هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
أشاد دبلوماسي إسرائيلي بـ"الحرب" التي يشنها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على المسلمين الفرنسيين، معتبرا أن "فرنسا اليوم ينتظرها صراع عنيد، مع العدو الداخلي"، على حد وصفه.
ورأى السفير الإسرائيلي الأسبق
في الولايات المتحدة، زلمان شوفال، في مقال بصحيفة "معاريف" العبرية بعنوان
"تذكروا متأخرين"، أن "فرنسا استيقظت متأخرة، وقرر ماكرون وحكومته القيام
بالواجب الأول على كل حكومة؛ وهو الحفاظ على أمن مواطنيها، سواء من خلال استخدام نشط
للشرطة أو التشريع".
ولفت إلى أن "القانون الذي
يوجد الآن في مراحل التشريع في البرلمان الفرنسي، وإن كان يسمى بـ"القانون لتعزيز
مبادئ الجمهورية"، لكن هدفه الواضح هو مكافحة ما وصفه الرئيس ماكرون بـ"الانعزالية
الإسلامية"، أي الظاهرة المتزايدة لدى الأقلية الإسلامية التي تتصرف كدولة داخل
دولة"، بحسب قوله.
وزعم أن لدى المسلمين في فرنسا
"ميول انفصالية تتغذى هذه الأيام من الميل المنتشر في الغرب وكذا في إسرائيل،
إلى "سياسة الهويات" التي تستند إلى الميل الليبرالي لمراعاة خصوصية كل كيان
قومي أو إثني أو جماعة ثقافية على حساب المصلحة العامة والوطنية الشاملة".
وقال محرضا: "مثل الغرب
بعمومه، فإن المجتمع والزعامة الفرنسيين لم يتمكنا من أن يفهما في الوقت المناسب الطبيعة
الحقيقية لهذه "الانعزالية الإسلامية"، وهكذا نشأ مربض واسع لانتشارها في
أرجاء الدولة".
اقرأ أيضا: أزمة الكراهية في فرنسا تطال وصيفة "ملكة الجمال"
وردا على ما كتبه بنيامين حداد،
المسؤول عن أوروبا في معهد بحث واشنطن "المجلس الأطلسي"، بأن "ماكرون
أجرى تمييزا واضحا بين الأغلبية الإسلامية، والأقلية الإسلامية ذات الأهداف السياسية المتطرفة"، تساءل شوفال: "هل بالفعل توجد في فرنسا حدود بهذا الوضوح
بين الجهتين؟".
وذكر أن "القانون سيحاول
معالجة ظواهر "الانفصالية والانعزالية" من الأساس، سواء بالنسبة للتعليم
من البيت، الذي تكون تعابيره العملية هي التعليم على أيدي الدعاة، وكذا بهدف إلغاء
مؤسسات المساعدة، التي هدفها قطع تعلق المسلمين بمؤسسات الدولة، ويشدد القانون على
أن المحظورات والقيود آنفة الذكر ستفرض بالقوة".
ونبه إلى أنه "كما تعاقب أمريكا
على خطيئة العبودية، تعاقب فرنسا اليوم على خطيئة الاستعمار، فالقرار المصطنع في حينه
والذي يزعم أن الجزائر هي جزء من فرنسا، أدى إلى توطين عشرات آلاف الجزائريين دون
صعوبة في فرنسا نفسها وتجذروا، وكثير منهم انخرط بالفعل بشكل كامل ومثمر في المجتمع
الفرنسي، في اقتصاده وثقافته، ولكن ليس هؤلاء هم الذين يقررون النبرة بل من يفضلون
تخليد وجودهم المنفصل"، وفق زعمه.
وبين أنه "منذ الثورة في
1789 تعيش فرنسا في تناقض داخلي يقترب من الخداع الذاتي، والشعار الذي يعلو كل مبنى
حكومي، "الحرية، المساواة، الإخوة" هو نوع من الشعارات مثل "يا عمال
العالم اتحدوا" التي لا يوجد الكثير ممن يقف خلفها".
ولفت إلى أن "عموم مواطني
فرنسا ممن يريدون أن يعيشوا حياتهم وفقا لتقاليدهم، ينتظرهم اليوم صراع عنيد، ولكن
سياسة ماكرون الجديدة هي الخطوة الأولى لإعطاء النفس لهذا التطلع، واليوم فرنسا في
حرب وجود ضد عدو داخلي، هل ستتمكن منه؟"، بحسب تعبيره.