هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
طرحت تصريحات رئيس
جمعية الإعلاميين الإماراتيين، محمد الحمادي، بشأن مساعيهم بالتعاون مع الاحتلال،
لتغيير صورة الإسرائيلي المحتل للأرض الفلسطينية بأنه قاتل، تساؤلات بشأن الاندفاع
لتنفيذ هكذا مشروع، والثمن لقاء ذلك، مقابل وعي الشعوب العربية وإيمانها
بعدالة القضية الفلسطينية والظلم الواقع على الفلسطينيين.
وجاءت تصريحات
الإعلامي الإماراتي "صادمة" بحسب العديد من المغردين، وقالوا إنه:
"لم يكن أحد يتخيل أن يقف عربي ويعلن صراحة تعاونه مع المحتل القاتل، ضد
الفلسطيني المقتول".
وتعيد التصريحات
الإماراتية، إلى الأذهان، سلسلة من الأعمال الفنية التي بثت خلال السنوات الماضية،
برعاية إماراتية وسعودية، وكانت تركز على فكرة "وجود مجتمعات يهودية، في
الخليج"، وهو ما نفاه كتاب إسرائيليون، ومنهم يارون فريدمان، خريج جامعة السوربون، وباحث في الشؤون الإسلامية.
وقال فريدمان في مقال له بصحيفة يديعوت أحرونوت، إن مسلسل أم هارون
مثلا، "كان يقدم الكويت على أن فيها جالية يهودية كبيرة، رغم أنه لم يكن
بالخليج سوى مجتمعات يهودية صغيرة، مقارنة بدول أخرى عربية".
وشهد العام الماضي تركيزا على مسألة الوجود
اليهودي في العالم العربي، والزعم بتهجيرهم، عبر مسلسل أم هارون، الذي أنتجته قناة
"أم بي سي" السعودية، التي تبث من الإمارات، والذي صورت أجزاء منه في الكويت
وأثار ردود فعل شعبية وبرلمانية عنيفة، رفضا له، ومسلسل مخرج 7 السعودي، الذي كال
الاتهامات للفلسطينيين بالمسؤولية عما يجري لهم، وقدم صورة "وردية"
للاحتلال والفرص الاقتصادية معه، بعيدا عن تاريخه في الجرائم بحق الفلسطينيين.
إقرأ أيضا: إعلامي إماراتي: يجب تغيير فكرة أن الإسرائيليين قتلة (فيديو)
الكاتب والإعلامي الفلسطيني،
مصطفى الصواف، قال إنه من "المؤسف أن يتناسى شخص يطلق على نفسه لقب إعلامي عربي،
جرائم الاحتلال الإسرائيلي، بحق الفلسطينيين وخاصة الأطفال منهم مثل محمد الدرة
وإيمان حجو، اللذين لا زالت دماؤهما ودماء آلاف الأطفال لم تجف بعد رغم مضي سني
الاحتلال".
وقال الصواف
لـ"عربي21"، إن "هناك محاولة للإضرار بالوعي الجمعي في العالم
العربي، وتقديم الاحتلال بأبهى صورة، رغم أن يداه ملطختان بالدماء، في كل من الضفة
وغزة والقدس المحتلة وحتى الداخل الفلسطيني".
وأضاف: "هذه
المحاولات تكشف حقيقة تنازلات فاضحة من قبل دول التطبيع، للاحتلال، لكنها مشاريع
لا يمكن أن تنجح، ولن تضر الوعي الفلسطيني والعربي، بل تكشف حقيقة من باعو ضمائرهم
وتؤكد ما كان يقال عنهم طيلة السنوات الماضية، من ممارسات بحق القدس وفلسطين".
وشدد الصواف على أن
الذاكرة العربية "حافلة بجرائم الاحتلال، في كل مكان وصل إليه" وتساءل
"كيف يمكن محو مجازر دير ياسين وكفر قاسم ومئات أخرى بفلسطين وصبرا وشاتيلا وقانا
التي أحرق بها الأطفال في لبنان، كذلك مجزرة بحر البقر، ودفن الجنود المصريين في
الصحراء بعد إعدامهم، هذا شريط من الآلام لا يمكن مسحه".
ورأى أن ما يجري ليس
أكثر من "طفو لخيانة الضمير على السطح، وظهور لما كان يخفى سابقا ويجري في
غرف مغلقة، وغالبية الشعبين الإماراتي والبحريني، بالتأكيد ضد ما يجري، ونعلم مدى تمسكهم بقضية فلسطين، رغم السطوة الأمنية التي تصادر أصواتهم".
من جانبه قال المحاضر في الشؤون السياسية
والأمنية، الدكتور إسلام شهوان، إن "محاولات تجميل صورة الاحتلال، في عين
الشعوب العربية، ليست حديثة، وتعود لسنوات طويلة، وهناك الكثير من الوثائق التي
سربت في هذا الإطار، ولعلهم كانوا يقومون بها على استحياء سابقا لكن اليوم اختلف
كل شيء".
وأوضح شهوان لـ"عربي21" أن
المشاريع الجارية اليوم، تتم "وفقا لسيكولوجية جديدة، وإظهار الاحتلال بشكل منمق، محب للعرب، ولديه الكثير مما يقدمه، وحمامة السلام وتصوير الفلسطيني وكأنه هو المشكلة، وليس الضحية، ويتم
تجييش علماء وأشخاص يتحدثون بالدين لتزيين ذلك، وعبر إعلاميين ووسائل إعلام على مدار الساعة".
ورأى أن هذه المحاولات، "لا تفلح سوى لدى ضعاف
النفوس، ومؤيدي توجهات التطبيع، لكن العقل الجمعي العربي أكبر من أن تنطلي عليه
هذه الأكاذيب، ومحاولات تبرئة الاحتلال من دماء الفلسطينيين والعرب على مدى أكثر
من 70 عاما".
وشدد على أن دول التطبيع، "ليست قادرة على المضي
في هذه المشاريع، دون تخطيط ودعم من جهاز الموساد، وهناك معلومات أن هذه الصورة
التي يراد أن يظهر بها الاحتلال، يخطط لها بعناية في تل أبيب، وتعمل عليها العديد
من الجهات بما فيها دول التطبيع بشكل متكامل".
واعتبر أن "هذه الخدمات" المقدمة
من دول التطبيع، تعد "ثمنا للحفاظ على مناصب بعض الزعماء، لكن على صعيد
الشعوب العربية، فليس هناك خشية عليها لأن وعيها أكبر من كل تلك المنظومة، والتي لم
تفلح سابقا في طمس حقيقة القضية الفلسطينية ولن تنجح مستقبلا".
وختم بالقول: "المواطن العربي يقظ وواع، ولو قهرته سطوة الأنظمة، ومنعته عن الحديث وإبداء رأيه".