هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قالت
كاتبة إسرائيلية إنه "بعد الصدمة الأولية التي عانى منها الفلسطينيون من توقيع
اتفاقيات التطبيع بين دول الخليج وإسرائيل، جاءت الاستفاقة من الصدمة، فرئيس السلطة
الفلسطينية محمود عباس استعاد رباطة جأشه، وعاد لدفة القيادة على النحو الملائم لتحفيز
المنظومة الإقليمية والدولية على العمل عبر جولته الحالية".
وأكدت
دانة بن شمعون الخبيرة في الشؤون الفلسطينية في مقالها على موقع منتدى التفكير الإقليمي، وترجمته "عربي21" أن "عباس امتنع منذ فترة طويلة عن الرحلات للخارج،
بسبب سنه المتقدم والكورونا والوضع الاقتصادي للسلطة الفلسطينية، والعبث السياسي مع
إسرائيل، وسياسات ترامب، ما أدى به لتقليص زياراته لقادة العالم بشكل كبير، وسجنه
في فقاعة من العزلة برام الله".
وأشارت
إلى أن "الفرصة حانت لعباس، فبايدن في السلطة، وترامب مطرود، ويسعى للحصول على
دعم الملك عبد الله والسيسي بمواجهة جنون ترامب الذي هدد بالتهام الحلم الفلسطيني،
ونال منهما ما تاق لسماعه بتأكيد فكرة الدولتين، كما أن حملة العلاقات العامة المتجددة
من رام الله ليست فقط لكسب التعاطف، بل يحتاج أبو مازن إلى مصر والأردن للتوسط لديه مع
الساكن الجديد للبيت الأبيض لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من كوارث ترامب".
واستدركت
بالقول: "رغم انتصار بايدن، فإن السلطة الفلسطينية تدرك أنه بعكس الماضي، فلن
يكون من السهل عقد مؤتمر دولي (للسلام) الآن، لأن الولايات المتحدة مترددة بفرض مثل
هذه التحركات على إسرائيل، إضافة لذلك، فإن الإشارة للصراع الإسرائيلي الفلسطيني غيرت
وجهها، وفتحت ثغرات كبيرة جدًا في الأسس التي استندت إليها المفاوضات ومبادرات السلام
بين إسرائيل والفلسطينيين".
اقرأ أيضا: MEE: الغاية الحقيقية لتطبيع الخليج ليست حماية الفلسطينيين
وأوضحت
أن "مبادرة السلام العربية، الوثيقة الأيديولوجية التأسيسية للصراع، التي نصت
على أن تطبيع العلاقات بين إسرائيل والدول العربية لن يتم إلا بعد حل المشكلة الفلسطينية،
فقدت مكانتها كمصدر وحيد وحصري للصراع بعد توقيع الاتفاقيات بين إسرائيل والإمارات
والبحرين والسودان والمغرب، وهذه التطورات تؤثر سلباً على الساحة الفلسطينية".
وأكدت أن "الجدل الفلسطيني الساخن في الأشهر الأخيرة تزايد حول إجراء انتخابات رئاسية
وتشريعية، وكذلك جهود تجديد المصالحة بين فتح وحماس، والآن يشعر أبو مازن بمزيد من
الأمان، وتعزز مكانته السياسية، لذلك لم يعد لديه نفس الشعور بالإلحاح في ما يتعلق بمطالبة
حماس والفصائل الفلسطينية بإصدار مرسوم رئاسي كخطوة تمهيدية لإجراء الانتخابات".
وأشارت
إلى أن "هذا لا يعني أن عباس معفي من تقديم إجابات للأوروبيين والأمريكيين كلما
سئل عن الانقسام الداخلي، ومستقبل علاقاته مع حماس، لكن انخراطه في هذا الموضوع تضاءل،
وتراجع ضغط الدوائر السياسية والمنافسين في الخلف عن لعب دور مؤثر، ولذلك اصطف الفلسطينيون
مع الواقع، وقرروا إعادة بناء علاقاتهم مع دول الخليج، بدلاً من مقاطعتها".
وأضافت
أن "الأمر الأكثر إثارة لأبي مازن هو إعادة فكرة الدولتين إلى الأجندة الإقليمية
والدولية، وإقناع العالم والدول العربية بضرورة إعادة تبني قرارات الأمم المتحدة كنقطة
انطلاق لأي مبادرة سلام لحل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، وتنحاز السلطة الفلسطينية
لقبول الصيغة الجديدة التي تسمح للدول العربية بصنع سلام منفصل مع إسرائيل، بغض النظر
عن القضية الفلسطينية".
وختمت بالقول إن "عباس استيقظ في الدقيقة التسعين،
وأدرك أن ملاحقة الدول العربية، ومحاولة احتضانها، وقبول مساعدتها، ورعايتها لعقد مؤتمر
دولي، ليس استسلاماً أو ضعفًا، بل إنه يشير إلى سياسة حقيقية، وخيبة أمل من الأخطاء السابقة.. وفي أي مبادرة سلام فلسطينية تُطرح على الطاولة الآن، سيتعين على الفلسطينيين متابعة
الدول العربية، والمشاركة بعمليات صنع القرار، وعدم التخلي عنها، كما حدث في الماضي".