بيدك لتحقيق حلمك بحياة حرة عزيزة كريمة، وأسرة جميلة وسكن مريح ومركب يسير، وتعليم حقيقي ورعاية صحية مناسبة.

أعرّفك بكتاب حياتك المقبلة، بإيجاز ومباشرة هو كتاب تحررك ونظريتك واستراتيجيتك للتحرر من الاستبداد الذي ولدت فيه غير مخير بين استبدادين متحالفين أحدهما محلي والآخر دولي. كتاب حياتك وتحررك ومستقبلك يمثل جزءا أساسيا من منظومة مشروع التحرر العربي الكامل الدائم من الاستبداد، والعبور إلى التنمية والنهضة بصناعة وعينا الجمعي وإرادتنا الشعبية القوية، ثم صناعة هويتنا الوطنية الواحدة وبناء دولتنا الحديثة، وكيفية امتلاك إعلام تحرري تنموي حقيقي، وإعداد قادة التحرر ورجال الدولة الجدد وتأهليهم، للنهوض المصري والعربي القادم.

ففي ظل طول أزمة الاستبداد التي تعانيها منطقتنا العربية، والتي بدأت مع الاحتلال العسكري للمنطقة وما تبعه من نقل السلطة إلى نظم عسكرية تابعة، وتداعيات ذلك على توقف التنمية وفساد الأخضر واليابس، وصولا إلى تفكيك القيم والهوية العربية وإحلالها، وتفكيك بنيتها البشرية وإضعافها، واتساع الفجوة الحضارية مع العالم المتقدم، وما وازاها من جهود ومحاولات إصلاحية متتالية بدأت مع الأفغاني في 1860.

وفي سياق:

 

أولا: دراسة علمية معمقة لجهود أهم الإصلاحيين منذ مجيء الحملة الفرنسية لمصر وحتى الآن، بداية بالأفغاني، مرورا بمحمد عبده ورشيد رضا والكواكبي وابن باديس وحسن البنا، ومالك بن نبي، وما تلاها من جهود جارية حتى الساعة، تبيّن لنا غياب الفعل التكاملي الذي يجمع بين معالجة الأزمة وإنتاج الأفكار والنظريات اللازمة لمواجهتها، ثم ترجمتها إلى استراتيجية ومشاريع عمل قابلة للتطبيق وفق الإمكانيات والقدرات المتاحة، والمعطيات الإقليمية والدولية الجارية، ثم العمل على تنفيذها ميدانيا لإحداث التحولات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية الحضارية المنشودة، كذلك غياب الفعل التراكمي الذي يراكم الجهود والإنجازات والخبرات المتتالية لهذه الجهود الإصلاحية في سلسلة إصلاحية مترابطة ومتكاملة البنيان.

ثانيا: تراكم خبرات النظم الاستبدادية في مواجهة أفكار واستراتيجيات عمل وجهود التحرر المتتالية على مدار 160 عاما متتالية؛ حال دون إنجاز الأهداف المنشودة في التحرر والتحول الديمقراطي وولوج طريق الاستقرار والتنمية والإنتاج والتنافس الحضاري الجاري، ومن ثم حتمية التخلي عن الأساليب الثورية التقليدية، والبحث عن نظرية معاصرة جديدة ومفاجئة لمواجهة المستبد وإجباره على الرحيل.

ثالثا: الشراكة الاستراتيجية للنظم الاستبدادية، مع الدول الكبرى المسيطرة على إدارة العالم ومقدراته لحساب شعوبها على حساب شعوب الدول الصغرى، ودورها البيّن في دعم الثورات المضادة لمواجهة حركات التحرر العربي وقمعه، ومحاولات المجتمعات والدول الناشئة الساعية للنمو والتقدم.

رابعا: توقف الجهود العلمية لمواجهة ظاهرة الاستبداد عند الكواكبي الذي اجتهد في بيان تحليل وكشف حقيقة الاستبداد وأبعاده وأسبابه ومقوماته، ورسم ثلاثة أسباب للتحرر؛ هي الوعي المجتمعي، وتجهيز البديل، والتدرج السلمي. وذلك ما أكده مالك بن نبي في نظريته عن الشعوب المغيبة عن الوعي والقابلة للاستعمار والاستبداد.

خامسا: ضمن عمليات التحليل القيمي الموازي التي قمنا بها (مركز دراسات قيمي هويتي لدراسات القيم والهوية) للنظام الاستبدادى من جهة، وللشعوب العربية المتعايشة مع الاستبداد لما يزيد عن قرن ونصف، لكشف أسباب هذا التعايش المهين مع الاستبداد والرضا بالضعف والتخلف، بالرغم من توافر كل مقومات التحرر والنهوض، وما توصلنا إليه من عمليات ممنهجة تمت وما زالت جارية لتفكيك وإحلال ممنهج لنظام القيم والأفكار لشعوب المنطقة العربية، لتسخيرها تحت الاستبداد لأطول فترة ممكنة، في ما نسميه بالاستبداد الدائم.

لكل ذلك كان لا بد من البحث والتفكير وإنتاج نظرية جديدة معاصرة لمواجهة ظاهرة الاستبداد، كظاهرة ثقافية وهوياتية واجتماعية واقتصادية وسياسية، تسببت في تخلف المنطقة العربية وتفككها وضعفها، والبحث في:

- بقية مقومات الاستبداد وأسباب طول بقائه، خاصة تلك المتعلقة بعمليات تغيير العقيدة العسكرية والأمنية، وسرقة القوة الصلبة للمجتمع وتحويل مسارها من حماية الشعب والوطن إلى حماية النظام، وقمع الشعب المتطلع إلى التحرر والتنمية والنهوض.

- كشف أسبار العلاقة الاستراتيجية متبادلة المنافع بين المستبد المحلي والمستبد الدولي، بهدف الوقف الدقيق على المقومات الأساسية للاستبداد في واقعنا المعاصر..

وهذا للوصول إلى نظرية علمية صلبة لفك شفرة الاستبداد والتحرر منه، تلتزم بالمنهجية والتقاليد العلمية المتعارف عليها عالميا، ثم ترجمتها إلى استراتيجية محددة قابلة للتطبيق، ومشاريع وبرامج عمل واضحة ومحددة للتحرر المرحلي من الاستبداد المحلي ثم الاستبداد الدولي، بتحرير دول المنطقة العربية من الاستبداد المحلي، وبناء قدرات الكفاية الذاتية له بشكل متدرج من الحاجة والتبعية للدول الاستعمارية الكبرى، في ما أسميته بنظرية التحرر الكامل الدائم من الاستبداد، في ظل بناء قيمي وهوياتي صلب للمجتمعات والقوة البشرية العربية، يمكّنها من استكمال مسيرة التحرر المحلي والدولي.

كما نهدف للبحث في سبل تفكيك ظاهرة الاستبداد بأقل تكلفة بشرية ومادية ممكنة، مع المحافظة على مقدرات الدولة وأمن الوطن واستقراره، في ظل رؤية اجتماعية وسياسية ومنطقية وشرعية دقيقة ومؤصلة، تفرق بين كيفية مواجهة الاستعمار العسكري الأجنبي الغازي لبلادنا بالقوة الصلبة، ومواجهة الاستبداد المحلي لإخواننا أبناء الوطن والدين المحليين بالقوة المدنية الناعمة، وباستخدام نظرية الردع ووقف الاعتداء.

ولتبسيط المفاهيم وبيانها، قمت بإسقاط المفاهيم في تطبيقات عملية على الحالة المصرية التي أعيشها وأدرك جزءا كبيرا من تفاصيلها جيدا، بحكم سعيي ومشاركتي في صناعة أحداثها.

الكتاب يتضمن مقدمة ومدخلا خاصا وخمسة أبواب متكاملة ومترابطة في بنيتها الفكرية وتسلسها العملي، حيث تبدأ بـ:

- مقدمة خاصة تعرّف بالكاتب كأحد العاملين في مجال التحرر والإصلاح، ومعاناته الميدانية من الاستبداد كأحد أبناء مصر والمنطقة العربية، وتطلعه وإصراره على التحرر أو الموت في سبيل تحقيق تحرير مصر ونهوض الأمة العربية قلب العالم الإسلامي والإنساني كله.

- ثم مدخل مفاهيمي لعدد 27 مفهوما متنوعا، كبنية تأسيسية لفهم وصناعة نظرية واستراتيجية التحرر الكامل الدائم من الاستبداد.

وفي بابه الأول تناول لمفهوم الاستبداد عند الكواكبي، كجهد تأسيسي في فهم حقيقة الاستبداد وفلسفته، وكيفية مقاومته.

ثم في بابه الثاني تناول تحليلي معاصر لظاهرة الاستبداد والكشف عن أسبار العلاقة الاستراتيجية بين الاستبداد المحلي والدولي، تمهيدا لكيفية تفكيكها وإعادة صياغة رؤية وسياسات جديدة تنظم العلاقة مع العالم.

وفي بابه الثالث تحليل قيمي لظاهرة الاستبداد وبيان العمق القيمي لظاهرة الاستبداد، وكيفية مواجهته قيميا بالتخطيط القيمي وصناعة وبناء وتمكين منظومة قيم وثقافة التحرر، حتى تتحول إلى نمط سلوكي معتاد وثقافة حياة أصيلة للمجتمع المصري والعربي.

وبذلك كله تتكامل الرؤية العلمية والواقعية والجاهزية في بابه الرابع، لتصميم نظرية جديدة لمواجهة الاستبداد المزدوج (المحلي والدولي)، حيث لا يمكن التخلص من الأول إلا في ظل رؤية تأسيسية وبناء قيمي معمق مؤهل إلى التحرر الأكبر من الاستبداد الدولي.

ولضمان الجدية والعملية، تناولت في بابه الخامس ترجمة تطبيقية لنظرية التحرر من الاستبداد إلى استراتيجية ومشاريع وبرامج عمل قابلة للتنفيذ والتحقق.

وختمت الكتاب بواحد وعشرين طريقة لإنتاج أفكار جديدة، تعزز من قدرات جيل التحرر ومهاراته على التفكير الابتكاري، وإنتاج أكبر قدر من الحلول والوسائل والأدوات الابتكارية المفاجئة للمستبد لتعجيل التخلص منه، والتقليل من تكلفة التحرر، وضمان المحافظة على مقدرات الشعب والوطن.

وغايتي من الكتاب، تمكينك أيها الحر الأبي بدليل عملي للتحرر والنهوض العربي بيد كل شاب وفتاة عربية؛ يستطيع كل منهم أن يؤدي دوره الفردي والمؤسسي والمجتمعي بما يتوافق مع ميوله ومواهبه وقدراته الخاصة.

 

 

التعليقات (0)

خبر عاجل