هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قال جنرال إسرائيلي إن "دعم مصر العلني لاتفاقيات السلام والتطبيع بين إسرائيل والإمارات والبحرين والسودان يعتبر إحدى السمات المميزة والفوائد للشراكة الإسرائيلية المصرية في حوض شرق البحر المتوسط، حيث رحبت القاهرة بحرارة بهذه الاتفاقيات، وتفرعت معها علاقات نفوذ معقدة، ومنعت مناقشتها بالجامعة العربية بشأن المطالب الفلسطينية، وكل هذا مختلف تمامًا عن أنماط السلوك المصرية السائدة في الماضي".
وأضاف عيران ليرمان
نائب رئيس معهد القدس للاستراتيجية والأمن، بمقال مطول ترجمته "عربي21"
أنه "يجب أن يُنظر لهذا الموقف المصري على أنه أحد المكافآت المهمة التي تحصل
عليها إسرائيل بسبب التزامها بالقوة الجديدة في البحر المتوسط، لأنه في ما يتعلق
بترسيم حدود المياه الاقتصادية والصراع الذي ينطوي عليه ذلك من أجل مستقبل ليبيا،
أعطت إسرائيل دعمًا صريحًا للموقفين اليوناني والمصري في مواجهة تركيا".
وأكد ليرمان، الذي شغل
مساعد رئيس قسم السياسات الدولية بمجلس الأمن القومي، وتولى مسؤوليات عسكرية في
الجيش الإسرائيلي طيلة 20 عاما، إن "هذا الموقف جزء مهم من الشراكة المتطورة
بين إسرائيل ومصر والإمارات وفرنسا، حيث زار وزير التعاون الإقليمي الإقليمي أوفير
أكونيس، أثينا، ووقع خطة تعاون تشمل اليونان وقبرص والإمارات والبحرين مع
إسرائيل، وشارك بلقاء دوري ثلاثي مع زملائه من قبرص واليونان".
وأوضح ليرمان، رئيس
دائرة الشرق الأوسط في اللجنة اليهودية الأمريكية، أن "هذه التطورات هي لبنات
بناء لمجموعة إقليمية جديدة ذات أهمية كبيرة بهذا الوقت، خاصة لمصر وإسرائيل، لأنه
من الضروري لإسرائيل أن تحافظ على تعاون متوسطي وثيق في عصر عدم اليقين الذي
تواجهه، والاعتماد على المؤشرات المتزايدة بأن صبر الولايات المتحدة وأوروبا آخذ
في النفاد في مواجهة مواقف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان".
وزعم أن "مصر
وإسرائيل منزعجتان من تطلعات أردوغان العلنية نحو العثمانيين الجدد، وأصبحت خطيرة
بشكل متزايد، وهذا التركيز على الأولويات سيكون له حتما تأثير على المواقف تجاه
إسرائيل، ما يطرح تساؤلات عن سبب تركيز مصر على مواجهة تركيا، مع أنه تاريخياً لم
توافق مصر على أن تلعب دور "الجار الصغير في الشمال الشرقي" لإسرائيل ضمن
الرؤية الاستراتيجية للنظام الإقليمي".
وأكد أن "موقف
النظام المصري المؤيد لإسرائيل يتزامن مع استمرار مواقف الجمهور المصري المعادية
لإسرائيل، خاصة في أوساط النخبة الفكرية والثقافية، ومع ذلك، أدت الأولويات
السياسية والأيديولوجية الأخرى، والاعتبارات الجيوستراتيجية والاقتصادية، إلى تحول
كبير في مواقف مصر تجاه إسرائيل".
وأشار إلى أن "خريطة
المياه الاقتصادية، كما حددتها تركيا وحكومة السراج في ليبيا شرق البحر المتوسط،
تهدد بمنع مصر من الوصول للأسواق الأوروبية، وفي هذه الحالة أيضًا، تتوافق مصالح
مصر مع إسرائيل وقبرص، حيث تهدف السياسة التركية لتشكيل تحد لها جميعا، علاوة على
ذلك، فإن الحاجة المصرية للتعاون مع إسرائيل لا تكمن فقط بمواجهة التحدي التركي،
رغم بروزها كعامل رئيسي وفوري".
وأكد أنه "منذ عدة
سنوات، تعمل القاهرة وتل أبيب معًا بشكل وثيق لهزيمة تهديد أنشطة العناصر الموالية
لداعش في سيناء، وإن دعم إسرائيل لمواقف مصر في واشنطن، مهم أيضًا لعبد الفتاح
السيسي، لأن علاقاته الاستراتيجية مع الولايات المتحدة حيوية له، ولا يمكن
الاستغناء عنها بالنسبة للقيادة المصرية وجيشها، رغم علاقاتها الجيدة مع الصين
وروسيا، وموقف السيسي سيتعزز في واشنطن إذا قدم نفسه حليفا لإسرائيل".
وكشف أن "دور
إسرائيل يجد طريقه بنشاط عسكري مكثف، بمشاركة قواتها الجوية، بجانب مصر والإمارات
بانتظام في التدريبات السنوية للقوات اليونانية، وتمرينات بحرية مشتركة أخرى مع
البحرية الأمريكية، حيث يشارك سلاح الجو اليوناني بتمرين العلم الأزرق متعدد
الجنسيات كل سنتين بقاعدة عوفدا في النقب جنوب إسرائيل، وتتدرب القوات الإسرائيلية
الخاصة بانتظام في حرب الجبال في قبرص، لمحاكاة العمليات بعمق لبنان".
وأوضح أن "إسرائيل
أعربت ضمن مواقفها الرسمية والقانونية، مثل الإمارات، عن دعمها المطلق للاتفاق
المصري اليوناني الذي وضع خريطة معاكسة لخريطة ليبيا وتركيا، وبادرت إسرائيل بإدماج
الإمارات والبحرين في حوار مع اليونان وقبرص في ما يتعلق بخطط التنمية الإقليمية
والاستثمارات الاقتصادية، رغم أنها ليست جزءًا من البحر المتوسط، لكنها شاركت
منذ فترة طويلة في الحرب داخل ليبيا، ودعم نظام السيسي".
وأشار إلى أن "التطبيع
بين إسرائيل وحلفاء مصر، كالإمارات، أصبح ملكًا للقاهرة، وليس عبئًا، رغم استمرار
مصر بنطق الشعارات المعتادة المؤيدة للفلسطينيين، وتشبع الأمزجة السائدة في الشارع
المصري بكراهية إسرائيل، لكن الجدل الحالي حول التطبيع له أهمية استراتيجية، مع أن
هناك إضافة قيمة لهذه الاعتبارات على الجانب المصري، حيث تحتاج سياسة إسرائيل
ونشاطها الدبلوماسي لجملة من المواقف والخطوات".
وأكد أنه من "أجل
مواصلة الجهود لتقوية قوة البحر المتوسط يجب إنشاء الأمانة العامة الثلاثية في
نيقوسيا، وتزويدها بالموظفين، وإعداد القمة الثلاثية القادمة بين إسرائيل واليونان
وقبرص، وتعزيز المساعدة الأمنية، وعلاقات الإنتاج المشترك معهما، والتركيز على حشد
الدعم بواشنطن، وإجراء حوار مكثف مع الإدارة الأمريكية القادمة، وتسخير فرنسا
للمشاركة النشطة بتعزيز القوة المتوسطية، بسبب خلافها مع أردوغان".