سياسة دولية

10 مؤشرات حول جدوى اغتيال العالم النووي الإيراني

مسؤول أمني إسرائيلي سابق: الإنجاز المحدود لتصفية "زاده" لا يعادل الأخطار- إسناد
مسؤول أمني إسرائيلي سابق: الإنجاز المحدود لتصفية "زاده" لا يعادل الأخطار- إسناد

تحدث مسؤول أمني إسرائيلي سابق، عن عشرة مؤشرات لفحص جدوى اغتيال العالم النووي الإيراني، محسن فخري زادة، الجمعة في طهران، مؤكدا أن الإنجاز المحدود لتصفية "زاده" لا يعادل الأخطار. 

فقدان الردع 

وذكر تشيك فرايليخ، نائب رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي، في مقال له بصحيفة "هآرتس" العبرية، أن "السؤال الصحيح الخاص بعملية اغتيال عالم الذرة الإيراني، محسن فخري زادة، ليس هل كانت عملية الاغتيال محقة؟ بل هل كانت حكيمة؟ وهذا يمكن الإجابة عنه من خلال فحص عشرة مؤشرات". 

الأول؛ "هل الاغتيال سيؤدي لضرر شديد بالمشروع النووي الإيراني؟ الجواب: كما يبدو هو: لا"، منوها بأن "الحديث يدور عن تنظيم واسع النطاق، ولا يوجد لأي شخص وحده، مهما كان كبيرا، تأثير حاسم عليه، وإسرائيل حسب ما نشر، سبق أن اغتالت في السابق عددا من علماء الذرة الإيرانيين، ورغم ذلك تواصل إيران تنفيذ المشروع". 

وأضاف: "ربما ستردع الاغتيالات علماء ذرة شبابا، وتتسبب بصيد الساحرات لدى الإيرانيين، في محاولة للعثور على عملاء محتملين، لكن كل هذا لن يؤدي إلى تشويش حقيقي على المدى البعيد". 

وبين أن المؤشر الثاني يتعلق بالرد، حيث "من المبكر تحديد شدة الرد الإيراني، إن كان هناك رد"، لافتا إلى أن "أحداثا سابقة من مثل؛ تصفية الجنرال قاسم سليماني، والانفجار في منشأة "نتطز"، وتصفية رقم 2 في القاعدة في إيران، والآن اغتيال "زادة"؛ كل ذلك ينتج ضغطا كبيرا على النظام الإيراني للرد، خوفا من فقدان القدرة على الردع". 

وأشار إلى أن "إيران تواجه صعوبات في محاولتها للرد، وفي حال لم ترد في هذه الأيام، هذا يعني أنها قررت الرد في المكان والزمان المناسبين لها، وعمليا هذا التأجيل سيعطي فرصة للمفاوضات مع جو بايدن". 

وتساءل بشأن المؤشر الثالث: "هل الاغتيال سيزيد احتمالية حدوث مواجهة بين إيران وإسرائيل، وضمن ذلك تدخل الولايات المتحدة قبل تنضيب بايدن؟"، مجيبا: "نعم، وهل هذه مصلحة إسرائيلية، لا". 

سيناريو خطير 

وأشار فرايليخ إلى أنه "تم عرض سيناريو محتمل، بحسبه، طهران سترد بشدة على الاغتيال، وبهذا تمنح ترامب ذريعة لتنفيذ خطوة عسكرية، هدفها سحب المشروع الإيراني بضع سنوات للوراء"، مضيفا: "ربما كان لإسرائيل مصلحة في سيناريو كهذا قبل نصف سنة، عندما لم يكن بالإمكان الربط بين هجوم كهذا وبين تغييرات في الإدارة الأمريكية، أما اليوم؛ فهذا السيناريو غير مرغوب فيه، بل خطير". 

وأما الخامس: "هل الاغتيال سيزيد من صعوبة توصل بايدن لاتفاق جديد مع طهران؟ وهل سيعتبر في نظر الكثيرين في واشنطن كمحاولة متعمدة للتخريب في احتمالات التوصل إلى اتفاق كهذا؟ الإجابة: نعم"، متسائلا: "هل يوجد لتل أبيب مصلحة في أن الأزمة الأولى في المواضيع الخارجية التي ستشغل الإدارة ستكون من أجلها؟ في الحقيقة لا". 

وعن حديثه للمؤشر الخامس، تساءل المسؤول الأمني: "هل اغتيال كهذا هو الطريقة السليمة للتأثير على مواقف بايدن في الشأن الإيراني؟ بصورة قاطعة لا، علما بأنه يوجد لبايدن ولمن يتولون الوظائف الرفيعة سجل واضح مؤيد لإسرائيل، وهكذا لا يتم خلق صداقات جديدة". 

والسادس، يتعلق بمساهمة اغتيال "زاده" في تعزيز المحافظين في طهران، معتبرا أن مثل هذه التصفية يمكن أن تساهم في ذلك، ففي حزيران يتوقع إجراء انتخابات رئاسية في إيران، و"من مصلحة إسرائيل تشجيع المعتدلين الذين يطمحون لاتفاق جديد، وليس تعزيز المحافظين". 

وبشأن المؤشر السابع، أضاف: "هل توقيت الاغتيال كان صدفة، نتيجة فرصة عملياتية فتحت بالتحديد الآن؟ وإذا كان الأمر هكذا، فكيف ستؤثر هذه على قرارات إسرائيل؟"، موضحا أن "الاستعداد لعمليات دقيقة جدا من هذا النوع يستمر لأشهر وحتى لسنوات، وربما حقا فتحت نافذة فرص عملياتية، ولكن فرصة عملياتية لا تعني ضرورة تنفيذ التصفية، أي رئيس الحكومة، مطلوب منه المصادقة على العملية في هذا الوقت". 

الحل الوحيد 

ونبه فرايليخ بأن "إسرائيل ليست بحاجة لأزمة عسكرية خطيرة الآن في الوقت الذي توجد فيه في أزمة صحية، اقتصادية وسياسية الأكثر خطورة التي مرت بها منذ قيامها"، وهذا يتعلق بالمؤشر الثامن. 

وذكر أن "هذه التداعيات في الوضع الراهن كان يمكن أن تكون مبررة لو أن الأمر كان يتعلق بإنجاز استراتيجي كبير، ولكن هذا ليس الوضع، فمن الأرجح أن الأمر يتعلق بمصلحة حيوية لرئيس الحكومة، الذي استغل عملية الاغتيال لحرف الأنظار عن التحقيق في موضوع الغواصات، حيث ما زال يدير صراعا منفلت العقال على البقاء". 

ورأى أن المؤشر التالي، وهو الحاسم، يتعلق بالإجابة عن السؤال: "ما الذي يجب على إسرائيل أن تفعله؟"، مشددا على أهمية أن "تحاول تل أبيب التوصل لأكبر قدر من التنسيق مع إدارة بايدن فيما يتعلق بشروط العودة إلى الاتفاق النووي، وفيما يتعلق بالنوايا العلنية لاستغلال الوضع القائم كقاعدة للتوصل إلى اتفاق جديد". 

وبين أن "بايدن لم يشرح في أي يوم العلاقة بين الأمور، والحديث يدور من دون شك عن عملية معقدة وصعبة، ولا توجد أي ضمانة بأن تنجح، ويوجد لإسرائيل إمكانية كبيرة في الإسهام في موقف الإدارة الجديدة للتعامل في هذه المسألة"، منوها بأنه يتوجب على "إسرائيل استغلال فضاء التفاهم الكبير مع الأشخاص المتزنين في إدارة بايدن، من أجل رسم مقاربة مشتركة بدلا من إبعادهم لتحقيق مكاسب تكتيكية محدودة". 

وفيما يتعلق بالمؤشر العاشر والأخير، قال المسؤول: "لا شك أنه يوجد لعمليات اغتيال دور مهم في مجمل الجهود التي تبذلها إسرائيل في محاولة لإيجاد رد بعيد المدى على المشروع النووي الإيراني، ولكن 30 سنة من التجربة تثبت بأنها لا تؤدي إلى أكثر من تأخير تقدم المشروع النووي". 

ورأى أن "هذا إنجاز هام، لكنه لا يكفي، وحتى عملية عسكرية لتدمير المنشآت النووية، مهما كانت ناجحة، لن تحقق أكثر من تأجيل لبضع سنوات"، معتبرا أن "الحل بعيد المدى الوحيد هو اتفاق دبلوماسي، وهذا حل يتطلع له بايدن، ومن أجل هذا الهدف يجب على تل أبيب أن تتعاون معه بأكبر قدر ممكن". 

 

التعليقات (0)