هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
تناول
مستشرق إسرائيلي، ثلاث مشاكل تواجه إيران بشأن الثأر لاغتيال العالم النووي الإيراني
محسن فخري زاده، في طهران مساء الجمعة الماضي.
وأوضح
الكاتب عوديد غرانوت، في مقاله بصحيفة "إسرائيل اليوم" العبرية، أن التقارير
الصادرة في إيران عن عملية اغتيال العالم "زاده"، تؤكد أن "التصفية
كانت ثمرة تخطيط ومتابعة دقيقين جدا لدرجة أنهما لم يتركا أي مجال للأخطاء".
ولفت
إلى أن "الانفجار الهائل الذي حطم سيارته على الطريق السريع المؤدي من وسط المدينة
لإحدى الضواحي، تم توقيته عن قصد مع إحدى دوائر الحركة لإجبار السيارة على إبطاء سرعتها"،
مضيفا أن "المغتالين الذين رشوه بالرصاص، تبخروا".
وذكر
غرانوت، أن "جملة التهديدات بالثأر التي أطلقها قادة النظام الإيراني، تعكس أولا
وقبل كل شيء المساهمة الحيوية لهذا الرجل في تقدم المشروع النووي والصواريخ الباليستية
الإيرانية".
اقرأ أيضا: اغتيال علماء إيران.. قائمة ضحايا حرب بدأت بصمت قبل أعوام
إضافة
إلى أن محللين إيرانيين وصفوه ليس فقط بـ"كبير العلماء"، الذين صفي بعضهم من
قبل، بل إنه كان "مرشدهم وموجههم الأساس"، وفقا للمستشرق الإسرائيلي الذي
قال: "يدل القسم بالثأر على الرغبة في التغطية على الحرج الهائل الذي سببته التصفية
لأجهزة الأمن في إيران والتي تبين أنها، وليس لأول مرة، عديمة الحيلة".
وأوضح
أن إيران "ألصقت بزاده حراسة مشددة وأربعة حراس شخصيين، لأنه جرت محاولات للمس
به في الماضي، كما أن اسمه ذكره نتنياهو (رئيس وزراء الاحتلال) صراحة عندما كشف النقاب
عن المشروع النووي، ولأنه كان الاسم الوحيد الذي ظهر قبل خمس سنوات في منشورات وكالة
الطاقة الذرية، ورغم كل شيء، فإنهم لم ينجحوا في حمايته".
ونبه
المستشرق إلى أنه "في ظل تصميم إيران على الرد على تصفية فخري زاده، فإنها ستضطر
للتصدي إلى ثلاث معضلات هي، الأولى: ضد من ستعمل؛ فالنظام لا يحتاج إلى تقرير
"نيويورك تايمز" كي يتهم إسرائيل بالمسؤولية المباشرة عن التصفية، ولكن يبدو
أنه يجد صعوبة حتى هذه اللحظة في إيجاد المسدس المدخن أو الأدلة القاطعة"..
وفضلا
عن ذلك، فإن "التقديرات في طهران أن إسرائيل لم تعمل وحدها، وأنه كان لها شركاء
آخرون في العمل (عملية الاغتيال)، ويوجد اشتباه مثلا بأنه يشارك في التصفية التنظيم
السري "مجاهدي خلق" الذي قبل بضعة أسابيع حدد فخري زادة في مؤتمر صحفي كهدف
أساسي".
كما
يشار بـ"أصبع الاتهام نحو ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، الذي يضخ الأموال
للمعارضة في إيران، وفقط قبل بضعة أيام التقى بنتنياهو، وفي طهران يعتقدون بأن الرئيس
الأمريكي دونالد ترامب ساهم بنصيبه أيضا، بعد أن اضطر تحت ضغط مستشاريه إلى التخلي عن فكرة
مهاجمة المنشآت النووية"، بحسب غرانوت.
اقرأ أيضا: "زاده" يوارى الثرى الاثنين.. ومطالبات بالرد على الاغتيال
وقال:
"من هنا تنشأ المعضلة الثانية وهي كيف سيتم الرد؟ وهل ستحاول إيران المس بالسفارات
الإسرائيلية؟ أم إطلاق الصواريخ من هضبة الجولان؟ أم ضرب منشآت النفط في السعودية،
أو وربما العمل ضد سفن الأسطول الأمريكي في الخليج؟"، منوها إلى أن ما سبق
"يؤدي إلى المعضلة الثالثة وهي ماذا سيحصل في حال أدى الرد على التصفية إلى تصعيد
لا ترغب فيه إيران بالمنطقة، ولا سيما في وقت تبادل الحكم في الولايات المتحدة؟".
واعتبر
أن "التخوف الأكبر في طهران، أن ردا عسكريا سيحرر فقط أيدي إسرائيل والولايات
المتحدة لتنفيذ خطة الهجوم التي اضطروا لأن يسحبوها".
وبسبب
هذه المعضلات الثلاث، "توصي محافل ذات وزن في إيران وخارجها الآن أصحاب القرار
في طهران، بالعض على الشفتين، رغم الضربة القاسية التي تلقوها، والتجلد حتى دخول الإدارة
الجديدة في واشنطن، وهؤلاء يدعون أن هذا سيسهل على بايدن العودة للاتفاق النووي في
الوقت الذي ستبدأ فيه إيران بالبحث عن بديل للعالم الكبير الذي اغتيل وتواصل السعي لنيل
القنبلة".