هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، توقيع
اتفاق مع الجانب الروسي، لتأسيس مركز مشترك لمراقبة وقف إطلاق النار في إقليم قره
باغ الأذري، وتشكيل قوة سلام مشتركة.
وقال أردوغان خلال كلمة، أمام الكتلة النيابية
لحزب العدالة والتنمية الحاكم، بمقر البرلمان في العاصمة أنقرة، إن المركز سيكون
ضمن الأراضي الأذرية التي تم تحريرها من الأرمن، ومهمته ستكون اتخاذ كافة التدابير
لمنع أي انتهاك لوقف إطلاق النار.
وهنأ أردوغان الرئيس إلهام علييف والشعب
الأذري بالانتصار الذي حققوه في معركتهم، لتحرير الإقليم المحتل منذ العام 1993.
وقال في هذا السياق: "بموجب الاتفاق سيتم
تسليم الأراضي الأذرية والأجزاء غير المحررة من إقليم قره باغ للجيش الأذري،
وكذلك ستنسحب أرمينيا من كلبجرة حتى الـ15 من نوفمبر، ومن آغدام وكازاق حتى الـ20 من الشهر
نفسه، ومن لاتشين في الأول من الشهر القادم".
وأوضح أيضا أنه سيتم فتح طريق بين أذربيجان
وجمهورية ناختشيفان ذاتية الحكم، وطريق آخر بين أرمينيا وهانكنت.
وأضاف أنه سيتم عودة المهجرين الأذريين
إلى أراضيهم بإشراف المفوضية الأممية لشؤون اللاجئين.
ولفت الرئيس التركي إلى أن قوات بلاده ستشارك
في "قوة حفظ السلام" مع الجانب الروسي لمراقبة تطبيق الاتفاق.
وتابع قائلا: "بهذا ستكون أذربيجان قد
استعادت أراضيها المحتلة فعليا ورسميا بعد 28 عاما، وستكون قره باغ دار
أمان".
وأشار إلى أن الذين تجاهلوا المجازر التي حدثت
في جزيرة قبرص والبوسنة والهرسك في الماضي، تغاضوا عن المجازر المماثلة التي وقعت
في قره باغ.
وأكد أردوغان أن تركيا ساهمت في إنهاء الاحتلال
الأرمني لإقليم قره باغ من خلال الدعم المادي المعنوي الذي قدمته لأشقائها في
أذربيجان.
وأردف قائلا: "فرحة إخوتنا الأذريين
فرحتنا، وفخرهم واعتزازهم فخر واعتزاز لنا أيضا، وسنواصل تعزيز علاقاتنا مع
أذربيجان بعد اليوم لبناء مستقبل مشترك أكثر إشراقا لكلا البلدين".
اقرأ أيضا: نصر أذري وغليان في أرمينيا.. هذه تفاصيل اتفاق قره باغ (شاهد)
وأعرب الرئيس التركي عن أمله في أن تبدأ مسيرة
سلام في سوريا على غرار ما حدث في قره باغ.
واستطرد قائلا: "لتحقيق ذلك يجب إقصاء
النظام السوري والتنظيمات الإرهابية، وتركيا مستعدة للعمل مع روسيا والقوى
الإقليمية الفاعلة من أجل إنشاء سوريا جديدة تلبي تطلعات شعبها بشكل مباشر".
وأعرب عن ثقته بإمكانية الإقدام على خطوات في
سوريا وليبيا، مماثلة لتلك التي تم الإقدام عليها في قره باغ.
وفي ما يخص شرق البحر المتوسط، قال أردوغان:
"نعتقد أنه من الممكن الوصول إلى حل عادل في هذه المنطقة، في حال التخلي عن
تقديم تنازلات لصالح اليونان وإدارة قبرص الرومية".
ودعا أردوغان دول المنطقة إلى حل خلافاتها
والتحرك سوية من أجل الارتقاء بالمنطقة إلى المكانة اللائقة ضمن النظام السياسي
والعالمي الجديد الذي تشكل عقب جائحة كورونا.
وشدد على وجوب فتح قنوات الدبلوماسية بالكامل
من أجل إنهاء حالة الغموض التي لفت المنطقة عقب الانتخابات الرئاسية التي أجريت في
الولايات المتحدة الأمريكية يوم 3 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري.
وأكد أن بلاده ستواصل تفعيل قنوات الدبلوماسية
وستعمل على تعزيز وجودها في الميدان من أجل تحقيق هذه الغاية، مشيرا إلى رغبة
بلاده في التحرك مع كافة الدول الصديقة.
وتابع قائلا: "ليس لدينا تحيز خفي أو صريح
أو عداء أو حساب غامض ضد أي شخص، وندعو الجميع للعمل سوية من أجل البدء بمرحلة
جديدة تتمثل بالعدل والاحترام والمحبة".