هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نددت منظمة "مراسلون بلا حدود" الفرنسية، الأحد، باعتداء الشرطة الفرنسية، على متظاهرين ومصور صحفي سوري، بصورة عنيفة الأمر الذي تسبب في إصابات بالغة له.
وعبّر الأمين العام لـ"مراسلون بلا
حدود"، كريستوف ديلوار، في تغريدة عبر حسابه في "تويتر" عن رفضه
عنف الشرطة في الاحتجاجات المناهضة لقانون "الأمن الشامل".
وأرفق ديلوار تغريدته بصورة للمصور الصحفي
المستقل السوري أمير الحلبي، وهو في المستشفى بسبب ما تعرض له من ضرب بالهراوات،
من قبل الشرطة.
وأفاد الأمين العام للمنظمة بقوله: "نحن متضامنون
بشكل كامل مع أمير الحلبي. هذا العنف البوليسي غير مقبول".
و لفت إلى أنه لا ينبغي أن يتعرض حلبي للعنف
والتهديد بل تجب حمايته في فرنسا، حيث إنه أتى مع عدد قليل من الصحفيين السوريين
كلاجئين.
وأفادت المصورة الصحفية الفرنسية غابرييل
سيزار، التي التقطت الصورة، بأن الشرطة أطلقت قنابل الغاز المسيل للدموع في
المنطقة التي تواجد فيها الصحفيون والمتظاهرون، وفق ما نقلته عنها وسائل إعلام
محلية.
وأوضحت سيزار أن الشرطة تدخلت بالهراوات لتفريق
مجموعة من الصحفيين كانوا في زاوية قرب جدار.
وأضافت: "الحلبي كان المصور الوحيد الذي
لم يكن يرتدي شارة صحفية، فقدته فجأة، ثم وجدته محاطًا بالناس، ووجهه مغطى بالدماء
والضمادات".
والحلبي يعمل لصالح وكالة الأنباء الفرنسية "AFP" ومجلة "بولكا"، وفاز بالعديد من الجوائز الدولية، منها
جائزة المرتبة الثانية لفئة "سبوت نيوز" لصور الصحافة العالمية
"وورلد برس فوتو" في 2017.
من جانبها طلبت وكالة
الأنباء الفرنسية، من الشرطة فتح تحقيق بعد إصابة مصور سوري متعاون معها بجروح
خلال تظاهرة احتجاجا على قانون "الأمن الشامل" الفرنسي وعنف الشرطة في
باريس.
وقال مدير الأخبار في الوكالة
فيل شتويند الأحد "صدمنا بالجروح التي لحقت بزميلنا أمير الحلبي ونندد بهذا
العنف غير المبرر".
وشدد على أنه عند حصول
الوقائع كان أمير الحلبي "يمارس حقه المشروع كمصور صحافي يغطي التظاهرات في
شوارع باريس" و"كان مع مجموعة من الزملاء الذين يمكن التعرف عليهم بشكل
واضح على أنهم صحافيون".
وتابع "نطالب
الشرطة بالتحقيق في هذا الحادث الخطير والتثبت من السماح لجميع الصحافيين بالقيام
بعملهم بدون خوف ولا قيود".
وقال أمير الحلبي
الأحد "إنني بحال أفضل".
وأوضح "كانت
الصدمة شديدة للغاية، وخصوصا لحظة وجدت نفسي جريحا ووجهي ينزف وعالقا على مدى
ساعتين داخل التظاهرة، بين المتظاهرين والشرطيين الذين لم يريدوا السماح لنا
بالخروج للذهاب إلى المستشفى. عندها اجتاحت رأسي مشاهد من سوريا".
وتابع "لم اعد
أشعر بألم في أنفي أو وجهي، بل كان ألم يجتاح رأسي برمته، كان الماضي
يعاودني"، موضحا "في سن الخامسة عشرة، وجدت نفسي في حلب عالقا في
تظاهرة، مصابا برصاصتين في يدي. استذكرت حلب مساء" السبت.
وقال "كنا مجموعة
من أربعة أو خمسة مصورين، يمكن تمييزنا بوضوح، عالقين بين المتظاهرين
والشرطة".
وكان حصل على جائزة "نظرة الشباب في سن
الـ15" عن صورة التقطها لوكالة "فرانس برس" تظهر رجلين يحتضن كل
منهما رضيعا ويسيران في شارع مدمر في مدينة حلب السورية.
من جانبه قال وزير الداخلية الفرنسي جيرار
دارمانان في تغريدة عبر "تويتر"، السبت: "مرة أخرى ، أدين العنف
غير المقبول ضد قوات الأمن".
واجتاحت عموم فرنسا، مساء السبت، احتجاجات
واسعة تحت عنوان "مسيرات الحرية" لرفض مشروع قانون "الأمن
الشامل"، الذي حصل على الضوء الأخضر من البرلمان الفرنسي وتنص إحدى مواده على
عقوبة السجن سنة ودفع غرامة قدرها 45 ألف يورو في حال بث صور لعناصر من الشرطة
والدرك بدافع "سوء النية".
وترى التنسيقية الداعية إلى التجمعات أن
"مشروع القانون هذا يهدف إلى النيل من حرية الصحافة وحرية الإعلام والاستعلام
وحرية التعبير، أي باختصار الحريات العامة الأساسية في جمهوريتنا".