هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت صحيفة "البايس" الإسبانية تقريرا تحدثت فيه عن ترقب إيران والمحور المعادي لها بنود السياسة الخارجية التي سوف ينتهجها الرئيس الأمريكي المنتخب حديثا جو بايدن.
وقالت الصحيفة في هذا
التقرير الذي ترجمته "عربي21"، إن دول الخليج العربي أعادت النظر في
حساباتها بعد فوز بايدن. بينما تنتظر إيران وعد الرئيس المنتخب بالعودة إلى
الاتفاق النووي حتى يؤتي ثماره، تخشى المملكة العربية السعودية والإمارات العربية
المتحدة على وجه التحديد من تخفيف الإدارة الجديدة بقيادة بايدن الضغط على إيران.
بالنسبة للملوك العرب، فإن رحيل دونالد ترامب يتجاوز كونه مجرد تغيير في الأسلوب،
حيث أنهم يفقدون صديقا قويا يغض الطرف عن انتهاكاتهم.
وأوردت الصحيفة أن حسن
روحاني الرئيس الإيراني قد صرّح عند علمه بانتصار بايدن قائلا: "هناك فرصة
للإدارة الأمريكية المقبلة للعودة إلى التزاماتها الدولية". عموما، تعرض
روحاني، الذي راهن بمكانته السياسية على الاتفاق النووي لسنة 2015، لطعنة شديدة
عندما سحب ترامب بلاده من الاتفاقية بعد ثلاث سنوات وفرض عقوبات على إيران أكثر
صرامة مما كانت عليه قبل التوقيع. ويأمل روحاني اليوم في أن يفي الرئيس الأمريكي
المنتخب بوعده باحترام الاتفاقية.
في الحقيقة، لن يكون
الأمر بهذه السهولة. فمن ناحية أولى، اشترط بايدن التزام طهران مرة أخرى بالقيود
المفروضة على برنامجها النووي، الأمر الذي يمثّل "نقطة انطلاق للمفاوضات
اللاحقة". ومن ناحية أخرى، لدى خصوم روحاني المحافظين المتطرفين مصلحة في
تأخير أي تقدم في هذا الاتجاه إلى ما بعد الانتخابات الرئاسية المقررة في شهر
أيار/ مايو المقبل. ويأمل أعداء روحاني في الفوز بهذه الانتخابات، لذلك، لا يريدون
المجازفة بأن تحسب عودة الاتفاق النووي لصالح المعتدلين.
قبل الانضمام مرة أخرى
إلى الاتفاقية، تحتاج الولايات المتحدة إلى عكس مسار التجاوزات الإيرانية، الأمر
الذي سيتطلب في المستقبل عملية تفاوض معقدة. يمكن للإدارة الجديدة أن تجعل من
الرفع التدريجي للعقوبات التي فرضها ترامب، باستثناء بيع النفط وإلغاء العقوبات
الثانوية على الشركات الأوروبية فضلا عن إزالة البنك المركزي من قائمة المنظمات
التي تمول الإرهاب، عاملا محفزا.
وأردفت الصحيفة أن
الكثير من العقبات الأخرى تعترض "الطريق الموثوق به للدبلوماسية" التي
قدمها بايدن، إذ لا توجد مؤشرات على أن حكومته ستتخلى عن جهود كبح التدخل الإيراني
في دول الجوار. في هذا الإطار، ترفض طهران الحديث عن صواريخها الباليستية ودعمها
للميليشيات المرتبطة بها في الشرق الأوسط، وهي قضايا لم يتم تضمينها في الاتفاق
النووي وتشكل محور انتقادات حلفاء واشنطن في المنطقة.
بالإضافة إلى ذلك، قال
المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إن بلاده قد تطلب تعويضات من الولايات
المتحدة عن الأضرار الاقتصادية التي سببها انسحابها من الاتفاقية. وبالتالي، يحاول
مستشارو الرئيس المنتخب خفض التوقعات.
ولعل هذه الصعوبات لا
تقلل الشعور بالقلق في دول المحور المناهضة لإيران المكونة من السعودية والإمارات
مع إسرائيل في عهد ترامب، والتي رحبت بمغادرة الاتفاقية. في الوقت الحالي، يخشى
هذا المحور أن يقوّض نهج البيت الأبيض الجديد تجاه طهران مصالحهم. وحثّ العاهل السعودي،
الذي هنأ بايدن بعد مرور يوم على فوزه، المجتمع الدولي على ضرورة "اتخاذ موقف
حاسم ضد إيران، وجهودها للحصول على أسلحة الدمار الشامل وتطوير برنامج للصواريخ
الباليستية".
في شأن ذي صلة، لا تثير
إيران وحدها القلق في الرياض. فقد أعلن بايدن عزمه على "إنهاء الدعم الأمريكي
للحرب الكارثية التي تقودها السعودية في اليمن" إضافة إلى إعادة تقييم
العلاقة مع السعودية. على عكس ترامب أيضا، فقد وعد بايدن باتخاذ موقف أكثر صرامة
بشأن انتهاكات حقوق الإنسان. فعلى سبيل المثال، قال إنه لن يتجاهل مقتل الصحفي
جمال خاشقجي كما فعل سلفه على الرغم من أن الأمم المتحدة ووكالة المخابرات
المركزية تحملان المسؤولية لولي العهد السعودي.
وبالمثل، من المتوقع أن
تنظر الإدارة الأمريكية الجديدة في مبيعات الأسلحة وتجدد الضغط على السعوديين
والإماراتيين لإنهاء الحظر المفروض على قطر، التي تضم القاعدة الأمريكية الرئيسية
في الشرق الأوسط. ومع ذلك، يتفق معظم المراقبين على أن السعوديين سيبحثون عن طريقة
للعمل مع بايدن لأنهم مرتبطون ارتباطا وثيقًا بواشنطن أكثر من خلافاتهم مع
الديمقراطيين. لقد افترضت الإمارات الأكثر عملية بالفعل التغيير وتحاول
دبلوماسيتها الحفاظ على مستوى النفوذ الذي حققته في عاصمة أمريكا الشمالية.