قال كاتب إسرائيلي إن "ردود فعل حادة صدرت من دولة الاحتلال الإسرائيلي، والجاليات
اليهودية في القارة الأوروبية، عقب قرار لمحكمة العدل الأوروبية بحظر
الذبح وفق الشريعة اليهودية في بلجيكا، لذلك أرسلت رسالة قاسية إلى يهود
أوروبا في جميع أنحاء القارة، بأنه غير مرحب بهم فيها".
وأضاف إيتمار آيخنر، في تقريره بصحيفة
يديعوت أحرونوت، ترجمته "عربي21"، أن "أوساط الجالية اليهودية في القارة عبرت عن انزعاجها من القرار؛ لأنه يثير مخاوف بشأن مستقبل يهود أوروبا، وقالت وزارة خارجية الاحتلال: "إننا أمام رسالة أوروبية قاسية تجاه يهود أوروبا بأسرها، فضلا عن كون القرار ينتهك حرية العبادة والدين في أوروبا، لكنه يشير إلى الجاليات اليهودية بأنهم غير مرغوب فيهم في أوروبا".
وأشار إلى أن "محكمة العدل الأوروبية بقرارها هذا رفضت بشكل غير معتاد توصية المدعي العام للمحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان، الذي قضى بأن قرار البرلمان البلجيكي يتعارض مع قوانين حرية الدين، مع العلم أنه في بلجيكا يتطلب الذبح الحلال وفق الشريعة اليهودية "كوشير" تنفيذ صدمة كهربائية للحيوانات قبل الذبح، خلافا للقانون اليهودي".
وأكد أنه "وفقا لحكم المحكمة المبدئي، من المرجح أن تسن الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي قوانين تحظر الذبح وفقا للشريعة اليهودية، وهذه القوانين في حد ذاتها تنتهك الحرية الدينية المنصوص عليها في ميثاق الاتحاد الأوروبي للحقوق الأساسية، وتشعر المجتمعات اليهودية الآن بقلق بالغ بشأن العواقب بالنسبة لعدد من البلدان في القارة، وستحظر أيضا الذبح وفقا للشريعة اليهودية بعد القرار".
ونقل عن عضو البرلمان الفرنسي، مائير حابيب، أن "القرار البلجيكي ليس الأول في أوروبا، هذه علامة سيئة للغاية، وهذا القرار يثير مخاوف بشأن مستقبل يهود أوروبا، الذين يواجهون بالفعل معاداة السامية المتفشية، لأن الكوشير من الركائز الأساسية للهوية اليهودية، فمن دون ذبح لا يوجد كوشير، ومن دون كوشير ستهزم الجالية اليهودية في أوروبا".
وزيرة الشتات الإسرائيلية في حكومة الاحتلال، عومير يانكليفيتش، قالت إن "وزارتها تدرس القرار، بهدف العمل قريبا مع حلفائنا في أوروبا ومؤسسات الاتحاد الأوروبي، بهدف الاستمرار بتمكين الحياة اليهودية في أوروبا".
سفير الاحتلال الإسرائيلي في بلجيكا، عيمانوئيل نحشون، اعتبر القرار "كارثي، وضربة لحياة اليهود في أوروبا، مع أن الاتحاد لديه لائحة لعام 2009 تنظم ذبح الحيوانات، وتنص على عدم ذبحها دون تاريخ مبكر، باستثناء أن يكون الذبح لأسباب دينية الكوشير لليهود، والحلال للمسلمين، كما ترك الاتحاد استثناء، وهو السماح للدول الأعضاء بفرض قيود إضافية بخلاف المنصوص عليها في اللوائح، لضمان حماية أفضل للحيوانات".
وأضاف أنه "وفقا للوائح، تحظر عدد من الدول في أوروبا عمليات الذبح اليومية، بما فيها الدنمارك وسلوفينيا والسويد، ومقاطعتان في بلجيكا، ومنذ يناير 2019 تقدمت الجالية اليهودية في بلجيكا بالتماس للمحكمة الدستورية البلجيكية، مدعية أن التشريع في فالونيا وفلاندريا يتعارض مع اللوائح الأوروبية والاتفاقيات الأوروبية الأخرى المتعلقة بحقوق الإنسان وحرية الدين".