ملفات وتقارير

"عربي21" ترصد أبرز 4 شركات أمنية محلية للتجنيد بسوريا

التجنيد في سوريا بدأ عبر شركات أمنية محلية تابعة لإيران وروسيا- جيتي
التجنيد في سوريا بدأ عبر شركات أمنية محلية تابعة لإيران وروسيا- جيتي

برز مؤخرا الحديث عن تجنيد شركات أمنية محلية للسوريين للقتال لصالح نظام بشار الأسد والقوى الدولية الداعمة له مثل "الفاغنر"، وتسرد "عربي21" تفاصيل عن أبرزها وطبيعة نفوذها.

وانتشر مؤخرا مصطلح "المرتزقة السوريين"، لا سيما عند الحديث عن ليبيا وأذربيجان وأرمينيا، إلا أن ظاهرة التجنيد في سوريا ليست جديدة، إذ إن الأمر بدأ عبر شركات أمنية محلية تابعة لإيران وروسيا قامت بالتجنيد المحلي قبل أن تبدأ بإرسال المجندين لصالحها خارج سوريا.

وبحسب الاتفاقية الدولية لمناهضة تجنيد المرتزقة، الصادرة عن الأمم المتحدة في كانون الأول/ ديسمبر 1989، فإن "أي شخص يُجند محليا أو في الخارج للقتال في نزاع مسلح ويكون دافعه الأساسي للاشتراك في الأعمال العدائية هو الرغبة في تحقيق مغنم شخصي عبر مكافآت تقدم له من أي طرف من أطراف النزاع، فهو مرتزق".

ويروي أبو محمود الذي طلب عدم الكشف عن اسمه لأسباب أمنية، قصة ابن عمه الذي جنده الروسيون للقتال في ليبيا.

وبحسب ما قاله لـ"عربي21"، فإن ابن عمه المعروف باسم "أبو إياد"، غير متزوج، ويبلغ من العمر 21 عاما، كان من بين كثيرين من الشباب تم تجنيدهم في القنيطرة، وسط حالة عوز شديد وأوضاع مالية صعبة، مضيفا أنه جرى إرسالهم إلى دورة تدريبية مع مجموعات أخرى تم تجنيدها من درعا ودمشق وريفها.


اقرأ أيضا: موقع أمريكي: الحرب بسوريا أدت لجيل لا يعرف إلا مهارة القتال

وقال: "عرضوا علينا مبلغ 800 دولار للمقاتل الواحد شهريا، وفي حين أنني رفضت إلا أن ابن عمي ذهب بالإضافة إلى بعض جيراننا في الحي".

وأضاف أنه تحدث مع شقيقه الذي وصل إلى بنغازي بالهاتف لمرة واحدة، وروى له أن الروسيين قاموا بنقل المجندين عبر الباصات إلى مقر قيادة "الفرقة 18"، في حمص للتدريب، ولاحقا جرى نقلهم إلى مطار دمشق الدولي حيث ناموا ليلة كاملة فيه، وصعدوا الطائرة في اليوم التالي متجهين إلى مطار "حميميم" العسكري الذي يخضع لسيطرة الجيش الروسي جنوب شرق اللاذقية.

وقال إنه بعد وصول قريبه إلى بنغازي، تحدثوا معه لمرة واحدة فقط، ولا يعرفون مصيره حتى الآن بعد أن انخرط في القتال هناك قبل أربعة أشهر.

وأشار إلى أن الكثيرين ممن يعرفهم في مدينته، تم تجنيدهم سابقا لصالح شركات أمنية محلية لصالح النظام السوري لقتال المعارضة السورية في شمال البلاد، مؤكدا أن ما يحصل اليوم من إرسال المجندين ليس بجديد على الساحة السورية، مشدد على أهمية إيقاف تجنيد المرتزقة وسط حالة استغلال فقر الناس ومعاناتهم من الحرب المستمرة.

من جهته، قال عضو الهيئة السياسية للائتلاف السوري، عبد المجيد بركات، لـ"عربي21"، إنه "يجب أن نؤكد أولا على أمر مهم جدا فيما يخص الشركات الأمنية في مناطق سيطرة النظام السوري، بأنها ليست حديثة العهد، حيث تواجدت قبل الثورة السورية".

وأوضح أن المهام المناطة إلى الشركات الأمنية في سوريا كانت قبل 2011، "حماية المنشآت الصناعية، وحماية الشخصيات الهامة من رجال أعمال وتجار..إلخ".

 

اقرأ أيضا: "رايتس ووتش" تدعو لمحاسبة الأسد وبوتين على جرائمهما بإدلب

وقال: "تزامنا مع الثورة السورية، تطور عمل الشركات لتصبح من مهامها تجنيد المقاتلين لصالح النظام السوري في بادئ الأمر، ومن ثم بدأ التجنيد لصالح الدول الراعية والداعمة للنظام السوري لاسيما إيران وروسيا".

وأضاف: "مع الأيام، تطور عمل هذه الشركات بالتعاون مع وزارات النظام السوري والأفرع الأمنية التابعة له".

وأكد أن "أهم الشركات التي تعمل في تجنيد المقاتلين، قامت بإرسالهم من سوريا إلى ليبيا وأرمينيا وأذربيجان للقتال هناك مؤخرا، وهي ذاتها الشركات التي تم فرض عقوبات أمريكية عليها".

وتستعرض "عربي21" أبرز وأهم أربع شركات محلية لتجنيد السوريين للقتال في الخارج وفق ما وصلها من الائتلاف السوري المعارض:


شركة القلعة للحماية والحراسات الأمنية (C.S.P)


وبحسب المعلومات التي وصلت "عربي21" من الائتلاف السوري، فإن عنوانها في مدينة دمشق في منطقة المزة، في شيخ سعد، في حي المشفى601.

وتأسست في 10 تشرين الأول/ أكتوبر 2017، ويرأسها كل من أحمد طاهر، وأسامة رمضان، ويعد كذلك "أبو علي خضر" أحد المدراء التنفيذيين، بالإضافة إلى "أبو عروة".

وتعد هذه الشركة مقربة من الإيرانيين، وجندت المقاتلين لصالح المليشيات الإيرانية في سوريا وخارجها.

وتجاوز عدد العناصر المجندين عن طريق هذه الشركة 1500 مقاتل، معظمهم من أبناء ريف دمشق وجنوب سوريا.

وغالبا ما يوقع المجندون على عقود لحماية شركات ومصانع ومصالح إيرانية.

ويرعى هذه الشركة ماهر الأسد، شقيق رئيس النظام السوري.

ولا تحتاج هذه الشركة إلى موافقة من وزارة الداخلية التابعة للنظام السوري، للعمل في مجال الشركات الأمنية، بحسب ما ينص قانون أصدره نظام الأسد أعفى هذه الشركات من الملاحقة.

إلا أن القانون يجعل هذه الشركات مشرّعة بالنسبة للنظام، لا سيما أنه ينص على أن أي شركة أمنية تريد الترخيص، يجب أن يتم ذلك عبر وزارة الداخلية وفرع الأمن السياسي.

شركة ألفا لخدمات الحراسة والحماية محدودة المسؤولية

وهذه الشركة يزعم النظام السوري أنه قد ألغى ترخيصها من الجهات الرسمية، وهي تتبع لرجل الأعمال رامي مخلوف، الذي ظهر مؤخرا على خلاف مع النظام السوري.

وزعم النظام إنهاء ترخيص شركة مخلوف بعد المشاكل التي حصلت معه، إلا أن المصادر للائتلاف السوري تؤكد استمرار عملها.

وحول موقع الشركة، فهي في ريف دمشق، وكانت سابقا قد جندت مقاتلين لصالح المليشيات الإيرانية في جنوب دمشق وريف دمشق الغربي.

أما المسؤولين عن الشركة، فهم: مازن عفيف وفؤاد بوز، وتأسست في أيلول/ سبتمبر 2017.

وتجاوزت أعداد المجندين من هذه الشركة 1000 مقاتل، معظمهم تم نقلهم إلى ليبيا عبر طيران أجنحة الشام.

شركة شروق للحراسات

وتعد الشركة الثانية التي تتبع لماهر الأسد، وتنشط بشكل كبير في مدينة حمص، التي تضم مكتبها الرئيسي، كما أن لها فرعا في مدينة حلب، وآخر في الجنوب السوري.

ولدى هذه الشركة ترخيص قديم في 2005 لدى النظام السوري، لتوظيف الشبان والشابات كرجال أمن وحماية للشركات والمنشآت والمعارض في سوريا، إلا أنها بعد الثورة السورية، تحولت إلى تجنيد المقاتلين لصالح الإيرانيين والروس.

وترخيص الشركة باسم شخص يدعى "ماهر الدسوقي"، ولا يوجد عدد محدد للمقاتلين الذين تم تجنيدهم من هذه الشركة.

شركة سند للحراسة والخدمات الأمنية

تأسست في 22 تشرين الأول/ أكتوبر 2017، ويديرها أحمد خليل وناصر ديب، والأخير يعد أحد شركاء خضر طاهر "أبو علي خضر" مؤسس شركة القلعة التي ورد ذكرها أعلاه.

والشركة تدار بإشراف روسي، لا سيما من شركة "فاغنر" المعروفة، التي تتهم بتجنيد المرتزقة في سوريا للقتال في الخارج.

وقامت روسيا بدمج الشركة مع قوات سند الأمن العسكري، التي سبق أن نصّبت العميد رسلان إسبر قائدا لها، من محافظة طرطوس.

وتحظى الشركة في نفوذ في بادية حمص ودير الزور، وطرطوس.

ولا يعرف العدد الذي تمكنت الشركة من تجنيده.

وبحسب ترخيص هذه الشركات الأربع، فإن عملها يقتصر على مجال تأمين الحراسات الأمنية لرجال الأعمال والشركات وغيرها من المهام التي رخصت من أجلها، وتعد كافة نشاطاتها الخاصة بتجنيد المقاتلين سرية ولا تعترف بها الشركات.

وحتى العقود التي توقعها مع المجندين عبارة عن عقود عمل داخلية، حتى لا يكون عليها أي أوراق تثبت تورطها في تجنيد المقاتلين.


2017 عام الارتزاق

ويعد رقم 2017 بارزا بالنسبة للشركات الأمنية المحلية في سوريا، إذ إن غالبيتها تم تأسيسها وافتتاحها في هذا العام، ليشهد أكبر حركة افتتاح شركات لتجنيد السوريين للقتال.

وتأسس في هذا العام وفق ما اطلعت عليه "عربي21":


القلعة للحماية والحراسة والخدمات الأمنية محدودة المسؤولية لماهر الأسد


صائدو داعش لفواز ميخائيل جرجس ومقربة من روسيا


ألفا لخدمات الحراسة والحماية محدودة المسؤولية لرامي مخلوف


العرين لخدمات الحراسة لأسامة وعامر المالكي ومقربة من إيران


سند للحراسة والخدمات الأمنية المقربة من روسيا


المهام للحماية والحراسة الخاصة لآل قاطرجي المقربة من إيران

 

مصادر:

 

موقع حرية

 

موقع عنب بلدي

 

موقع المدن

 

موقع مراسل سوري

 

موقع جسر

التعليقات (0)