هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
كشف مصدر مسؤول في الرئاسة اليمنية عن الانتهاء من تشكيل الحكومة الجديدة المنبثقة عن اتفاق الرياض، بعد استبعاد أسماء اعترضت عليها السعودية واختارها الرئيس، عبد ربه منصور هادي لتولي وزارات سيادية.
وقال المصدر في تصريح لـ"عربي21" مشترطا عدم الإفصاح عن اسمه، مساء الأربعاء، إنه "تم الانتهاء من التشكيل الوزاري للحكومة المشكلة مناصفة بين شمال البلاد وجنوبها".
وأضاف: "نحن في انتظار تنفيذ الشقين العسكري والأمني خلال الأيام القليلة القادمة، ليتم الإعلان بعدها عن الحكومة".
وبالفعل، أعلن التحالف الذي تقوده السعودية، الخميس، عن التوصل إلى توافق على إنشاء حكومة جديدة، تضم 24 وزيرا، بينهم أعضاء من "المجلس الانتقالي الجنوبي".
ونقلت وكالة الأنباء السعودية الرسمية "واس" عن مصدر مسؤول في التحالف، لم تسمه، أن "قيادة القوات المشتركة للتحالف ستقوم من خلال المراقبين العسكريين من التحالف على الأرض ابتداء من اليوم بالإشراف على فصل القوات العسكرية في أبين وتحريكها إلى الجبهات، ومن العاصمة عدن لخارج المحافظة".
وأضاف المصدر ذاته أن الإعلان عن الحكومة اليمنية سيتم فور اكتمال تنفيذ الشق العسكري خلال أسبوع.
وتعثر الإعلان عن التشكيلة الحكومية، بسبب رفض "المجلس الانتقالي الجنوبي" المدعوم من دولة الإمارات، تنفيذ الشقين الأمني والعسكري المتمثل بـ"اخلاء مدينة عدن، جنوبا، من جميع تشكيلاته المسلحة".
فيما برز عائق آخر أيضا، وهو "اعتراض السلطات السعودية على الأسماء التي اختارها الرئيس عبدربه منصور هادي لشغل ما تعرف بالوزارات السيادية" وهي "الداخلية والخارجية والدفاع والمالية"، بحسب ما أفاد به مصدر حكومي لـ"عربي21" في وقت سابق من الشهر الماضي.
وتشير المعلومات التي حصلت عليها "عربي21" من المصدر المسؤول في الرئاسة اليمنية مساء الأربعاء، إلى "استجابة الرئيس هادي مجددا، لطلب نائب وزير الدفاع السعودي، خالد بن سلمان ( وهو مسؤول الملف اليمني)، باستبعاد الأسماء التي اختارها لتولي الوزارات الأربع.
وكان الأمير خالد بن سلمان، قد التقى الرئيس اليمني، أواخر تشرين الثاني/ نوفمبر الفائت، وفق ما أكده مصدر مسؤول لـ"عربي21"، حينها، وأبلغه باعتراضه على "الأسماء التي رشحها لتولي وزارات "الخارجية والداخلية والدفاع والمالية" في تشكيلة الحكومة المنبثقة عن اتفاق الرياض.
وكان اتفاق الرياض قد أسند وزارات "الخارجية والداخلية والدفاع والمالية" إلى الرئيس هادي لاختيار شاغليها.
أقرأ أيضا: مصدر يمني لـ"عربي21": لقاء مشحون بين هادي وخالد بن سلمان
فيما أكد المصدر الرئاسي أن هادي اختار أسماء جديدة لتولي الحقائب السيادية بدلا عن تلك اعترضت عليها الرياض.
وأوضح أنه تم اختيار العميد إبراهيم حيدان، الذي يشغل قائد اللواء الثالث حرس رئاسي، لمنصب وزارة الداخلية، بدلا عن المرشح السابق لها، أحمد العيسي، نائب مدير مكتب هادي، ورئيس اتحاد كرة القدم في البلاد.
المصدر ذاته، أشار إلى أنه تم ترشيح السفير اليمني لدى واشنطن، أحمد عوض بن مبارك، لوزارة الخارجية، بعد استبعاد المرشح لها، عادل باحميد، سفير اليمن الحالي في ماليزيا.
ولفت المصدر إلى أنه تم الإبقاء على الفريق الركن محمد المقدشي، وسالم بن بريك، في منصبيهما بوزارتي الدفاع والمالية، بعد شطب اسم "حسين منصور"، الذي كان مرشحا للأخيرة.
بموازاة ذلك، ذكرت صحيفة محلية أنه تم التوافق بين حكومة هادي والمجلس الانتقالي برعاية سعودية يوم الاثنين، على القيام بانسحابات عسكرية لقوات الطرفين، كإجراءات أولية لتنفيذ الشق العسكري وبناء الثقة بينهما.
ونقلت صحيفة "عدن الغد" (تصدر من مدينة عدن)، الثلاثاء، عن مصدر حكومي قوله: "اتفقت الشرعية والانتقالي على تشكيل لجنة عسكرية تشرف على بدء عمليات انسحابات للطرفين من مواقعهما وتطبيق الشق العسكري أولا قبل إعلان الحكومة".
ويشمل الاتفاق، بحسب المصدر، عودة كافة القوات التابعة للمجلس الانتقالي إلى عدن وعودة قوات محور شبوة الحكومية إلى مدينة عتق (عاصمة المحافظة)، ودخول قوات الأمن العام والشرطة العسكرية والقوات الخاصة إلى مدينة زنجبار (عاصمة أبين) إلى جانب قوات الحزام الأمني التابعة للمجلس.
فيما لم يقدم المصدر في الرئاسة اليمنية أي توضيحات حول ما أوردته الصحيفة المحلية، في وقت تجدد المواجهات بين الطرفين في محيط مدينة زنجبار، المركز الإداري لمحافظة أبين، بعد أٌقل من 24 ساعة عن الحديث عن صيغة توافق جديدة لتنفيذ الشق الأمني والعسكري من اتفاق الرياض.