هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قال كاتب إسرائيلي إن الانتخابات
البرلمانية الإسرائيلية، التي من المتوقع أن تجرى بين آذار/ مارس وأيار/ مايو 2021، ليست ضرورة حتمية، بل نتيجة خرق صارخ للاتفاقات من قبل رئيس الوزراء بنيامين
نتنياهو، الذي يريد أن تجري الحملة الانتخابية وسط دعم جماهيري واتفاقات سياسية.
وأضاف يارون أفراهام، في تحليله على موقع القناة 12، وترجمته "عربي21"، أنه "إذا لم يكن
هناك تغيير دراماتيكي لدى بيني غانتس وزير الحرب وزعيم حزب أزرق-أبيض، فستجرى
الانتخابات المقبلة في مارس في السيناريو الأكثر منطقية، في سيناريو سنشهد فيه
بالفعل مزيدا من التوتر، مع أن هذا التطور يعدّ دافعا لإجراء مناقشة متعمقة حول
الاقتصاد الكلي في إسرائيل، وأهمية إقرار موازنة 2021".
وأشار إلى أن
"هذه الانتخابات ليست ضرورة، لكنها نتيجة لخرق صارخ للاتفاقات من قبل
نتنياهو، الذي قدم وعودا لغانتس أمام الكاميرات، لكنه منذ ذلك الحين يواصل التفكير
في كيفية المناورة معه، وهي فرصة لتذكر حديث لأحد قادة الليكود الذي أعلن أن موعد
تشكيل حكومة الائتلاف تزامن مع وجودنا على مقربة من القبر، لكننا تمكنا من الخروج
منه لنصنع جنازة لأزرق أبيض".
وأوضح أن "هذه
جملة درامية تروي القصة بأكملها، ومفادها أن نتنياهو لم ينو أبدا إعطاء التناوب
على رئاسة الحكومة لغانتس؛ لأنه تعمد أن يمكر له سياسيا مرتين، ومنذ أيار/ مايو
حين أعلنت حكومة الائتلاف امتاز عمل نتنياهو بالمناورة، فيما كان غانتس يعمل بكل
نوايا صادقة وجدية، ولم يعلم أنه في صفقة مع نتنياهو ولا يمكن أن يخرج منتصرا،
ولذلك فإن السؤال المهم: ليس ما إذا كانت الانتخابات، ولكن متى؟".
وأضاف: "إلى متى
سيتمكن نتنياهو من الانسحاب لضمان انطلاق حملته الانتخابية، خاصة في ضوء اتفاقات
التطبيع مع الدول العربية، لاسيما عقب قرار غانتس تشكيل لجنة تحقيق في فضيحة
الغواصات، لكنها لجنة دون أسنان؛ لأن نتنياهو رد على قرار غانتس ضده بزيارة
دراماتيكية مع رئيس الموساد للسعودية لتوقيع اتفاقية تطبيع في القريب العاجل، ما
يطرح السؤال حول وجود وزير الخارجية غابي أشكنازي الغائب عن الاجتماع".
وأضاف أن "الذهاب
إلى انتخابات برلمانية إسرائيلية قرار استراتيجي يستحق دراسة من نتنياهو وغانتس،
فقد قرر الأول أنه في ميدان العمل سيركز على القضية السياسية وعلاج كورونا، وفي
المجال الحزبي سيحاول قضم نفتالي بينيت، عدوه اللدود، الذي يستخدم سلاحه الأمضى
ممثلا بعضو الكنيست بيتسلئيل سموتريتش، الملقب بالعنصرية ورهاب المثلية
الجنسية".
وأوضح أن "غانتس،
رئيس الوزراء البديل، يبدو أنه فقد صبره، ولا يظهر ذلك فقط من تصريحاته الحازمة في
المقابلات الأخيرة، ولكن انطلاقا من حقيقة أنه بات يلجأ للترويج لسن تشريعات في
الكنيست ضد نتنياهو، ولكن في هذه الأثناء يحتاج غانتس إلى تهدئة الاضطرابات في
حزبه، صحيح أنه ينفي وجودها، لكنها موجودة بالفعل، وتشكل فقاعات مثل غلاية
الغليان".
وختم بالقول إن
"حكومة الوحدة الإسرائيلية التي ولدت في مايو ستنهي مسارها قريبا، بعد أن
فشلت جهود إحيائها، ولم يعد أمام الطواقم المختصة سوى تحديد ساعة الموت".