صحافة دولية

FT: اغتيال زاده قد يكون إشارة لانتخابات قادمة بإسرائيل

استطلاعات الرأي تميل بالفعل لصالح بنيامين نتنياهو- جيتي
استطلاعات الرأي تميل بالفعل لصالح بنيامين نتنياهو- جيتي

ربط الصحافي مهول سريفاستافا في تقرير نشرته صحيفة "فايننشال تايمز" بين عملية اغتيال العالم النووي الإيراني محسن فخري زاده، وبين إطلاق رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حملته الانتخابية غير الرسمية.

ولفت في تقريره، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أحداث سبقت عملية الاغتيال بأيام منها زيارة وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو إلى منطقة الشرق الأوسط، بما فيها زيارة مستوطنة إسرائيلية أقيمت على أراضي الضفة الغربية، ثم زيارته غير السرية من تل أبيب إلى المملكة العربية السعودية.

ويرى الكاتب أن انتخاب المرشح الديمقراطي جو بايدن رئيسا لأمريكا، أثار تساؤلات حول مكانة إسرائيل كقوة أجنبية مفضلة للبيت الأبيض، وبشر بإحياء المحادثات مع إيران بشأن برنامجها النووي.

لكن وزير الخارجية المنتهية ولايته مايك بومبيو حمل هدايا انتخابية لنتنياهو "فوصف حركات المقاطعة بأنها معادية للسامية، ووسم منتجات المستوطنات على أنها إسرائيلية"، ثم سافر نتنياهو إلى السعودية في أول زيارة لسياسي إسرائيلي، ثم قتل مسلحون العقل المدبر لبرنامج إيران النووي، والذي اتهمت طهران إسرائيل بالضلوع فيه.

وقالت داليا شيندلين، خبيرة استطلاع الرأي الإسرائيلية التي عملت في ثماني حملات انتخابية إسرائيلية: "لقد كانت هذه رسالة قاتلة، وليس هناك سوى جمهورين مقصودين للرسالة، أحدهما هو جو بايدن، والآخر هو الجمهور الإسرائيلي، وهذا تذكير لهم: 'أنا الوحيد الذي يمكنه الحفاظ على سلامتك، أنا الوحيد الذي لديه الجرأة للقيام بما يتطلبه الأمر".

 

اقرأ أيضا: كنيست الاحتلال يوافق في قراءة أولى على حل نفسه

وأضافت: "والواقع أن حكومة الوحدة الإسرائيلية، التي شكلها الرئيس رؤوفين ريفلين بعد ثلاث انتخابات مسدودة، على وشك الانهيار".

وقال أحد حلفاء نتنياهو في اللجنة المركزية لحزب الليكود: "هذا ليس خيار الليكود، ولكن لإنقاذ البلاد من الخلل الوظيفي، فربما تكون الانتخابات هي المطلوب".

ورغم أن نتنياهو يدعي أنه يفضل الوحدة، تظهر أفعاله عكس ذلك تماما. وفقا للكاتب الذي عدد مظاهر ذلك. ومنها أولا: رفض الموافقة على الميزانية حتى في الوقت الذي دمر فيه فيروس كورونا الاقتصاد. وإذا رفض تمرير الميزانية قبل عيد الميلاد، فسيتم إجراء الانتخابات تلقائيا.

 

وثانيا أبقى حلفاءه في التحالف، بمن فيهم وزير الحرب ورئيس الوزراء بالإنابة بيني غانتس، في الظلام (لا يشركهم في القرارات)، وكان آخرها عندما سافر إلى السعودية.

وأخيرا، مع اقتراب موعد التفاصيل الأكثر دسما من محاكمته بتهم الفساد، عندما يُطلب من رئيس الوزراء نفسه الحضور بانتظام إلى قاعة محكمة في القدس اعتبارا من شباط/فبراير، كثف هجومه على القضاء ومحامي الدولة.

وقال زعيم المعارضة يائير لابيد، الاثنين: "حان الوقت للتوقف عن كونكم شركاء نتنياهو"، مناشدا غانتس أن ينفصل أخيرا عن حظيرة نتنياهو والتصويت لانتخابات جديدة".

 

اقرأ أيضا: هل تدفع دول الخليج ثمن اغتيال العالم النووي الإيراني؟

وفي ظل أن مصير الاقتصاد يقع بأيدي مصنعي اللقاحات، ومستقبل محاكمته في أيدي مدعين عامين مستقلين، وحتى الآن، قضاة غير متعاطفين، قام نتنياهو برفع مستوى الصوت في الساحة التي يتمتع فيها بنفوذ لا شك فيه، وهي "السياسة الخارجية".

وقالت شيندلين إن استطلاعات الرأي تميل بالفعل لصالح رئيس الوزراء، وغانتس يعتبر قوة مستهلكة، بينما يتمتع حليف نتنياهو السابق، نفتالي بينيت، بدعم قوي وإن كان غير مؤكد، حيث يشعر اليمينيون بالانزعاج من التعطيل الذي تسبب به فيروس كورونا.

وهذا يترك نتنياهو على رأس كل من كتل يمين الوسط واليمين المتشدد التي من المرجح أن تشكل حكومة جديدة. وقالت إن "نتنياهو يعيش في حالة من الفوضى والخلل الوظيفي".

وأوضحت شيندلين: "نتنياهو يعد للناخبين، بالقول أنا الوحيد الذي يمكنه تحقيق ذلك، خاصة عندما يتعلق الأمر بالسياسة الخارجية. ليس الأمر أنهم يعتقدون أنها سياسة خارجية متماسكة. إنهم يعتقدون أنه رجل دولة ويعرف كيف يدير علاقات إسرائيل العالمية بشكل أفضل".

التعليقات (0)