هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
يبدو أن المفاوضات بين
الأطراف الكردية السورية، قد اصطدمت بخلافات أدت إلى توقفها، فيما لا تزال واشنطن
الراعية للمفاوضات، مشغولة بالانتخابات الرئاسية، التي باتت على الأبواب.
وفي آخر التطورات،
أكدت مصادر متطابقة، توقف المفاوضات بين المجلس الوطني الكردي، وحزب "الاتحاد
الديمقراطي"، عازية ذلك إلى رفض الأخير، الإعلان الصريح عن فك ارتباطه بحزب
"العمال الكردستاني"، المصنف على اللوائح الدولية للإرهاب.
ونقلت مصادر إعلامية
كردية، عن نوري بريمو، القيادي في "المجلس الوطني الكردي" تأكيده، أن
أحد أسباب توقف المفاوضات، هو تدخلات "العمال الكردستاني".
وأضاف أن "العمال
الكردستاني اشترط ضم قوات البشمركة إلى قوات سوريا الديمقراطية "قسد"،
دون شروط، وهذا الأمر غير مقبول بالنسبة لنا، ويجب التوصل لاتفاق بشأنه".
وتشكل قوات
"البشمركة" التابعة لـ"المجلس الوطني الكردي"، والمتواجدة في
شمال العراق (إقليم كردستان العراق)، أحد أبرز النقاط الخلافية، إذ يطالب المجلس
بالسماح لهذه القوات الكردية بالانتشار في الشمال السوري، لكن في المناطق ذات
الغالبية الكردية، في حين يطالب "الاتحاد الديمقراطي" بضم هذه القوات
إلى "قسد".
وفي هذا السياق، قال
الصحفي الكردي شيرزان علو، لا نستطيع القول بأن المفاوضات توقفت، والأصح أنها
مُجمدة حاليا، نظرا لانشغال الولايات المتحدة بالتحضير للانتخاب الرئاسية.
وأضاف
لـ"عربي21"، أن التيار الموالي لـ"العمال الكردستاني" يُشيع
الأنباء عن فشل المفاوضات، ويروج لها، علما بأنه للآن لم تصدر تصريحات رسمية من
الجانبين، تؤكد فشل المفاوضات.
وقال: "العمال
الكردستاني، يناور ويحاول إفشال المفاوضات، لأن نجاحها يتعارض مع مصالحه".
وحسب مصادر كردية، فإن
"قسد" تعاني من انقسام داخلي، بين تيار يوالي "العمال الكردستاني"
والنظام السوري وإيران، وآخر مرتبط بالولايات المتحدة.
وحسب علو، فإنه من
المستبعد أن تفشل المفاوضات، لأنها قرار أمريكي، إذ تعد واشنطن للانتقال بعد
التوافق الكردي إلى التفاوض مع المكون العربي، وغيره من المكونات، وذلك تمهيداً
لإشراك الأطراف الممثلة لمناطق شرق الفرات في مفاوضات الحل السياسي النهائي.
وسبق أن أكد الائتلاف
المعارض، لـ"عربي21" أنه لا يدعم أي حوار مع تنظيم يعتبر إرهابيا، وأنه
يدين عدم إشراك مكونات المنطقة في مفاوضات تبحث مستقبل منطقتهم.
وكانت الجولة الأولى
من المفاوضات الكردية-الكردية التي انطلقت في نيسان/ أبريل الماضي، بدعم أمريكي
وفرنسي، أفضت إلى التوصل إلى رؤية سياسية حول خمس نقاط سياسية حسب إعلان أطراف
الحوار من المباحثات الكردية- الكردية.
ومن ثم بدأت المرحلة الثانية في حزيران/ يونيو الماضي، بحضور زعيم "قسد" مظلوم عبدي، والمبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا جيمس جيفري، بالإضافة إلى ممثلين عن "المجلس الكردي"، وانتهت بالإعلان عن تشكيل "المرجعية السياسية الكردية".