هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
يشكل موعد الإعلان عن نتيجة السباق الانتخابي المحموم بالولايات المتحدة سؤالا ملحا مع فتح مراكز الاقتراع في عموم البلاد، وسط تحديات من أهمها تصويت الملايين عبر البريد وإجراءات الوقاية من فيروس كورونا المستجد.
وعلى الرغم من التأخير البريدي، وبناء على استطلاعات الرأي الحالية، فإنه لا يزال من الممكن عدديا إعلان هوية الفائز نهاية يوم التصويت، ولكن بالنسبة لأي من المرشحين، فإن الأمر يتطلب فوزا ساحقا لتفويت الفرصة على أي تدخل قضائي.
ويتعين على الديمقراطي جو بايدن أو الرئيس الحالي، الجمهوري دونالد ترامب، للفوز بتذكرة مرور ذهبية لدخول البيت الأبيض، حصد 270 صوتا أو أكثر من أصوات أعضاء المجمع الانتخابي، على الأقل.
تابع التطورات لحظة بلحظة عبر صفحة "عربي21" الخاصة بالانتخابات الأمريكية
وتعد ولايات ميشيغان وبنسلفانيا وويسكونسن جميعها ولايات متأرجحة بالغة الأهمية، تبدأ عملية إدارة وفرز الأصوات البريدية في يوم الانتخابات، كما أنها معرضة لجميع عمليات إعادة فرز الأصوات والدعاوى القضائية المحتملة المهمة، إذا كانت النتيجة متقاربة.
وباعتبار فلوريدا أكبر ولاية متأرجحة، تسهم بـ 29 صوتا انتخابيا، فإن التصويت بها سيكون مؤشرا على ما إذا كان أي من المرشحين لديه أي فرصة لإعلان فوزه ليلا أم لا.
وتبدأ فلوريدا في معالجة بطاقات الاقتراع البريدية والتحقق منها حتى 40 يوما قبل الانتخابات، ومع فرز ما يزيد على 2.4 مليون صوت بريدي بالفعل، لا يزال يوجد جبل صغير من الأظرف، لكن فرصة إعلان الولاية النتيجة في الليل أكبر مقارنة بمعظم الولايات المتأرجحة الأخرى.
وإذا خسر بايدن، الذي يتقدم حاليا بحسب استطلاعات الرأي، ولاية فلوريدا، فسيكون ذلك علامة على أنه من غير المرجح إعلان فوزه في نفس الليلة، ولا يزال بإمكانه تجاوز حد 270 صوتا انتخابيا من خلال حصوله على مزيج من الأصوات في ولايات نورث كارولينا وأريزونا وأيوا وأوهايو، لكن جميع المسارات المرجحة تنطوي على مشاركة فلوريدا حتى يتمكن بايدن من الفوز بالانتخابات في الليل.
ومع تراجع ترامب حاليا في استطلاعات الرأي، فحتى لو فاز الرئيس بولاية فلوريدا، سيظل غير قادر على إعلان الفوز في نهاية يوم التصويت، نظرا للعدد الهائل من الولايات المتأرجحة التي من غير المرجح أن تعلن نتائجها نهاية ذلك اليوم، ما لم تكن استطلاعات الرأي خاطئة بالطبع.
وقد أثبت التاريخ، بما في ذلك الانتخابات الأمريكية عام 2016، أن استطلاعات الرأي يمكن أن تخطئ في توقعاتها.
اقرأ أيضا: استطلاعات الساعات الأخيرة.. هذا أكثر ما يخشاه الجمهوريون
وفي الانتخابات السابقة، أعلنت شبكات التلفزيون الأمريكية الرئيسية النتيجة قبل فترة طويلة من فرز جميع الأصوات. فمن خلال التعاون مع شركات استطلاعات الرأي، والشركات التي ترصد أصوات الناخبين بعد التصويت في اللجان الانتخابية، تتسابق الشبكات الرئيسية من أجل التفوق على منافسيها لتكون أول من يعلن الفائز بسباق الانتخابات الأمريكية.
وبمجرد إعلان وسائل الإعلام النتيجة، من المتوقع أن يتنازل المرشح الخاسر بسرعة، قبل أن يذهب الجميع إلى الفراش، حتى يتمكن الفائز من إعلان فوزه في تلك الليلة على نفس الشبكات.
ولكن في هذه المرة، ومع انتظار ملايين الأصوات البريدية التي تنتظر الفرز، سيعتمد الكثير أيضا على قوة وصبر وسائل الإعلام الأمريكية في الليل.
ويخشى كثيرون من أن يكون هذا العام بمثابة تكرار للفوضى التي أعقبت عام 2000 أثناء سباق البيت الأبيض بين جورج دبليو بوش وآل غور.
وقبل عشرين عاما، في ليلة الانتخابات، وعلى الرغم من أن العديد من استطلاعات الرأي كانت متقاربة جدا من نتيجة الانتخابات، أعلنت العديد من الشبكات التلفزيونية فوز آل غور بولاية فلوريدا المتأرجحة الرئيسية، قبل أن ينتقل الفوز لاحقا إلى بوش، واعترف آل غور بالهزيمة، وأصبح واضحا أن السباق في فلوريدا كان متقاربا للغاية، ثم تراجع آل غور بعد ذلك عن إعلانه الهزيمة.
وعلم الأمريكيون بعد 36 يوما وبعد قضية أمام المحكمة العليا، أن آل غور فاز في التصويت الشعبي على المستوى الوطني، لكن بوش فاز في تصويت المجمع الانتخابي وبالتالي فاز برئاسة البلاد.
وفي سياق متصل، أمر قاض أمريكي بإجراء مسح شامل في مكاتب البريد، بالتزامن مع إدلاء الناخبين بأصواتهم في مراكز الاقتراع، لضمان تسليم كامل بطاقات التصويت المبكر.