ملفات وتقارير

ماذا وراء تكرار قصف الاحتلال لهذه المنطقة جنوب دمشق؟

جبل المانع يعد منطقة انتشار الرادارات السورية بسبب ارتفاعه- تويتر
جبل المانع يعد منطقة انتشار الرادارات السورية بسبب ارتفاعه- تويتر

يُثير تركز الضربات الإسرائيلية، على منطقة جبل المانع جنوب العاصمة السورية دمشق، تساؤلات عدة، حول أهمية الجبل، وطبيعة الأهداف التي تستهدفها الطائرات الإسرائيلية بشكل متكرر.

وكما درجت العادة، مع كل غارة جديدة يشنها الاحتلال على أهداف عسكرية في سوريا، كان الجبل هدفا من بين أهداف أخرى استهدفتها الغارات الإسرائيلية الأخيرة، ليل الثلاثاء.

وحسب وكالة النظام السوري "سانا"، فإن الخسائر نتيجة الغارات جنوب دمشق اقتصرت على الماديات، مؤكدة أن "وسائط الدفاع الجوي، تصدت للهجوم".

وقال الخبير العسكري والاستراتيجي، العقيد أديب عليوي، في حديث خاص لـ"عربي21"، ما نلاحظه كمراقبين عسكريين، أن جبل المانع له حصة دائما من الغارات الإسرائيلية.

وثمة أسباب عدة تُفسر ذلك، منها أن الجبل يعد منطقة انتشار الرادارات السورية بسبب ارتفاعه، والأهم أن الحرس الثوري الإيراني اتخذ من الجبل مقرا عسكريا له شديد التحصين.

وأوضح عليوي، أن الحرس الثوري الإيراني والمليشيات المرتبطة به، عمدت منذ اندلاع الثورة السورية إلى اتخاذ قواعد في الجبل، تحت الأرض، وحفرت الأنفاق بداخل الجبل وحولتها إلى مستودعات للصواريخ الاستراتيجية.

وحسب الخبير العسكري، فإن منطقة الجبل تضم قيادات عدد من الفيالق والفرق التابعة لقوات النظام (الفيلق الأول، الفرقة السابعة)، وهذه القيادات حولها الحرس الثوري إلى مراكز قيادة لعمليات المليشيات التابعة له، ومنها "حزب الله" اللبناني.

 

اقرأ أيضا: مقتل 8 مسلحين موالين لإيران بغارة للاحتلال جنوب دمشق

وأضاف عليوي، أن مناطق انتشار ضباط الحرس الثوري وعناصر المليشيات صارت مشتركة مع قوات النظام، بحيث لم يعد من السهولة فصل المواقع العسكرية الإيرانية عن مواقع قوات النظام، علماً بأن قوات الحرس ترتدي زي جيش النظام أيضاً.

وقال عليوي، إن ما سبق صعّب مهمة المراقبة على الاحتلال، وهذا ما جعل قواته تركز الضربات على هذه المنطقة، استباقا لأي تحركات عسكرية إيرانية انطلاقا من هذه المنطقة.

وفي هذا الصدد، أشار عليوي إلى استهداف الغارات السابقة في 18 من الشهر الجاري، لمركز قيادة "الفرقة السابعة".

وانتقالا إلى القنيطرة، أكد عليوي أن الاحتلال يستهدف مواقع انتشار "حزب الله" في القنيطرة المتاخمة للجولان المحتل، وقال: "القنيطرة عموما والتحركات فيها تحت مراقبة إسرائيلية شديدة، وفور أي تحرك عسكري تقوم الطائرات بتوجيه غارات".

وفي تفسيره لتصاعد وتيرة الغارات الإسرائيلية على أهداف في سوريا بعد خسارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لصالح جو بايدن، قال الباحث بالشأن السوري أحمد السعيد، إنه قد يُفسر على أنه رسالة إسرائيلية إلى إدارة بايدن، مفادها أنها تعارض أي تقارب أمريكي- إيراني.

وقال لـ"عربي21": "يبدو أن إسرائيل تقول بشكل صريح، إنها لن تسمح لبايدن بتكرار نهج أوباما، أي غض الطرف عن تمدد إيران في سوريا، مقابل التوصل إلى اتفاق نووي جديد، مع طهران".

في السياق، ألقت الطائرات الإسرائيلية الأربعاء، منشورات في ريف محافظة القنيطرة الشمالي والغربي، تضمنت تهديدا للفيلق الأول التابع لنظام الأسد لخضوعه وتسهيله عمل "حزب الله" على الحدود مع الأراضي الفلسطينية المحتلة.


وجاء في المنشورات: "الشعب السوري الذي من المفترض أنكم في خدمته يريد أن يرى سوريا كسابق عهدها وأنتم بعلاقتكم مع حزب الله وإيران تعيقون إعادة إعمار سوريا والوحدة السورية".

من جهة أخرى، أحصى مركز "جسور للدراسات" عدد المواقع والنقاط التي يتمركز فيها "حزب الله" في الأراضي السورية، مؤكدا أنها بلغت 117 موقعا، منها مواقع مستقلة، وأخرى مشتركة مع مليشيات، ومع الحرس الثوري الإيراني.
 
وأشارت دراسة أعدها المركز، ورصدتها "عربي21"، إلى صعوبة تحديد مواقع انتشار حزب الله وتوزعه، عازية ذلك إلى أن وجود الحزب لا يعد منفردا، إنما يكون مع قوات أخرى، إضافة إلى عدم وجود قواعد عسكرية كبيرة له على غرار القوى الأخرى.

التعليقات (0)