صحافة إسرائيلية

ما فرص استئناف مفاوضات صفقة "تبادل الأسرى" مع حماس؟

لا يمكن استبعاد احتمال اندلاع تصعيد في غزة بسبب سوء تفاهم بين حماس وإسرائيل- جيتي
لا يمكن استبعاد احتمال اندلاع تصعيد في غزة بسبب سوء تفاهم بين حماس وإسرائيل- جيتي

قال خبير عسكري إسرائيلي إنه "مع اشتداد خطر فيروس كورونا، وتزايد الضغط الاقتصادي في قطاع غزة؛ بسبب عدم وجود أفق معيشي، يسود فهم إسرائيلي مفاده أن حماس قد تجد في هذا الوضع المعقد فرصة لإبداء مرونة في مطالبها من إسرائيل، التي تحوز لديها عددا من أدوات الضغط على الحركة، وهناك تقييم متزايد بأن فرصا جديدة قد تم توفيرها للتقدم بين هذه الأطراف". 


وأضاف أمير بوخبوط، في تقريره على موقع ويللا، ترجمته "عربي21"، أن "المؤسسة العسكرية الإسرائيلية ستوافق قريبا على استراتيجية العام المقبل بمواجهة التهديدات والتغييرات في الشرق الأوسط، ودخول جو بايدن للبيت الأبيض، وستستمر السياسة الإسرائيلية كما هي، بالسعي لتحقيق الردع في غزة، مع الحفاظ على واقع تضعف فيه حماس، وضبطها، والسيطرة بشكل فعال على المستوى الاقتصادي – المدني السائد في القطاع".


وأشار إلى أن "الوضع في الضفة الغربية سيكون السلوك الإسرائيلي عكس ذلك تماما، حيث تعمل الإدارة المدنية على رفع المستوى الاقتصادي والمعيشي، لتكون دائما أفضل من غزة مع منع العمليات المسلحة، ووفقا للبيانات التي قدمها الجيش الإسرائيلي وجهاز الأمن العام-الشاباك منذ أسبوعين، فإن ناتج الهجمات المعادية في 2019 منخفض جدا مقارنة بـ2018-2019، وأيضا في مدى الإصابات". 


وأكد أنه "رغم ذلك، لا يمكن استبعاد احتمال اندلاع تصعيد في غزة، بسبب سوء تفاهم بين حماس وإسرائيل، ما يقلق هيئة أركان الجيش؛ لأنه لا توجد حاليا اتفاقيات ملزمة، ولا تفاهم طويل الأمد بينهما، باستثناء التفاهمات التي تم الحصول عليها حتى الآن بوساطة مصر، لأنها محدودة من حيث الوقت والقضايا". 


وأضاف أن "رئيس هيئة الأركان، أفيف كوخافي، أكد في محادثات مغلقة أن هذه التفاهمات لها "سقف زجاجي"، وبالتالي فإن الجيش حساس للغاية لأي عمل، بحيث لا تصبح غزة ساحة مركزية، ولأن هناك أمور أهم من التعامل مع التنظيمات الفلسطينية، وبكلمة واحدة: إيران، لذلك يقوم الجيش بشكل دوري بضرب حماس في غزة من أجل وضع التنظيم في الإطار الذي تمليه تل أبيب، والحفاظ على التفاهمات لفترة أطول". 


وأشار إلى أن "المسؤولين الأمنيين الإسرائيليين يرون أن هناك مصلحة حقيقية في حل المشاكل الإنسانية في غزة، التي قد تؤثر على إسرائيل أيضا، ووفقا لتوجيهات المستوى السياسي التي يمليها رئيس الأركان على قائد القيادة الجنوبية هآرتسي هاليفي، فإن المصلحة الأولى هي تأجيل الحرب في غزة قدر الإمكان، رغم أن الوضع في الضفة الغربية لا يقل خطرا عن غزة، فلا أحد يعرف متى يغادر أبو مازن الساحة". 


وزعم أن "مصلحة إسرائيل تكمن بالإبقاء على غزة منطقة لا تعمل فيها الفصائل المسلحة، ومنع حدوث أزمة إنسانية، ووقف تجميد نشاط حماس العسكري، وهو ما ستستمر بمواكبته المؤسسة العسكرية لعام 2021".


وأوضح أن "الجيش الإسرائيلي يخوض حربا ضد تكثيف نشاط حماس العسكري بأدوات سرية، لا تتحمل إسرائيل مسؤوليتها، وهذه الأدوات لا توقف بالضرورة نشاطات حماس بنسبة مئة في المئة، لكنها تقللها بالتأكيد، في ضوء تقديرات الجيش والموساد والشاباك التي تفحص أهداف حماس التي حددتها لنفسها، ويركز مجتمع المخابرات في إسرائيل على مسار الأموال التي تمر لقطاع غزة، ومن هناك مباشرة للجناح العسكري لحماس".


وأكد أن "التوتر الذي تعيشه قيادة الجيش الإسرائيلي في غزة يتمثل في إدارة الوضع الاقتصادي؛ تمهيدا لإضعاف حماس، من خلال الرغبة في الاستقرار الإنساني، مقابل الترويج لحل قضية الأسرى الإسرائيليين، لأن هناك رغبة باستعادة الجنديين هدار غولدين وأورون شاؤول، لذلك في ظل هذا التوتر، فقد أمر المستوى السياسي باستخدام جميع الوسائل المتاحة لإسرائيل".


وأردف: "السؤال الذي يشغل بال الجيش والمسؤولين الأمنيين باستمرار قبل تقديم توصية لمجلس الوزراء الأمني: ما الحد الأدنى الذي تمنحه إسرائيل لحماس في غزة؟ وما الرافعات التي يمكن استخدامها؟ مع العلم أن سياسة التمييز الإسرائيلية تسعى لتقديم السلطة الفلسطينية على أنها أكثر جاذبية من حماس، تمهيدا لانتخابها من قبل الفلسطينيين في يوم الانتخابات". 


وأشار إلى أنه "من الواضح أن رغبة الطرفين بتجنب الحرب، والتقدم نحو إنجاز التفاهمات، تطرح السؤال دائما حول ما الذي ترغب إسرائيل بدفعه، والثمن الذي تريد حماس الحصول عليه، وهذا لا يعني أنه من غير الممكن الدخول في حرب لا تريدها، هذا الخيار موجود دائما، والمثير للدهشة أن مصادر الجيش الإسرائيلي تزعم أن حماس من المرجح أن تكون أكثر اهتماما بدفع المفاوضات بشأن صفقة الأسرى أكثر من أي وقت مضى". 


وزعم مسؤولون أمنيون إسرائيليون أن "أزمة كورونا في غزة خلقت أجواء جديدة، ربما في ظل الخوف الكبير من انتشار الوباء دون كوادر طبية ومعدات مناسبة، خاصة مع عدم استبعاد إصابة أسرى كبار السن في السجون الإسرائيلية بالفيروس، ما يرفع مستوى الضغط على حماس، ومثل هذا السيناريو قد يسمح لحماس بأن تشرع في مفاوضات حول صفقة التبادل".


وأكد مسؤولون عسكريون إسرائيليون أن "هناك فرصة جديدة لإحراز تقدم مع حماس، والرسالة التي أصر وزير الحرب بيني غانتس على إرسالها كانت واضحة للغاية حتى الآن، وتتمثل بإمكانية أن يشكل وباء كورونا فرصة لحماس لإعادة الحسابات، وبناء سلم يساعدها على النزول من الشجرة العالية التي صعدتها، تمهيدا لافتتاح جولة المفاوضات القادمة".

التعليقات (0)