هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
ناقش تقرير أعده ناك بانوت والش، محرر شبكة "سي إن إن" لشؤون الأمن الدولي، فرص اندلاع حرب شاملة في ظل تعرض إيران لمزيد من الإذلال عقب اغتيال عالمها النووي محسن فخري زاده، ذاكرا في الوقت ذاته عدة عوامل تتعلق بأطراف الصراع تجعل الحرب الشاملة مستبعدة، وفق وجهة نظره.
ويقول في مستهل تقريره إن الهدف الواضح لأعداء إيران، وربما إيران نفسها، خلال
الأيام المقبلة حتى تنصيب الرئيس الأمريكي جو بايدن، هو "عدم بدء صراع شامل".
على صعيد الولايات المتحدة، يقول والش إنها "اللاعب الأقل مشاركة لكنها اللاعب الأكبر. ربما يبذل فريق الرئيس
دونالد ترامب كل ما في وسعه لاستفزاز وإضعاف المتشددين الإيرانيين، لكن الصراع الواسع
مع طهران لا يتماشى تماما مع أجندتهم طويلة المدى. إنهم مشغولون بمغادرة أفغانستان
والعراق بسرعة. لقد سعوا إلى إنهاء الحروب التي لا تنتهي".
ومن
المرجح أن يؤدي الصراع الشامل مع إيران إلى اندلاع حريق آخر، مع وجود دبلوماسيين أمريكيين
بالمنطقة وإسرائيل في خط النار أمام صواريخ حزب الله أو الصواريخ الإيرانية بعيدة المدى.
ولهذا السبب "لم تصل الإجراءات الأمريكية إلى حد ضرب إيران نفسها". بل "تريد إدارة دونالد ترامب إثارة أكبر قدر ممكن من الكراهية لجعل المصالحة المستقبلية مستحيلة".
ولكن
ربما يكون هذا أيضا خطأ في تقدير الإدارة المنتهية ولايتها والذي قد يفيد خليفتها في
النهاية، وفقا لـ"والش".
اقرأ أيضا: مستشرق إسرائيلي: أمام إيران 3 مشاكل للرد على اغتيال "زاده"
وفي حين أن الرئيس المنتخب جو بايدن يريد إعادة إطلاق الاتفاق النووي لعام 2015، والذي يفترض أن يكون أوسع قليلا في نطاقه وبشروط أكبر، يقول والش: "قد تضطر إيران خلال ذلك الوقت إلى تحمل محاولات عدوانية أخرى لإحراجها، لجعلها تبدو غير قادرة على الدفاع عن نفسها وكبار مسؤوليها بشكل صحيح، حتى نرى الجميع في النهاية على طاولة المفاوضات.
ويؤكد أنه "لن يعيق تقدم بايدن نحو التقارب نوبة كبيرة من التوتر
والبغضاء، ويمكنه إلقاء اللوم على ترامب وتقديم صفقة أقل تفضيلا لإيقاف كل شيء".
وعلى صعيد إيران، ورغم ضوضاء صقورها، فإنها "ليست في وضع يمكنها من تحمل صراع كامل".
ويقول الكاتب: "دمر فيروس كورونا مدنها وكبار مسؤوليها. اقتصادها في حالة يرثى لها. وخسرت أبرز شخصية عسكرية لديها في يناير/ كانون الثاني الماضي، وهو قاسم سليماني، ولم تنتقم إيران بعد بشكل علني من تلك الإهانة، رغم تعهدها بذلك".
ويضيف: "إذا لم تتبنَ إيران فكرة الحرب الشاملة على ذلك القتل، فإنه لا يبدو موت فخري زاده بمثابة سبب للحرب"..
إلى جانب أنه "تلوح في الأفق انتخابات رئاسية في إيران سيواجه فيها الرئيس حسن روحاني
متشددين يسعون لتغيير الموقف المعتدل للحكومة. ومع ذلك، فإن من المرجح أن تكون أكبر مشكلة
في الانتخابات هي المشاركة المنخفضة. ومن غير المرجح أن تؤثر نتائجها على صانع القرار
الحقيقي في إيران، المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي".
ويرى أن خطة إيران "طويلة الأمد" و"مشبعة بالاعتراف بأنها ستخسر" في النزاع الشامل مع الولايات المتحدة وإسرائيل والحلفاء الآخرين المناهضين لإيران بالمنطقة. ولذلك فإنها ربما "تتسبب فقط في إلحاق ضرر يمكن أن يتحمله خصومهما".
ويؤكد أن "الحرب
لا معنى لها بالنسبة لإيران على الإطلاق"، و"سنرى مطالب ضخمة ومثيرة للثأر، لكن
لا شيء في ردها سيتطلب ردا مضادا من أعدائها"، مستدلا بما حدث مع سليماني، ومنبها إلى أن فخري زاده "رجل لم يسمع به سوى القليل" في ذات الوقت.
وتبقى معضلة الاغتيالات أنها تظهر "الإحراج للمسؤولين الأكثر تأمينا، وتجعلهم يتساءلون مرة أخرى عن التغييرات
التي يمكنهم الحصول عليها من بايدن".
وعلى صعيد إسرائيل، فإن الكاتب يسميها "الخصم المفترض الذي يحاول دفع الجميع إلى القتال".
اقرأ أيضا: اغتيال علماء إيران.. قائمة ضحايا حرب بدأت بصمت قبل أعوام
ويعتقد أن من مصلحة إسرائيل أن تظل "القوة النووية الوحيدة في المنطقة، كما هو بصراحة من مصلحة الجميع أن يكون العالم خاليا من الأسلحة النووية. لكن إسرائيل ليست في حالة الذروة الآن، خاصة عندما يتعلق الأمر بآفاق نتنياهو السياسية".
ويوضح أن نتنياهو يواجه انتخابات محتملة أخرى العام المقبل،
وخسارة حليفه الرئيسي دونالد ترامب، الذي بذل قصارى جهده لإرضاء اليمين الإسرائيلي.
وأردف: "لن ترغب
إسرائيل في المضي بمفردها ضد إيران. لن ترغب في تحمل صواريخ من شمالها وشرقها، بصرف
النظر عن مدى تقدم أنظمة الحماية الخاصة بها، عندما يكون مستقبل نتنياهو السياسي غامضا
للغاية".
ويقول: "إذا كانت إسرائيل وراء هذا الاغتيال، بحسب المزاعم التي لم تعلق عليها، فإن
رسالتها لها ثلاثة أهداف. نعم، لاستعداء صقور إيران وتقليل احتمالية نجاح الدبلوماسية".
ووفقا لما قاله الكاتب، فإن إسرائيل ترسل أيضا رسالة مفادها أن "صقور إيران ليسوا جيدين جدا في الدفاع عن أهم شخصياتهم،
وأن صقور إيران ضعفاء". كما أنها ترسل رسالة أيضا إلى إدارة بايدن القادمة.
وبالنسبة
لفريق بايدن، فإن من المرجح أن نتنياهو مشكلة يجب حلها أكثر من كونه حليفًا، وهذا الاغتيال "يشير في تلك العلاقة المتصدعة المحتملة مع الرئيس الأمريكي الجديد إلى أن إسرائيل يمكن
أن تفعل أشياء مفيدة وعدوانية في الوقت نفسه للبيت الأبيض"، بحسب ما قاله الكاتب.
ويختم بالقول: "يتفوق الشرق الأوسط في التقلبات والتعصبات المتصاعدة والخطابات والأفعال المتفجرة، على أي جزء آخر من العالم. لكن الحروب تحتاج إلى كل الأطراف لكي تشتعل بشكل صحيح. وإيران والولايات المتحدة وإسرائيل ليس لديها سبب ملح للصراع الآن. لذلك، فإن من المحتمل أن نرى المزيد من التحريضات الحربية غير الفعلية في الأشهر المقبلة، لا يسعنا إلا أن نأمل ذلك".