سياسة عربية

هل تتحول ساحات التظاهر في العراق إلى "صدام مسلح"؟

الجنابي: ساحات التظاهر تستخدم ضبط النفس لأن الصدام إذا حصل مع السلاح المنفلت فهو خيار عراقي في توقيته ومكانه- الأناضول
الجنابي: ساحات التظاهر تستخدم ضبط النفس لأن الصدام إذا حصل مع السلاح المنفلت فهو خيار عراقي في توقيته ومكانه- الأناضول

لا تزال مدينة الناصرية مركز محافظة ذي قار جنوب العراق، تشهد حالة من الاحتقان على خلفية مقتل محتجين في مصادمات مع أنصار رجل الدين الشيعي، مقتدى الصدر، جراء اقتحام موالين للأخير لساحة الحبوبي وحرق خيم المعتصمين.

وعلى مدى اليومين الأخيرين، قتل سبعة أشخاص، خمسة منهم بطلقات نارية، وإصابة ما لا يقل عن ستين آخرين بجروح، الأمر الذي دفع السلطات إلى فرض حظر للتجوال في محافظة ذي قار، وإقالة قائد شرطة فيها وتعيين بديل له.

"جاهزون للردع"

وتعليقا على هذه الأحداث ومدى تصاعدها وانتقالها إلى محافظات أخرى، قال النائب محمود الزجراوي في البرلمان العراقي؛ إن "التيار الصدري كان ولا يزال هو العضو الفاعل في ساحات التظاهر من أجل تحقيق حزمة الإصلاحات، وأعطى من أجل ذلك العديد من التضحيات إزاء ذلك".

وأضاف النائب عن تحالف "سائرون" المدعوم من زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر في حديث لـ"عربي21"، أنه "على ضوء المظاهرات استقالت الحكومة وأقر قانون متعدد الدوائر للانتخابات، الذي قاتل من أجله سائرون في البرلمان لإقراره، وتحقق ذلك بالفعل".

وأشار الزجراوي إلى أن "ساحات المظاهرات اتجهت إلى الاستعداد لخوض الانتخابات المبكرة، لكن هناك يد خارجية وأخرى داخلية تحاول إشعال الفتنة في الناصرية، وعلى المتظاهرين هناك أن يعدوا العدة واختيار المرشحين للانتخابات المقبلة".

 

اقرأ أيضا: قتلى وجرحى بصدامات عنيفة بين محتجين وأنصار للصدر بالعراق

وبخصوص سبب الصدامات في الناصرية، قال الزجراوي؛ إن ما حصل هو أن أنصار التيار الصدري عندما كانوا يؤدون صلاة الجمعة، تعرضوا لإطلاق نار من متظاهرين يطلق عليهم "الجوكرية" الذين يتمردون حتى على المظاهرات، وذلك أدى إلى مقتل 4 من التيار الصدري، وهذه سابقة خطيرة.

ولفت الزجراوي إلى أن زعيم التيار الصدري بعد الذي حصل، نشر تغريدة على "تويتر" طالب الحكومة بالتدخل فورا لإنهاء الموضوع، وعلى ضوء ذلك زار وزير الداخلية محافظة الناصرية مع قوة كبيرة لإلقاء القبض على "الجوكرية"، وليس على متظاهري "تشرين".

 

وحول الاتهامات بمحاولة التيار الصدري لإنهاء الاحتجاجات، قال الزجراوي؛ إن "التيار ليس بالضد من المظاهرات ولا يسعى إلى إنهائها، ونحن لا نريد إشعال حرب أهلية، وأن الفتنة إذا حدثت ستمنع حدوث الانتخابات، ومن ثم لن يحصل هناك تغيير".

وأضاف أن التيار الصدري لديه جناح مسلح (سرايا السلام) قوي ومنضبط، يقاتل حاليا إلى جانب القوات الأمنية ضد الإرهاب، وأن "الجوكرية" لا يستطيعون ثني التيار الصدري، لكن الأخير لا يلجأ إلى السلاح؛ فهو يستخدمه ضد الإرهاب والمحتل.

وأردف الزجراوي: "لا نحمل متظاهري تشرين مسؤولية إطلاق النار، وربما هناك طرف ثالث أراد إشعال الفتنة بين المتظاهرين والصدريين، لكن إذا تفاقمت الأمور أكثر فأكثر، فلا استبعد أن يشترك التيار الصدري مع الحكومة في ردع هذه الفتنة".

قمع المخالفين

وفي المقابل، قال المحلل الأمني والسياسي، مهند الجنابي، في حديث لـ"عربي21"؛ إن "التيار الصدري بعدما فصل قانون الانتخابات كما يريد وبما يتناسب مع قاعدته الجماهيرية، توجهوا إلى الشارع بهذه الدعاية الانتخابية المبكرة".

وأضاف أن "التيار الصدري يمارس دعايته بقوة السلاح والتهديد والقمع من خلال فرض إرادته على الناخبين، إضافة إلى أنه يحاول لملمة ما تسرب من جمهوره نتيجة مواقفه المتناقضة، خصوصا فيما يتعلق بالمظاهرات وإصراره أن يكون زعيما لكل ما يتعلق بالسياسة العراقية".

وأعرب الجنابي عن اعتقاده بأن "التيار الصدري يشعر فعليا أن قاعدته الجماهيرية لم تكن كما كانت في السابق، ويعلم جيدا سلبية الأفعال التي قام بها في تهديد الأمن الوطني العراقي، وأن ما حصل في الناصرية من اعتداءات على المتظاهرين لمدة يومين، هو تهديد للمصلحة العليا للدولة، لذلك فإن احتمالات الدفع تجاه تمدد الصدامات يتحملها التيار الصدري".

 

ولفت إلى أن "التيار الصدري يسعى إلى إخلاء ساحات التظاهرات، ويحاول أن يستهدف رمزية الثورة في الناصرية؛ لأن ساحة الحبوبي بالمدينة بقيت مستمرة ومعتصمة، رغم التفكك الذي حصل في ساحات التظاهر".

 

اقرأ أيضا: رئيس وزراء العراق يشكل خلية لإدارة أزمة محافظة ذي قار

ورأى الجنابي أن "ما يقوم به التيار الصدري والفصائل المسلحة القريبة منه هدفه الأساسي دفع البلاد نحو الصدام المسلح والفوضى، وأن الأمور حاليا تسير بهذا الاتجاه، لتحقيق مكاسب سياسية".

ونوه إلى أن التيار الصدري ينظر إلى الشعب العراقي على أنه صدري فقط، ولا ينظرون إلى من يخالفهم في الأيديولوجية السياسية، والدليل أن مقتدى الصدر يصف البلد مؤخرا بأنه "عراق الصدريين"، وكأنه يختزل الشعب العراقي بجمهور التيار.

وتابع: "أصبحنا اليوم أمام صدريين وعراقيين، وهذه مشكلة حقيقية ستسهم في تآكل التيار الصدري أكثر مما تسهم في حصوله على رئاسة الوزراء"، لافتا إلى أن "التيار الصدري يتعامل مع المتظاهرين بهذه الطريقة قبل استلام رئاسة الحكومة، فكيف بهم بعد حصولهم عليها بالفعل".

وأكد الجنابي أن "ساحات التظاهر والنخب الوطنية تستخدم ضبط النفس؛ لأن الصدام إذا حصل مع السلاح المنفلت فهو خيار عراقي في توقيته ومكانه، وهذا يفسر عدم انجرار المتظاهرين وراء ما يريد الطرف الآخر".

 

 


وبعد ظهر السبت، خرجت تظاهرة كبيرة من ساحة الحبوبي تكريما لمن فقدوا حياتهم في أحداث العنف قبل سنة، وسار المتظاهرون من الساحة إلى جسر الزيتون رافعين توابيت رمزية.

وخلال تشييع رمزي أقيم للضحايا في الناصرية، سار المئات وسط المدينة حاملين نعوشا فارغة مغطاة بالعلم العراقي، وصورا لضحايا الاعتداءات التي وقعت الجمعة، مرددين شعارات منددة بالصدر، من بينها "لا إله إلا الله، مقتدى عدو الله".

 

التعليقات (1)
احمد
الإثنين، 30-11-2020 08:35 ص
غريب امر عامه الشيعه صفقوا لايران و المرجعيه منذ 2003 و لليوم و من اجل ذلك قتلوا مئات الالاف من السنه و دمروا غالب المدن السنيه و هجروا 8 مليون سني بعد ان دمروا منازلهم او استولوا عليها و حولوا مئات الجوامع الى حسينيات في خدمه ايران اليوم فقط تذكروا ان هناك وطن اسمه العراق؟ من يهتف اليوم مقتدى عدو الله كانوا في الامس مع قطعان الصدر يذبحون في السنه . كل هذن المضاهرات لا فائده منها و لن تغير شئ لان المتظاهر لا يهمه الوطن و انما مصالحه الماديه فلو اعطي بالغد راتب يكون مستعدا للعوده لصف العماله لايران .الشيعي لا يمكن ان يكون مواطنا الا عندما يتجرد من شيعيته و يلعن المرجعيه و المذهب الذي حوله الى خائن و عميل لايران احب او كره