حقوق وحريات

منظمة حقوقية تطلق حملة ضد تلميع الانتهاكات بالسعودية

 المنظمة الحقوقية أطلقت حملة لتوعية قطاعَي الترفيه والرياضة بسجل حقوق الإنسان في السعودية
المنظمة الحقوقية أطلقت حملة لتوعية قطاعَي الترفيه والرياضة بسجل حقوق الإنسان في السعودية

أعلنت منظمة "هيومن رايتس ووتش"، أنها أطلقت حملة عالمية لمواجهة جهود السلطات السعودية لتلميع سجلها الحقوقي الذي وصفته بـ"المشين".

 

وقالت المنظمة الحقوقية في بيان نشرته على موقعها الإلكتروني؛ إن الحكومة السعودية أنفقت مليارات الدولارات على استضافة الأحداث الترفيهية والثقافية والرياضية الكبرى كاستراتيجية متعمدة لحرف الأنظار عن صورتها كدولة ترتكب انتهاكات متفشية.

 

وأضافت: "لم يشهد العامان اللذان مضيا على قتل الصحفي جمال خاشقجي بشكل وحشي على يد عملاء سعوديين في تشرين الأول/ أكتوبر 2018، أي مساءلة لمسؤولين رفيعين متورطين في جريمة القتل. منذئذ، بادرت حكومة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بقوّة إلى تنظيم وتمويل فعاليات رفيعة المستوى، شارك فيها كبار الفنانين والمشاهير والرياضيين العالميين، ولديها خطط للمزيد. كما تتولى السعودية حاليا رئاسة "مجموعة الـ 20"، وهي منتدى للتعاون الاقتصادي الدولي، وستستضيف قمة قادة مجموعة الـ 20 في أواخر تشرين الثاني/ نوفمبر".

 

وقال مايكل بَيج، نائب مدير قسم الشرق الأوسط في هيومن رايتس ووتش: "ينبغي أن يتمتع المواطنون والمقيمون في السعودية بالفعاليات الترفيهية والرياضية من الدرجة الأولى، لكن ينبغي أن يتمتعوا أيضا بالحقوق الأساسية مثل حرية التعبير والتجمع السلمي. لذا، عندما تتقاضى مجموعة من نجوم هوليوود والرياضيين الدوليين وغيرهم من المشاهير العالميين أموالا حكومية لأداء عروضهم في السعودية، بينما يسكتون عن السجل الحقوقي للحكومة، فإنهم يعززون استراتيجية لتلميع انتهاكات ولي العهد الأمير محمد بن سلمان".

 

اقرأ أيضا: صحيفة أمريكية: عمليات القمع السعودية زادت بعد اغتيال خاشقجي
 

وشددت على أن الاستثمار في الأحداث الترفيهية والثقافية والرياضية الكبرى يرتبط بخطة محمد بن سلمان، "رؤية 2030"، الهادفة إلى إصلاح اقتصاد البلاد وجذب المستثمرين والسياح الأجانب. أحد البرامج التي طورتها الخطة يخلق مزيدا من خيارات الترفيه والتسلية من أجل خلق "صورة إيجابية للمملكة على الصعيد الدولي".


وقالت هيومن رايتس ووتش؛ إن مثل هذه الأحداث يمكن أن تُستخدم لمواجهة التدقيق المنتقد لانتهاكات الحكومة السعودية لحقوق الإنسان، بما فيها قتل خاشقجي، وتقويض الجهود المبذولة لمحاسبة المسؤولين السعوديين.

وتبنى محمد بن سلمان إنشاء قطاع الترفيه بالتزامن مع تطورات لصالح النساء والشباب. رغم أن هذه التغييرات واسعة ومهمة، إلا أنها ساعدت أيضا في التعتيم على تقليص كبير في الحقوق المدنية والسياسية منذ توليه منصبه عام 2017. بينما كان قطاع الترفيه الناشئ يحظى بثناء دولي، كانت السلطات السعودية تنفذ في الوقت ذاته موجات من الاعتقالات التعسفية بحق المعارضين، والناشطين، والمثقفين، وأعضاء العائلة المالكة.

وأضافت أنه بالمثل، ساعد تعزيز الحياة الثقافية والاجتماعية السعودية على تجنب التدقيق في دورها في النزاع المسلح في اليمن. تحت قيادة محمد بن سلمان كوزير للدفاع، قصف التحالف الذي تقوده السعودية منذ عام 2015 المنازل، والأسواق، والمدارس، والمستشفيات، والمساجد في هجمات غير قانونية قتلت مئات المدنيين، وقد يرقى بعضها إلى جرائم حرب.


وأكدت المنظمة الحوقية مواجهة الجهود السعودية لتلميع انتهاكاتها من خلال حملة لتوعية قطاعَي الترفيه والرياضة بسجل حقوق الإنسان في السعودية، بمن فيهم كبار المشاهير، وفناني الأداء، والشخصيات الرياضية.

 

وستسعى الحملة أيضا إلى التواصل مع المنظمين والمشاركين في الأحداث الدولية الكبرى التي ترعاها الحكومة السعودية، وتدعوهم إلى التحدث علنا عن قضايا الحقوق، أو إلى عدم المشاركة عندما يكون تلميع سجلها الحقوقي غرضها الأساسي.

وأضافت أنه منذ مقتل خاشقجي، رفض عدد من المشاهير والمؤثرين على وسائل التواصل الاجتماعي السفر إلى السعودية، معللين ذلك بسجلها الحقوقي المريع.

 

وقال بيج: "بذلت الحكومة السعودية كل ما في وسعها خلال العامين الماضيين لدفن مقتل جمال خاشقجي تحت العروض والأحداث الرياضية. إلى أن تكون هناك مساءلة حقيقية عن هذه الجرائم وغيرها التي ارتكبتها القيادة السعودية، فإن المستفيدين بصمت من سخاء المملكة يخاطرون بالتواطؤ في تلميع الانتهاكات السعودية".

التعليقات (0)

خبر عاجل