صحافة دولية

هل تدفع دول الخليج ثمن اغتيال العالم النووي الإيراني؟

الصحيفة قالت إن دول الخليج العربي تبدو الأكثر ضعفا وعرضة للانتقام الإيراني على اغتيال زاده- وكالة إسناد
الصحيفة قالت إن دول الخليج العربي تبدو الأكثر ضعفا وعرضة للانتقام الإيراني على اغتيال زاده- وكالة إسناد

نشرت صحيفة "كوميرسانت" الروسية تقريرا تحدثت فيه عن احتمال قيام إيران بخطوات تستهدف دول الخليج ردا على عملية اغتيال العالم النووي محسن فخري زادة.


وقالت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن أحد السيناريوهات المحتملة للرد الإيراني وفق ما يراه بعض المراقبين هو استهداف إسرائيل بهجمات صاروخية، كما أن انتقام طهران قد يشمل دولا أخرى حليفة لواشنطن.


وحسب الصحيفة، فإن دول الخليج العربي تبدو الأكثر ضعفاً وعرضة للانتقام الإيراني، لذلك سارعت دولة الإمارات، رغم علاقاتها الجيدة مع إسرائيل، إلى إدانة مقتل العالم الإيراني والنأي بنفسها عن الوقوف وراء العملية.


خشية من انتقام إيراني


وتؤكد الصحيفة أن أبوظبي تخشى أن يتكرر السيناريو الذي عرفته المنطقة في الفترة الماضية، حين استعانت طهران بوكلائها في منطقة الخليج لشن هجمات على المنشآت النفطية في الإمارات والمملكة العربية السعودية.


وقد قام الحوثيون المدعومون من إيران بقصف مصفاة تكرير قيد الإنشاء في مدينة جيزان يوم 11 تشرين الثاني/ نوفمبر، كما استهدفوا منشأة لتخزين النفط في جدة يوم 23 من الشهر ذاته، وألحقوا أضرارا بناقلة وقود في ميناء الشقيق بعد ذلك بيومين.

 

اقرأ أيضا: إقرار إسرائيلي بفشل اغتيال العلماء في وقف "نووي إيران"

وعلى الرغم من أن الأضرار الناجمة عن الهجمات كانت طفيفة، فإنها تُعتبر حسب الصحيفة بمثابة طلقات تحذيرية تُظهر قدرة الحوثيين على الوصول إلى أهداف في قلب شبه الجزيرة العربية بدعم إيراني.


وقد تصاعدت وتيرة الهجمات الحوثية تزامنا مع تكثيف الرياض اتصالاتها مع الولايات المتحدة وإسرائيل - كما تقول الصحيفة - فضلا عن التكهنات بشأن خطوة عسكرية تخطط لها إدارة ترامب ضد طهران.


وترى الصحيفة أن إيران تحاول من خلال هذه الهجمات الضغط على المملكة العربية السعودية وحلفائها في مجلس التعاون الخليجي، من أجل وقف تقديم الدعم للخطط الأمريكية الإسرائيلية المعادية لطهران.


إلى جانب ذلك، تحاول طهران إيصال رسالة إلى واشنطن مفادها أن حلفاءها ليسوا في مأمن من الرد الإيراني. ولم تستخدم إيران تكتيك استهداف البنية التحتية إلا في الفترة الأخيرة، حيث كانت سابقا تكتفي بالتهديد بتعطيل صادرات النفط الخليجي، وأساسا من خلال التلويح بغلق مضيق هرمز.


الولايات المتحدة أطلقت يد إيران


وتقول الصحيفة، إن التغييرات الجذرية في المنطقة بدأت منذ ثورة النفط الصخري في الولايات المتحدة مطلع القرن الحادي والعشرين، والذي جعل من أمريكا في نهاية العقد الحالي أحد أكبر المصدرين في العالم، وخلق فائضا في الإنتاج العالمي.


وعندما تزايدت التهديدات بخصوص إمدادات النفط الخليجي في 2018، لم يؤثر ذلك على السوق، كما أن الصراع في ليبيا واختفاء إيران وفنزويلا من قائمة المصدرين، لم يؤثر على أسعار النفط. وحتى الهجمات على المنشآت النفطية السعودية لم يُحدث تأثيرات كبيرة كما تقول الصحيفة، رغم أن حجم النفط الذي فقدته السوق بعد الهجمات لم يعرفه العالم منذ 1973.

 

اقرأ أيضا: خبير إسرائيلي: إيران بمأزق بين الرد على اغتيال زاده والخشية منه

واللافت حسب الصحيفة، أن الولايات المتحدة لم تكتف حينها بتجاهل الرد على الهجمات الإيرانية على منشآت أرامكو، بل شجعت شركات الإنتاج الأمريكية على اغتنام الفرصة وزيادة حصتها في السوق.


وتضيف الصحيفة أن الدول الخليجية تجرعت بكثير من المرارة العملية الأمريكية التي أدت إلى اغتيال الجنرال الإيراني قاسم سليماني ردا على مقتل متعاقد أمريكي في كركوك، بما يُظهر أن الإدارة الأمريكية مستعدة للتدخل ضد إيران فقط عندما يُقتل مواطن أمريكي، وليس عندما يُقتل مواطن من السعودية أو أي دولة أخرى في المنطقة.


وترى الصحيفة أن هذه السياسة الأمريكية أطلقت يد إيران لاستهداف الدول الخليجية. وفي ظل أزمة كورونا التي قلصت الطلب العالمي على النفط وجعلت دول الخليج تكافح للحصول على حصتها في السوق، سيشكل الهجوم على المنشآت النفطية تهديدا خطيرا لمصالح هذه الدول وعائداتها المالية.


من جانبها، استطاعت إيران أن تستغل الظرف بنجاح وأن تقوم بالالتفاف على العقوبات الأمريكية وتطور بنية تحتية مكنتها من تصدير نفطها دون المرور بمضيق هرمز.


وتؤكد الصحيفة أن طهران نجحت بالمحصلة في ممارسة ضغوط على الدول الخليجية لإجبارها على عدم تقديم الدعم الكامل للإدارة الأمريكية في خططها التي تستهدف إيران، لكن من المهم ألا تتجاوز الخطوط الحمراء التي قد تجبر الولايات المتحدة على التدخل.

التعليقات (0)