صحافة إسرائيلية

تقدير إسرائيلي: هكذا نتحضر لدخول بايدن إلى البيت الأبيض

الكاتب قال إن نتنياهو لو يحق له التصويت لصوت في النهاية لصالح ترامب- جيتي
الكاتب قال إن نتنياهو لو يحق له التصويت لصوت في النهاية لصالح ترامب- جيتي

قال كاتب إسرائيلي، إن بنيامين نتنياهو يفضل بقاء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في البيت الأبيض، ولو كان بإمكانه التصويت لصوت لصالحه.

 

وقال بن كابيست في مقاله على موقع "المونيتور"، وترجمته "عربي21"، إن "نتنياهو سيعرف كيفية التعامل مع صديقه القديم جو بايدن، وإذا كان مؤهلا للتصويت في الولايات المتحدة، فسيكون من الطبيعي والمنطقي أن يصوت لصالح ترامب، ولأقنع جميع معارفه بالقيام بذلك أيضا".

 

وتابع، أن "فريقا إسرائيليا يرى أن نتنياهو استخرج كل ما بوسعه من ترامب، ويفضل ولاية بايدن الرئاسية الأولى على ولاية ترامب الثانية".


وأشار إلى أنه "لا يوجد شيء أخطر من رئيس لفترة ثانية، خاصة عندما يكون ترامب الذي لا يمكن التنبؤ بسياساته، ونتنياهو، وفقا لهذه النظرية، كشط الجزء السفلي من برميل الإيجابيات التي ملأها ترامب طوال السنوات الأربع الماضية، ويفضل الآن وجودا مألوفا ومستقرا بالبيت الأبيض، على حضور يركز على تشكيل إرثه، والتطلع لجائزة نوبل".


وأضاف أنه "لو كان بإمكان نتنياهو التصويت، لواجه معضلة صعبة، وأود أن أجازف بالتخمين بأنه كان سيصوت في النهاية لصالح ترامب، مع شعور بالضيق الشديد بشأن اختياره، لأن التوافق مع رئيس ولاية ثانية هو مقامرة، رغم صعوبة تجاهل الهدايا الاستراتيجية التي لا نهاية لها ولا تصدق التي أمطره بها ترامب طوال فترة ولايته".


وأشار كابسيت إلى أن "السفير الإسرائيلي بواشنطن رون ديرمر، يتمتع بوصول غير مقيد للبيت الأبيض، ويشارك بصياغة أوراق سياسية حساسة للغاية مع مساعدي ترامب، الذي يعتبر الهدية التي تضرب المثل بالعطاء لنتنياهو الذي يحب الهدايا، وأدمن على نفوذه في البيت الأبيض، وسيجد صعوبة في فطام نفسه عن هذا المخدر المسكر مع بايدن".

 

اقرأ أيضا: صحيفة: بايدن قد يعلق تطبيع "إسرائيل" مع دول عربية إضافية

وأوضح أنه "عندما أذهل ترامب العالم بانتخابه في 2016، مارس نتنياهو رقصة جامحة، لكن الدبلوماسيين الإسرائيليين المحترفين تصببوا عرقا، وهم يحاولون فهم سياسات الرئيس الجديد، ويخمنون تعييناته وقراراته، لأنه شكل لهم لغزًا، لم يكن لديهم أي فكرة عمن سيحضره معه، وتجاهل معظم المتخصصين في واشنطن والحزب الجمهوري، لأنهم وقعوا على التماسات ضده".


وأكد أنه "بعد أن بدأ الإسرائيليون بالتعرف على التعيينات العليا في البيت الأبيض ومجلس الأمن القومي، فإن التعارف كان قصير الأجل، وغالبًا ما كانت الدائرة المقربة من الرئيس تشبه رقصة مخالِفة، والقليل جدًا منهم تمكن من الصمود في العمل معه، وهو ما راقبه المسؤولون في تل أبيب بمزيج من اليأس وعدم التصديق، لكن بايدن هو العكس تماما".


وتوقع الكاتب أن "تعود إسرائيل إلى حقبة كلينتون-أوباما، فمساعدوهما نعرفهم جيدا، لأنهم جاؤوا من خلال المنظومة، وعملوا لسنوات في مجلس الشيوخ والبيت الأبيض ووزارة الخارجية ومجلس الأمن القومي، يمكن التنبؤ بهم، مألوفون، بعيدا عن قطاع المحامين ووول ستريت ورجال المال والأعمال، والآن سنختبر عودة المؤسسة السياسية الأمريكية التي لا تتماشى دائمًا مع نقاط ضعفنا، لكن النظام الإسرائيلي يتماشى معها جيدًا".


وأكد أنه "إذا تم انتخاب بايدن، فلا يزال بإمكان نتنياهو شكر الحظ السعيد الذي ترك مجلس الشيوخ مع الجمهوريين، وطالما أن مجلس الشيوخ جمهوري، فإن نتنياهو جاهز تمامًا، لأنه ناور الرئيس باراك أوباما الشاب الذي نفد صبره لثماني سنوات، ولن يواجه صعوبة بمناورة بايدن، خاصة وأن بايدن ونتنياهو يتمتعان بعلاقة ودية حقيقية منذ عقود، وسوف يتعايشان، ولن تكون علاقة عاطفية كما ترامب، لكنها ستكون محتملة تمامًا".


وأضاف أن "الفيل" في الغرفة الأمريكية هو إيران، "فقد حقق ترامب أحلام نتنياهو الوردية فيها، وانسحب من الاتفاق النووي مع إيران، وأتبعها بسياسة "الضغط الأقصى" على طهران، ويبدو أن ترامب وبايدن، يخططان للتفاوض مع إيران في حال انتخابهما، ويبقى السؤال عن الهدف والأسلوب، فإسرائيل تعتقد أن ترامب سيدخل المفاوضات، ولكن بأسلوبه هو فقط، أما بايدن فربما يخفف العقوبات لتهيئة مناخ إيجابي لاستئناف المفاوضات."


وأكد أن "بايدن سينتقل للمكتب البيضاوي، ونحن نعرف كل رجاله كظهر أيدينا، مثل توني بلينكين كبير مساعديه للسياسة الخارجية، وميشيل فلورنوي مقرر للبنتاغون، وجيك سوليفان ودينيس روس ومارتن إنديك، وهم دبلوماسيون سابقون أو مستشارو السياسة الخارجية، وأشخاص من الدرجة الثانية مثل نيك وبيل بيرنز، إيلان غولدبرغ، كلهم يعرفون إسرائيل، ويعرفون الشرق الأوسط والقضايا المطروحة على جدول الأعمال لمدة عقدين".


وختم بالقول إن "كل شيء سيسير كالساعة من البداية، ومن المتوقع أن يصلوا للأرض، حيث ستختلف الإدارتان استراتيجياً بمعنى واحد على الأقل، وعلينا أخذ إجازة من السفير الأمريكي في تل أبيب ديفيد فريدمان، الذي كان مستوطنًا أكثر من المستوطنين، والعودة للسياسة التي تعتبر الخط الأخضر أساسًا لجميع المفاوضات مع الفلسطينيين، وكل ذلك يؤكد أن أيام رقص المستوطنين في واشنطن لن تعود موجودة".

التعليقات (0)