هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
ذكر مصدر مقرب من الحكومة السعودية، أن الإمارات تقاوم الجهود الرامية إلى حل الأزمة الخليجية، وفق ما نقلته "فرانس برس"، الخميس.
وأشار المصدر إلى
أن السعودية مستعدة لتقديم تنازلات عبر فتح مجالها الجوي أمام الطائرات القطرية، في حال
توقّفت الدوحة عن تمويل معارضيها السياسيين وكبحت جماح وسائل الإعلام التابعة لها.
وقال: "السعودية تدفع
باتجاه هذا الحل"، مضيفا أن الرياض "تملك المفتاح الرئيسي وهو المجال الجوي".
ورغم أن الإمارات ومصر أعربتا عن دعمهما
للجهود الرامية إلى حل النزاع. لكن المصدر المقرب من السعودية لفت إلى أن "الإمارات تقاوم ذلك".
وبحسب المصدر، فإنه "لا يمكن للسماح
للغضب الإماراتي بإبقاء هذه النار مشتعلة"، موضحا "حان الوقت لإنهاء هذه
الأزمة".
من جهته، قال مصدر آخر في الخليج مقرب من
ملف المفاوضات لـ"فرانس برس" إن العملية التي تقودها المملكة حاليا قد تؤدي إلى نوع من
السلام، ولكنها لن تقوم بحل كل القضايا الأساسية.
اقرأ أيضا: قرقاش: الإمارات تثمن جهود الكويت وأمريكا لتعزيز تضامن الخليج
ووفقا لمصادر مطلعة على المفاوضات فإن "الدول المقاطعة لقطر بقيادة الرياض مستعدة لتخفيف حدة مطالبها بشكل كبير في الاتفاق النهائي".
وكانت دول الحصار قد وضعت 13 شرطا لأجل المصالحة مع قطر، من ضمنها إغلاق قناة "الجزيرة"، والحد من علاقات الدوحة مع إيران، وإغلاق قاعدة عسكرية تركية على أرضها، لكن الدوحة رفضت هذه المطالب.
ومن المرجح أن يكون الاتفاق النهائي، على
شكل وثيقة مشتركة تحدد الشروط، وقد يشبه على الأرجح اتفاق الرياض في عام 2014 بين قطر
والدول الخليجية، وهو اتفاق سري يُعتقد أنه كان يدعو لعدم التدخل بشؤون الدول الأخرى، وفق ما ذكرته "فرانس برس".
وبحسب دبلوماسي غربي في الخليج، فإن الوسطاء
من الكويت يدفعون باتجاه إقناع القادة الثلاثة الرئيسيين (ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد
بن زايد آل نهيان، وولي عهد السعودية الأمير محمد بن سلمان، وأمير قطر الشيخ تميم بن
حمد آل ثاني).
وأوضح الدبلوماسي لـ"فرانس برس" أنه سيتعين على القادة
الثلاثة "الموافقة"، موضحا أنه على الرغم من معارضة الإمارات، فإن ولي عهد
أبوظبي "منخرط بشكل وثيق" في العملية.
وأوضح: "نحن نبحث عن حل مؤقت محتمل
في غضون أسابيع قليلة (..) لا أعتقد أن أي شخص يتوقع حلا كاملا. سينظر الجميع في مدى
دفء صياغة البيان".
ونقل دبلوماسيون في الدوحة عن مسؤول قطري
كبير قوله إن الاتفاق النهائي "تم الاتفاق عليه مبدئيا" ولكنه "محدود
النطاق".
وأشاروا إلى أنّ المسؤول أوضح أن السعودية
لا ترغب في الإعلان عن الاتفاق قبل نهاية حكم دونالد ترامب على الأرجح بهدف تسجيل نقطة
إيجابية لدى إدارة بايدن الذي توعد بإعادة
تقييم الروابط مع الرياض على خلفية سجلّها في مجال حقوق الإنسان.
وتسعى الولايات المتحدة إلى رفع إغلاق المجال
الجوي أمام الطائرات القطرية الذي دفعها لتغيير
مسار رحلاتها لتمر فوق إيران، التي أشارت تقارير إلى أنها حصلت على مئة مليون دولار سنويا
لقاء ذلك، الأمر الذي يقوض الجهود الأمريكية للضغط اقتصاديا على طهران.
اقرأ أيضا: أكاديمي إماراتي يحذف تغريدة عن المصالحة أغضبت السعوديين
وسيكون المؤشر الحقيقي على المصالحة هو "مستوى التمثيل القطري
في قمة مجلس التعاون الخليجي المرتقبة قبل نهاية العام الجاري والتي لم يحدد مكانها
بعد. وسيشكل حضور أمير قطر مؤشرا على حدوث التقارب"، كما قالت "فرانس برس".
والحصار الذي صُمّم لخنق قطر وإجبارها على
اتباع نهج جيرانها، دفع الدوحة إلى تقارب بشكل أكبر مع إيران وتركيا، بحسب مراقبين.
ومن جانبه، يرى كريستيان أولريشسن من معهد
"بيكر" للسياسة العامة بجامعة رايس الأمريكية: "سيستغرق الأمر وقتا طويلا
وجهودا مستمرة من كافة الأطراف لإعادة بناء العلاقات".
وتابع: "أي اتفاق سيكون بداية لعملية
أطول للمصالحة بدلا من نقطة نهاية أو عودة إلى الوضع القائم السابق قبل عام
2017".
والجمعة الماضي، أكد وزير الخارجية والإعلام الكويتي أحمد الصباح، إجراء "محادثات مثمرة" ضمن إطار جهود الوساطة الرامية لإنهاء الأزمة الخليجية.
وذكر في بيان متلفز، أن جميع الأطراف المعنية أكدت خلال هذه المفاوضات "حرصها على التضامن والاستقرار الخليجي والعربي، وعلى الوصول إلى اتفاق نهائي يحقق ما تصبو إليه من تضامن دائم بين دولهم وتحقيق ما فيه خير شعوبها".
ومنذ حزيران/يونيو 2017، تفرض السعودية والإمارات والبحرين ومصر حصارا بريا وجويا وبحريا على قطر؛ بزعم دعمها للإرهاب وعلاقتها بإيران، فيما تنفي الدوحة اتهامها بالإرهاب، وتعتبره "محاولة للنيل من سيادتها وقرارها المستقل".