أراد المربع الصهيو-خليجي (إسرائيل والسعودية والإمارات ومصر) محاصرة تمدد
تركيا في المنطقة، بل وداخل حدودها هي، وزرعوا الأرض حولها بالألغام.
لغم المجازر الأرمينية المزعومة، ولغم الانقلاب العسكري الفاشل، ولغم معركة الدولار والليرة التركية، ولغم حقوقها في شرق المتوسط، وأخيراً لغم مقاطعة البضائع التركية في السعودية والإمارات.
نجحت تركيا في تجاوز غالبية الألغام حتى الآن.. تجاوزت أكذوبة المجازر الأرمينية، وذهبت بسلاحها وجنودها أمام العالم في معركة عسكرية مشروعة تحرر الأراضي الأذرية المحتلة منذ عقود، ولقّنت أرمينيا وحلفاءها درسا مشروعا في القتال وليس في المذابح الفشنك.
وفي لغم الانقلاب العسكري نجحت تركيا شعبا وجيشا ورئاسة في تجاوز الانقلاب وإفشال المخطط الأمريكي الصهيوني
الخليجي المصري، وكانت فرصة لإعادة ترتيب المؤسسة العسكرية لتكون وطنية خالصة، ولا تعمل لحساب الغير.
وفي لغم الدولار والليرة نجحت تركيا في عدة جولات مضت، وما زالت تقاوم وتصمد وستعبر بجهود شعب متضامن مع رئاسته واقتصاد دولته. نعم المعركة مستمرة، لكن النجاحات مستمرة هي الأخرى.
وفي لغم شرق المتوسط ورغم التنازلات المصرية عن مياهها الإقليمية لصالح قبرص واليونان، وتدخّل فرنسا بدعم ملياري خليجي، إلا أن الإصرار التركي جعل فرنسا تتراجع واليونان توافق على الحوار.
وفي لغم
مقاطعة البضائع التركية.. فهو كلام إعلامي أكثر منه سياسي واقتصادي.. لاعتبارات أن هذه الدول لا تنتج شيئا، وأن هناك عقودا ملزمة لا فكاك منها إلا بشروط جزائية مؤلمة، فضلا عن الأسواق العالمية الأخرى التي تستقبل المنتج التركي.
تركيا تقدم نموذجا ناجحا في غالبية ملفاتها المعقدة مع كثرتها، ومع زيادة الألغام المزروعة تزداد النجاحات المتحققة والشعبية الجارفة لتركيا العثمانية في قلوب مئات الملايين من العرب والمسلمين، في وقت تزداد قناعة الملايين أن حكامهم وكلاء للغرب وليس للشعوب.
الآن نستطيع أن نقول بكل عزه وافتخار: هنيئاً لتركيا
أردوغان.
اختلف مع أردوغان كما يحلو لك، فهذا حق تمارسه، لكن الرجل يقدم نموذجا للنجاح والصمود وسط الكبار والعمالقة بعيدا عن الأقزام والدمى هنا وهناك، لأنه قال: نحن لا نهتم بالدمى لأننا نتفاهم مع صانعيها.
فهو يفعل ما يقول، خاصة في دعم الحلفاء والأصدقاء وبخلفية إسلامية وقومية، في سوريا والعراق وليبيا وقطر وأذربيجان؛ التي
رفعت الأذان في ناغورنو كراباخ، بعد توقفه 28 عاماً هي فترة الاحتلال الأرميني.
تركيا أردوغان أفضل عسكريا واقتصاديا وأمنيا للخليج ومصر؛ من أمريكا وروسيا وإسرائيل.
الخلاصه: تركيا حالة نجاح تدرس في علم العلاقات الدولية والتحالفات العسكرية لمن يهتمون بالعلم والدراسة والنجاح، أما الجهلاء فلا مكان لهم.
حفظ الله تركيا وبلاد المسلمين.