هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
علق الأمين العام السابق لحزب "العدالة والتنمية" في المغرب، عبد الإله بنكيران، على اتفاق التطبيع بين الرباط والاحتلال، مؤكدا أن حزبه يرفض التطبيع وأعلن ذلك مرارا، في حين اعتبر أن اعتراف الإدارة الأمريكية بمغربية الصحراء "أمر بالغ الأهمية".
وعبر بنكيران في كلمة له خلال بث مباشر على صفحته بـ"فيسبوك"، عن رفضه مطالب إقالة سعد الدين العثماني من منصبي رئيس الحكومة وأمين عام الحزب، غداة توقيعه اتفاق التطبيع.
وقال بنكيران: "أرفض مطالب إقالة العثماني بعد توقيع الإعلان المشترك مع إسرائيل، لأن حزبه (العدالة والتنمية- مرجعية إسلامية) حزب مؤسسات يجتمع في أوقات محددة ويتخذ القرارات المناسبة".
وتابع: "العدالة والتنمية المغربي لا يمكن أن يخذل بلده بخصوص قراراته الأخيرة حيال الصحراء واستئناف العلاقات مع إسرائيل".
وأعلن المغرب، في 10 من الشهر الجاري، اعتزامه استئناف العلاقات الرسمية المجمدة مع الاحتلال منذ عام 2002.
اقرأ أيضا: تغريدة للعثماني عن اتفاق التطبيع مع الاحتلال.. وردود غاضبة
وفي اليوم نفسه، أعلن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، اعتراف واشنطن بسيادة المغرب على إقليم الصحراء، المتنازع عليه بين الرباط وجبهة "البوليساريو".
وأثار قرار استئناف العلاقات مع الاحتلال غضبا بين عناصر داخل "العدالة والتنمية"، الذي يرفض، منذ تأسيسه عام 1967، أي تطبيع مع الاحتلال.
وتابع بنكيران، رئيس الحكومة السابق: "الحزب هو الذي يترأس الحكومة، هو عضو في بنية الدولة التي يترأسها العاهل المغربي محمد السادس، والذي يتخذ القرارات في الأمور السيادية مثل هذه (استئناف العلاقات مع إسرائيل)".
واستدرك: "من حقنا ألا يعجبنا الأمر، ولكن لا يمكننا أن نقول كلاما يعني خذلان الدولة في لحظة حرجة".
ودعا أعضاء حزبه إلى الصمت حيال هذه التطورات، مشددا على أن "العدالة والتنمية لا يمكن أن يخذل بلده، خصوصا أن العالم يرى ما يقع".
ووقع العثماني، الذي يترأس الحكومة منذ 2017، على "إعلان مشترك" بين كل من المغرب والاحتلال والولايات المتحدة، الثلاثاء، خلال زيارة وفد رسمي إسرائيلي أمريكي للرباط، التي وصل إليها، على متن أول رحلة طيران تجارية مباشرة من إسرائيل إلى المملكة.
واتفق المغرب والاحتلال بحسب الإعلان، على "مواصلة التعاون في عدة مجالات"، وأعلنا اعتزامهما "إعادة فتح مكتبي الاتصال في الرباط وتل أبيب"، و"الاستئناف الفوري للاتصالات الرسمية الكاملة"، و"إقامة علاقات أخوية ودبلوماسية كاملة".
وبشأن توقيع العثماني على الإعلان، قال بنكيران: "لا أحد سيعجبه الحال، ولكن يمكن مثلا مراسلة الحزب أو مؤسساته، ولا يمكن القبول بمطالب إقالة العثماني، هذا ليس الحزب الذي أعرف".
وأردف: "يجب احترام مؤسسات الحزب ويمكن انعقاد المجلس الوطني (برلمان الحزب) أو مؤتمر استثنائي ويتم الاستماع للعثماني (..) وآنذاك نتخذ القرار المناسب".
اقرأ أيضا: مقال للعثماني يرفض التطبيع قبل 25 عاما.. وانتقادات (شاهد)
وقال بنكيران إن الملكية تساهم في استقرار المغرب، مضيفا: "نحن مع العاهل المغربي محمد السادس في كل الأمور، والرجل الثاني للدولة (العثماني) لا يخرج عن الرجل الأول للدولة (الملك)".
وبين الرباط وتل أبيب نحو 6 عقود من التعاون. أما رسميا، فبدأت العلاقات بينهما عام 1994 على مستوى منخفض (عبر فتح مكاتب للاتصال بالبلدين)، ثم جمدتها الرباط، في 2002، ردا على قمع الاحتلال للانتفاضة الفلسطينية الثانية، وإعلان تل أبيب وقف عملية السلام مع الجانب الفلسطيني.
وأصبح المغرب الدولة المغاربية الوحيدة التي تقيم علاقات مع الاحتلال، وهو ما يعتبره مراقبون اختراقا لافتا لمنطقة المغرب العربي، التي تضم أيضا الجزائر وموريتانيا وتونس وليبيا.
كما أصبح رابع دولة عربية توافق على التطبيع مع إسرائيل، خلال 2020، بعد الإمارات والبحرين والسودان.
ومن قبل، ترتبط الأردن ومصر باتفاقيتي سلام مع إسرائيل، منذ 1994 و1979 على الترتيب.