صحافة دولية

WP: تركيا تكشف معلومات عن متهم بالتجسس لصالح الإمارات

الرجل اعترف بتجسسه لصالح الإمارات ومن المتوقع ظهوره في المحكمة هذا الأسبوع- جيتي
الرجل اعترف بتجسسه لصالح الإمارات ومن المتوقع ظهوره في المحكمة هذا الأسبوع- جيتي

سلطت صحيفة "واشنطن بوست" الضوء على معلومات كشفت عنها أنقرة، حول رجل اعتقلته المخابرات التركية مؤخرا، ويتهم بالتجسس لصالح الإمارات.

 

ويدعى المتهم "أحمد الأسطل"، 45 عاما، وهو أردني من أصل فلسطيني، وكان يعمل كصحفي.

 

ونقل تقرير الصحيفة الأمريكية، الذي ترجمته "عربي21"، عن مسؤول تركي أن الرجل اعترف بتجسسه لصالح الإمارات ومن المتوقع ظهوره في المحكمة هذا الأسبوع.


وأشارت الصحيفة إلى أن الأسطل كان يتعامل مع مسؤولين عنه لا يعرف أسماءهم ولكنهم كانوا يتواصلون معه بالألقاب وطلبوا منه تقديم تقارير عن التطورات السياسية التركية ومراقبة المعارضين العرب الذين يعيشون في تركيا. 


ويعلق التقرير بالقول إن الأسطل هو ثالث شخص تعلن تركيا، خلال العامين الماضيين، عن اعتقاله بتهمة التجسس لصالح أبوظبي.

 

وتم اعتقال شخصين في نيسان/ إبريل 2019 قيل إنهما كانا يجمعان معلومات عن الفصائل الفلسطينية في تركيا.


وذكرت الصحافة المحلية أن أحدهما واسمه زكي حسن، مات وهو في الاعتقال، فيما وصفته السلطات بأنه انتحار.

 

وكانت وكالة أنباء "رويترز" قد كشفت يوم الجمعة عن اعتقال الأسطل، لكنها لم تكشف عن اسمه. وجاء ذلك بعد أيام من تقارير عن مراقبة تركيا أعداءها المفترضين في الخارج.

 

وفي الأيام الأخيرة نشرت الصحافة النمساوية أخبارا عن اعتقال مواطن تركي يعيش في فيينا قام بتسليم نفسه إلى السلطات، زاعما بأنه يعمل لصالح المخابرات التركية التي أمرته بإطلاق النار على سياسي كردي-نمساوي، وفق ادعائه.

 

ونفت تركيا مزاعم الرجل وأنه عمل مع مخابراتها.

 

ولم يرد متحدث إعلامي باسم الإمارات على رسائل للتعليق عن اعتقال الأسطل والاتهامات الموجهة إليه.

 

وتضيف الصحيفة أن الأسطل عاش في منطقة البحر الأسود في تركيا ولكنه اختفى في أيلول/ سبتمبر حسبما قالت عائلته وزملاؤه الذين خافوا من تعرضه للاختطاف.

 

وأقام ذووه حملة تهدف إلى إقناع السلطات التركية بالتحقيق في اختفائه.

 

وقال شقيقه "حسام"، الذي يعيش في غزة، في مقابلة مع الصحيفة، إنه لا يعرف باعتقال شقيقه ولا يصدق أنه كان يعمل لصالح الحكومة الإماراتية مع أنه عاش في الإمارات حتى انتقاله إلى تركيا في 2013.

 

اقرأ أيضا: تشاووش أوغلو للإمارات: لديكم عميل لإسرائيل اسمه "دحلان" 

 

وأكد أن شقيقه اعتبرته الإمارات معارضا بسبب دعمه للإخوان المسلمين، و"كيف يمكن اتهامه بهذا الأمر؟".


وكشفت الصحيفة عن معلومات من المخابرات التركية تقترح أن الأسطل الذي كان يتواصل مع المسؤولين الإماراتيين من خلال "أبي ليلى" أجبر على التعاون مع المخابرات الإماراتية للتجسس قبل عقد.

 

ورفض العمل مع المخابرات في 2008 ولكنه وافق بعد ذلك عندما فشل في الفحص الأمني بعد تقدمه لوظيفة، حسبما جاء في التلخيص الأمني التركي.

 

وبعد انتقاله إلى تركيا، كلف بـ"التركيز على علاقة تركيا بالعالم الإسلامي والمبادرات في السياسة الخارجية والمحلية"، وطلب منه البحث عن قوة حكومة رجب طيب أردوغان التي نجت من انقلاب في عام 2016 وإن كانت عرضة لانقلاب آخر.


وقام الأسطل "بنقل المعلومات إلى الإمارات عن الصحفيين والمعارضين العرب في تركيا ممن يمكن تجنيدهم للتعاون مع المخابرات الإماراتية"، بما في ذلك تسجيل لقاءاته مع المعارضين المرتبطين بالإخوان المسلمين.

 

وفي مناسبة واحدة، زار مسؤول أمن إماراتي الأسطل في تركيا، في ربيع 2016. ولكنه كان يتواصل مع المسؤولين عنه من على بعد مستخدما برامج الثرثرة ورسائل من خلال برمجيات على الكمبيوتر ركبها المسؤولون عنه في جهازه الخاص.


وبعد تهديده في معيشته، دفع له المسؤولون عنه نحو 400 ألف دولار عن الفترة التي شغلوه فيها معهم.

 

لكن التلخيص التركي لم يكشف عن الطريقة التي اكتشفت فيها المخابرات التركية "العميل الإماراتي". 


وقال المسؤول التركي إن الأسطل كان هاربا لعدة أسابيع قبل القبض عليه.

 

ويشير التقرير إلى أن التهديد للمعارضين العرب في تركيا ظهر من خلال مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي بقنصلية بلاده عام 2018.

 

ولكن تركيا التي شجبت التدخل الأجنبي على أراضيها كانت نفسها، وفق "واشنطن بوست"، محلا للتدقيق من خلال الحالة النمساوية، وتسليم التركي البالغ من العمر 53 عاما واسمه فياض أوزتورك نفسه للمخابرات النمساوية في أيلول/ سبتمبر.

 

وزعم أوزتورك أنه كان عميلا للمخابرات التركية وتلقى أمرا بقتل المعارض الكردي إيغيل بيريفان أصلان الذي كان ناقدا للحكومة التركية.

 

وتم الكشف عن أوزتورك أول الأمر في تقرير موقع "زاك زاك" وصحيفة "نيويورك تايمز". ونفى السفير التركي في فيينا أوزان شيهون أن أوزتورك على علاقة مع المخابرات التركية وتركيا.

التعليقات (0)