هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
تداول نشطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مقطعا مصورا، لمشاركة وكيل وزارة التربية والتعليم والكاتب البحريني محمد مبارك جمعة، والذي يكتب في صحيفة أخبار الخليج، إحدى أهم
صحف البحرين اليومية، وهو يتحدث عن "العلاقة القوية التي تجمع العرب باليهود
وإسرائيل".
وقال جمعة خلال لقاء ضم شخصيات إسرائيلية وبحرينية، عبر اتصال مباشر
بالإنترنت: "أعتقد أن ما يجمعنا بإسرائيل وإخوتنا اليهود أكثر
مما يفرقنا، نحن الشعوب العربية واليهودية في إسرائيل.. أليس من دليل أنه خلال
الترجمة أستطيع فهم 30-40 بالمئة من الترجمة وهو دليل أن اللغة تجمعنا".
وقال نشطاء إن المفارقة في الأمر أن الكاتب البحريني، سبق أن نشر
مقالات عام 2004، يوم استشهاد الشيخ أحمد ياسين، مؤسس حركة حماس، بصواريخ طائرة
إسرائيلية، هاجم فيها الاحتلال، وأشاد فيها بالشعب الفلسطيني ومقاومته لإسرائيل،
بل وكال الاتهامات للزعماء العرب بأنهم يكدسون السلاح لصالح شعوبهم وليس
"لمواجهة العدو الصهيوني".
وقال مبارك في مقاله بصحيفة أخبار الخليج المنشورة في 23 آذار/مارس
2004، "إن الشيخ أحمد ياسين الـمُقعَد، بجسمه
الهزيل وصوته المبحوح وصحته المتدهورة، كان يُشكل خطراً كبيراً على الصهاينة
القتلة في "إسرائيل" بسبب قوة إيمانه وحرصه على الموت دفاعاً عن قضية
الإسلام والمسلمين".
وأضاف: "أما قادة الدول العربية
والإسلامية، بكل ما يَخزِنُونَه اليوم من جيوش وأسلحة وطائرات، فإنهم لا يُمثلون
أدنى مشكلة أو أدنى هَم بالنسبة للكيان الإسرائيلي الذي يعلم أن هذه الجيوش لم
تُوضع أصلاً من أجل قتاله وتدميره وإنما للدفاع عن كراسي الحكم".
وكيل وزارة التربية والتعليم - البحرين في لقاء شارك فيه وزيرين وبرعاية رئيس كيان العدو الاسرائيلي: اليهود في 'اسرائيل' اخوتنا pic.twitter.com/ramScnpPwr
— يوسف الجمري #التطبيع_خيانة 🇧🇭 (@YusufAlJamri) September 22, 2020
وفيما يلي النص الكامل لمقالة الكاتب البحريني:
الكاتب: د. محمد مبارك جمعة
الصحيفة: أخبار الخليج
التاريخ: ٢٣ مارس ٢٠٠٤م
المقاومة لن تستكين.. بعد الشيخ ياسين
الفاجعة التي أصابت شعوب الأُمتيْن العربية
والإسلامية باستشهاد الشيخ الجليل أحمد ياسين، إنما جاءت في وقت نحن أحوج ما نكون
فيه لأمثال هذا البطل المجاهد.. وفي زمن أصبحت فيه جِباه القيادات العربية
والإسلامية ممهورة بالذل والمهانة ومُلطخة بعار الصمت المقيت. ففي اللحظة التي
مَزقت فيها الصواريخ جسد هذا الرجل المؤمن وهو عائد من صلاة الفجر، كان من يُحيطون
بأرضه المغتصبة من زعماء العرب ينعمون بالنوم الهانئ داخل قصورهم المنيعة. وفي
اللحظة التي استُشهد وأُصيب فيها العشرات من أبناء الشعب الفلسطيني الأَبِي، كان
خونة وعملاء الولايات المتحدة الأمريكية و"إسرائيل" يحتفلون بالنصر
الأمريكي في العراق، ويحتفلون بالديمقراطية الأمريكية الجديدة التي أعطت الضوء
الأخضر وإشارة الأمان للصهاينة بارتكاب جريمتهم.
إن الشيخ أحمد ياسين الـمُقعَد، بجسمه الهزيل
وصوته المبحوح وصحته المتدهورة، كان يُشكل خطراً كبيراً على الصهاينة القتلة في
"إسرائيل" بسبب قوة إيمانه وحرصه على الموت دفاعاً عن قضية الإسلام
والمسلمين.. أما قادة الدول العربية والإسلامية، بكل ما يَخزِنُونَه اليوم من جيوش
وأسلحة وطائرات، فإنهم لا يُمثلون أدنى مشكلة أو أدنى هَم بالنسبة للكيان الإسرائيلي
الذي يعلم أن هذه الجيوش لم تُوضع أصلاً من أجل قتاله وتدميره وإنما للدفاع عن
كراسي الحكم ومن أجل قمع وتصفية الشعوب العربية التي تُعتبر العدو رقم واحد
لقياداتها، وبالتالي فإن هذه الجيوش المتكدسة قد ساهمت وتُساهم بشكل أساسي في
الدفاع عن مصالح "إسرائيل".
صحيح أن الشيخ الشهيد أحمد ياسين يُعتبر الأب
الروحي لحركة المقاومة الإسلامية حماس ومؤسسها، إلا أننا واثقون من أن غيابه عن
الحركة -بعد أن قام الآن بواجبه تجاه إسلامه وشعبه- لن يَحُط من عزائم المقاومين،
ولن يُثَبط من إصرارهم على استهداف العدو الصهيوني في عقر داره.. لأنّ حماس ليست
تستمد قوتها من شخص أو آخر.. أو من قيادي أو غيره -كما يظن مُجرم الحرب شارون ويظن
غيره من الصهاينة الجبناء- وإنما تستمد قوتها من عدالة قضيتها، ومشروعية مقاومتها،
ونصرة وإيمان وصبر جميع الشعب الفلسطيني المجاهد. وما الشيخ الشهيد أحمد ياسين إلا
واحدا من ملايين المخلصين للقدس ولفلسطين.