سياسة عربية

زكريا عزمي يغازل السيسي بمؤتمر انتخابي.. ماذا يعني ذلك؟

زكريا عزمي  أعلن تأييده للسيسي معلنا أن عهد مبارك انطوى- أ ف ب/ أرشيفية
زكريا عزمي أعلن تأييده للسيسي معلنا أن عهد مبارك انطوى- أ ف ب/ أرشيفية

في أول ظهور شعبي للسياسي المصري المخضرم زكريا عزمي، رئيس ديوان الرئيس الراحل حسني مبارك، أكد أن عهد مبارك انطوى، معلنا تأييده ودعمه لنظام السيسي، وللجيش، والشرطة المصرية.

وشارك عزمي في مؤتمر انتخابي لابن شقيقه المرشح البرلماني على مقعد "مجلس النواب" عمر عزمي، بمدينة منيا القمح بمحافظة الشرقية شمال شرق القاهرة، في أول عمل سياسي يقوم به الرجل القوي والأشهر في عهد مبارك، منذ ثورة يناير 2011،

وقال في كلمته، إن عهده صفحة انطوت، وإنه يدين للنظام الحالي بالتأييد والمساندة، داعيا المصريين لتأييد السيسي، موجها التحية له، معتبرا أنه يقود مصر على أسس التنمية الحديثة، ويحافظ على كيان الدولة المصرية، فيما وجه التحية للقوات المسلحة والشرطة.


وفي محاولة لاستعادة الدور السياسي لعائلة زكريا عزمي في مسقط رأسه، يواجه نجل شقيقه منافسة شرسة، في الدائرة الانتخابية التي تسيطر عليها عائلة "الأباظية" الشهيرة، ومرشحهم الحالي وجيه أباظة، وعائلة "المشاهرة"، ومرشحهم النائب السابق خالد مشهور، وزاد السباق اشتعالا دخول مساعد وزير الداخلية السابق اللواء محمد جاد.

وعزمي، أحد ضباط الجيش السابقين، الذين عملوا مع حسني مبارك لنحو 20 عاما، وكانت أهم مناصبه رئاسة ديوان رئيس الجمهورية، وعضوية أمانة الحزب الوطني الحاكم، وعضوية مجلس الشعب، فيما وُصف بأنه الساعد الأول لسوزان مبارك، ومستشارها، ومهندس عملية "توريث" الحكم لجمال مبارك.

وإثر ثورة يناير 2011، تم توقيف زكريا عزمي، ذراع مبارك اليمنى، على ذمة تهمتي الكسب غير المشروع، وإهدار المال العام، وفي 27 أيار/ مايو 2012، حكم عليه بالسجن 7 سنوات، ودفع غرامة مقدارها 66 مليون جنيه مصري هو وزوجته.

وعقب خروجه من السجن، في شباط/ فبراير 2013، لانقضاء مدة الحبس الاحتياطي 18 شهرا، ظل عزمي ممنوعا من السفر ومن التصرف بأمواله، دون تحديد إقامته، وظل متواريا عن الأنظار.

وفي شباط/ فبراير 2020، خرج معزيا نجلي مبارك في وفاة والدهما، وسُمح له بالظهور الإعلامي مع المذيع أحمد موسى، ليشيد بالرئيس الراحل، ويوجه التحية للسيسي لـ"إنقاذ مصر من الفتنة التي كانت تستهدف الدولة المصرية"، حسب قوله.


"البوربون" هم "البوربون"

وحول دلالات الظهور الأول لزكريا عزمي، قال السياسي المصري، سمير عليش، إن "هذا تأكيد أن (البوربون) هم (البوربون)؛ ولكن بوجوه قديمة جديدة"، في إشارة إلى أن حكام دولة السيسي هم حكام دولة مبارك، ومؤكدا أن "العائلة العسكرية ممتدة ومتماسكة".

و"البوربون" أسرة مالكة فرنسية حكم بعض أفرادها فرنسا وإسبانيا ونابولي، بين (1589 و1792م) ويرجع اسمها لبلدة بوربون لارشامبو، في وسط فرنسا.

المتحدث الرسمي السابق باسم "الجبهة الوطنية للتغيير"، نفى أن تكون تصريحات زكريا عزمي حول نهاية دولة مبارك ضربة لجناح علاء وجمال مبارك في الدولة العميقة، وأضاف: "لا أعتقد أن هناك جناحا لنجلي مبارك بين العسكريين، والدولة العميقة أصبحت بالكامل تحت يد النظام الحالي".

ويعتقد أن زكريا عزمي بهذه التصريحات قفز بأسرته من مركب النظام القديم، وانتقل إلى النظام الحالي لتأسيس عهد سياسي جديد لأسرته، مبينا أن "النظام القديم مستمر عندما تنازل مبارك عن سلطاته للمجلس العسكري (الوريث الشرعي من وجهة نظر العسكر)، ولم يسلمها وفق الدستور إلى رئيس المحكمة الدستورية".

ويرى عليش أيضا أن نظام السيسي استأنس معظم رجالات عهد مبارك، وقد يسعى لانضمامهم له، وأن هذا قد ينقذ نظام السيسي من حالة الفشل والتخبط بما لدى رجال مبارك من خبرات سياسية وإدارية.

وقطع السياسي المصري بأن "كلمات النقد التي وجهها رجالات الحزب الوطني بأن النظام الحالي استعان بالفرز الخامس من رجالات مبارك قد تدفع نظام السيسي الآن للمحاولة بأن يصلح من خطواته".

"يبحث عن دور"

وفي رؤيته، قال السياسي المصري طارق مرسي، إن "زكريا عزمي هو أحد طفيليات الاستبداد، وهو من القطط السمان التي انتفخت بطونها وجيوبها من سُحت الفساد".

مرسي، أكد بحديثه لـ"عربي21" قائلا: "هذه النماذج شديدة التلون بما يتناسب مع الاستبداد الحاضر، وبما يبحث لنفسه عن لقمة حرام في ديوان الفساد الحاضر".

وأضاف: "ومن ثم فإن هذا الظهور الأول لعزمي (82 سنة) يهدف لتوريث تركة الفساد لابن أخيه ليكمل مسيرته، في دلالة على أن نظم الحكم بمصر اعتمدت التوريث لعائلات النخبة الحاكمة، وبما يوحي بتحول الحكم إلى قبائل وعائلات لا إلى نظم دستورية أو دولة مؤسسات وقانون".

البرلماني المصري السابق، يرى أن "هذه النماذج النفعية دائما ما تجيد قراءة الواقع؛ وبالتالي فإن عزمي يعلم يقينا أن مبارك ونظامه ونجليه أصبحوا من الماضي، وأدرك الرجل أن عليه إعلان ذلك صراحة؛ كي يصب في مصلحة رضا النظام الجديد عنه، وربما إعادة تدويره والبحث له عن دور".

وجزم بأن "إعلان زكريا عزمي تأييده للسيسي، والجيش والشرطة، يمثل تزلفا ومداهنة لنظام السيسي، وهو موقف واجب عليه؛ لأنه يدين لهذا النظام بتبرئته هو وأسرته من تهم ثابتة ومحققة بالفساد، حيث شمله بالإفراج في مهرجان البراءة للجميع، وأسقط عنه تهم الفساد هو وعائلته".

وختم مرسي حديثه بالقول: "لذا، فهو يدين لنظام السيسي بالفضل، ويمثل في الوقت ذاته مغازلة للنظام؛ حفاظا على استبقاء وجوده هو أو على الأقل قبول مشاركة الأسرة وجيلها القادم في كعكة الفساد والاستبداد".

وعبر مواقع التواصل الاجتماعي، تندر نشطاء من ظهور زكريا عزمي في المشهد الانتخابي، وحديثه عن الفساد، ودعوته إلى حسن اختيار النواب بقوله: "عايزين نواب ما يخلوش (لا يجعلون) الفساد للركب"، وهي كلمته الشهيرة التي أطلقها في مجلس الشعب عام 2010، في نهاية عصر مبارك.

 

 

 

 

التعليقات (1)
كريم
الأحد، 25-10-2020 06:54 ص
زكريا عزمي لازم يقرع على السيسي، لانه عارف اللي بيعمل فلوطة في عهد السيسي بيروح فين