هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
تساءلت مجلة أمريكية، عن مدى قدرة الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن على ترميم العلاقات بين واشنطن وأنقرة بعد سنوات من التدهور بالعلاقة بين البلدين الحليفين بحلف شمال الأطلسي "الناتو".
وقالت مجلة "ناشونال انترست" في تقرير ترجمته "عربي21"، إن تركيا قد تكون لاعبا حيويا يساعد الولايات المتحدة في التعامل مع التهديدات الكبرى من روسيا والصين وكوريا الشمالية وإيران.
واستدركت بأنه مع تنامي قوة الدولة المسلمة الواقعة بين أوروبا والشرق الأوسط، قد تسعى الإدارة الأمريكية الجديدة لمعاقبة تركيا بسبب العديد من القضايا لاسيما التعامل مع "أكراد سوريا"، وشراء أنقرة لمنظومة "أس400" الروسية.
وتابعت بأن هناك من سيسعى في حلف الناتو لطرد تركيا منه، رغم عدم وجود آلية للطرد أو تعليق العضوية، مشيرة إلى أن ذلك يعد خطأ، والمطلوب من الولايات المتحدة اكتشاف الواقع نظرا لأهمية أردوغان باعتباره الرجل الذي يمكن التعامل معه.
وأشارت إلى أنه رغم الصداقة بين أردوغان وبوتين التي تعد مصدرا للقلق، فإن البديل بحرب روسية- تركية قد تجر الولايات المتحدة للدفاع عن حليف في الناتو والدخول في نزاع مع موسكو سيكون أسوأ.
وأضافت أن العلاقة الروسية والتركية ليست تعبيرا عن شراكة طبيعية، فهما تقفان على الجانبين المتعارضين للحرب في سوريا وليبيا وفي القوقاز بين أرمينيا وأذربيجان.
اقرأ أيضا: صحيفة: صعوبات تواجه بايدن مع الصين وتحالف روسيا وتركيا
ورأت المجلة الأمريكية، أن التقدم في العلاقات مع تركيا مهم، ويقتضي معالجة مشكلتين كبيرتين معها، وهما ليستا عقبتين لتحسين العلاقات الثنائية بل وخطرا أمنيا على الأمريكيين والدول الحليفة لها.
وأوضحت أن إدارة بايدن تحتاج تقديم ترتيب مشروط للعلاقة بدلا من استخدام دبلوماسية الإكراه.
فالمشكلة الملحة هي نظام الصواريخ "أس400"، الذي اشترته تركيا من روسيا، أما المشكلة الأقل خطورة والملحة أيضا فهي سوريا.
وتابعت، بأن المطلوب من أردوغان لترتيب العلاقة من جديد، التعهد بعدم تفعيل الرادارات (أس400)، والإلتزام بشراء منظومة متطابقة من حلف الناتو، ومقابل هذا قد تعلن إدارة بايدن عن إعادة دمج تركيا في مشروع "أف35". والتفكير بمنحها حوافز مالية وفنية لشراء منظومة باتريوت.
وأشارت إلى أنه يجب أن تشمل أيضا العلاقة مع أنقرة سوريا، ولكن ما يعقد الأمور هو أن المسلحين الأكراد السوريين الذين تدعمهم أمريكا هم جزء من حزب العمال الكردستاني (بي كي كي) ومن هنا فعملية ترتيب العلاقة في سوريا تحتاج إلى رقصة سياسية مختلفة.
وأضافت أنه على الولايات المتحدة المساعدة في حل مشكلة تركيا مع الأكراد، والضغط على "بي كا كا" لنزع أسلحته.
وختمت، بأنه أمام هذه التحركات، فإن واشنطن ستدخل مرحلة من الدبلوماسية وصناعة الأمن القومي مع تركيا.