هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
تجددت المواجهات الدامية بين فصائل محلية من السويداء التي تقطنها غالبية درزية، وأخرى من درعا تابعة لـ"الفيلق الخامس" المدعوم روسيا، في الجنوب السوري، مسفرة عن قتلى من الجانبين، ما يؤشر إلى انزلاق المنطقة في جولات قتال طويلة.
وفي التفاصيل، تشهد أرياف السويداء الجنوبية الغربية، ودرعا الشرقية، مواجهات مستمرة منذ الثلاثاء، بين مليشيا "الدفاع الوطني" التابعة للنظام السوري تساندها فصائل محلية من السويداء من جهة، وبين "اللواء الثامن" بقيادة أحمد العودة.
وأوضح الناطق باسم "تجمع أحرار حوران" أبو محمود الحوراني، في حديث خاص لـ"عربي21"، أن الاشتباكات بدأت بعد شن مليشيات "الدفاع الوطني" هجمات على نقاط متقدمة تابعة لـ"الفيلق الخامس" كان قد أنشأها الأخير بالقرب من بلدة "القريّا" بالتنسيق مع الروس.
وأكد أنه على إثر صد عناصر "الفيلق الخامس" الهجوم، دخلت قوات "رجال الكرامة" (فصيل محلي من السويداء) على خط الاشتباكات إلى جانب مليشيا "الدفاع الوطني".
وحتى الآن، وحسب الحوراني فقد أسفرت المواجهات عن مقتل وجرح العشرات من الجانبين.
اتهامات لإيران
ويُعرف عن مليشيا "الدفاع الوطني" علاقتها الوطيدة بالحرس الثوري الإيراني، حيث تؤكد مصادر أن الأخير يقوم بتمويل وتسليح هذه المليشيات المنتشرة في كل المحافظات السورية.
اقرأ أيضا: اغتيال رئيس مفرزة للنظام وملازم موال لحزب الله في درعا
وفي هذا الصدد، أشار الحوراني إلى وقوف إيران خلف تجدد الاشتباكات، التي تشكل تهديدا للسلم الأهلي في الجنوب السوري عموما.
من جانبه، حذر الخبير العسكري العميد عبد الله الأسعد من تبعات الاقتتال بين فصائل السويداء ودرعا، داعيا إلى عدم الوقوع في الفتنة مجددا.
تصفية حسابات
وقال لـ"عربي21": إن ما يجري هو محاولات إيرانية لتصفية الحسابات على حساب أبناء المنطقة، موضحا أن "إيران تريد الانتقام من أبناء درعا بسبب خروجهم عن طاعة حليفهم الأسد، وكذلك من أبناء السويداء لامتناعهم عن إرسال الشباب إلى جيش النظام، منذ اندلاع الثورة السورية".
وتابع الأسعد، بأن إيران ترى في المقاتلين من السويداء ودرعا، تهديدا خطيرا لوجودها العسكري في سوريا، وكذلك تهديدا لحليفها النظام، ولذلك كان لا بد من تحريك الفتنة لإثارة النعرات الخلافية القديمة".
وتعود الخلافات بين أبناء المحافظتين الجارتين، درعا والسويداء، إلى فترات سابقة، سببها عمليات الخطف المتبادل التي تنفذها عصابات مسلحة من المحافظتين، وهي العمليات التي غالبا ما تكون بدوافع مالية (المال مقابل إطلاق سراح المختطف).
وتهدد الظاهرة السلم المجتمعي في الجنوب السوري، وتستحضر النزاعات المناطقية القديمة الجذور.
وعيد "درزي"
في غضون ذلك، توعد الرئيس الروحي للدروز في فلسطين المحتلة الشيخ موفق طريف، من وصفهم بـ"المعتدين" على الجبل، بدفع ثمن غالٍ.
اقرأ أيضا: تشكيل عسكري جديد لمواجهة مليشيات إيران بالجنوب السوري
وأكد طريف على صفحته الرسمية "فيسيوك" أنه يتابع بقلق شديد الأنباء حول الاشتباكات الحاصلة بين الأهالي في بلدة القريا بمحافظة السويداء وعناصر من "الفيلق الخامس"، كاشفا عن اتصالات أجراها مع قيادات الطائفة وشيوخها في الجبل لتدارك الأمور ومتابعتها، وأخرى مع الروس.
وكان النظام السوري قد استعاد السيطرة على درعا في تموز/ يوليو 2018، إثر توقيع اتفاق الجنوب مع فصائل المعارضة برعاية روسية، وفتحت الأخيرة الباب أمام عناصر الفصائل للانتساب إلى "الفيلق الخامس" المدعوم منها.
وسرعان ما يتدخل وجهاء محليون لمنع تطور المواجهات بين فصائل السويداء ودرعا، التي تنشب من وقت لآخر، إلى مواجهة مفتوحة.