هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
دعا الإعلامي المصري المعارض،
معتز مطر، جموع الشعب المصري إلى المشاركة بكثافة في تظاهرات غد الجمعة، والتي
باتت تُعرف بـ"جمعة الغضب"، مُعلنا مجموعة من المطالب التي قال إنها تُمثل
المطالب الرئيسية للشعب المصري التي سيتم رفعها في الحراك الاحتجاجي الذي سيندلع غدا
الجمعة.
وكان على رأس تلك المطالب،
التي تحدث عنها "مطر"، إجراء انتخابات رئاسية مبكرة تحت إشراف دولي بدون
مشاركة رئيس الانقلاب عبد الفتاح السيسي الذي قال إنه أصر على "تزوير الانتخابات
أكثر من مرة".
ونهاية الشهر الماضي، قال السيسي إنه يمكن إجراء
استفتاء شعبي على استمرار بقائه في الحكم في حال عدم رضا الشعب المصري عن
الإجراءات التي يتخذها، مؤكدا أنه لو أراد المصريون رحيله عن السلطة فلن تكون لديه
مشكلة، على حد قوله، ومهددا بتدخل الجيش المصري.
وطالب "مطر" بتعليق
جميع القرارات التي اتخذها السيسي، وفي مقدمتها قانون "التصالح في مخالفات
البناء"، ورد حقوق المصريين الذين تضرروا من "تهجيرهم" من منازلهم.
وتضمنت المطالب: "تعليق
جميع قرارات زيادات أسعار السلع الإستراتيجية، ووسائل المواصلات، والمواد
البترولية، وفواتير الكهرباء والمياه والغاز، وعودتها للأسعار القديمة، وذلك لحين
وجود سلطة جديدة منتخبة".
اقرأ أيضا: استمرار التظاهرات "الغاضبة" بمصر لليوم الرابع (شاهد)
وشدّد "مطر" على
ضرورة "الإفراج عن جميع المعتقلين، وتشكيل لجنة قانونية للبحث في القضية
الجنائية التي تم تلفيقها للمواطنين المصريين".
وقال مطر إن تلك المطالب جاءت
"عقب التواصل والاستماع للكثير من المشاركين في الحراك هنا وهناك، وبعد قراءة
متأنية لآلاف الرسائل التي تأتي من أحرار مصر في الداخل والخارج، وبعد استطلاع
آراء واقتراحات جديرة بالاهتمام من شخوص متنوعة، وبعد تصفية قائمة طويلة من
المطالب الشعبية العادلة والتي من الممكن تأجيلها مؤقتا إلى أن يحين وقتها
الملائم".
ولليوم الرابع على التوالي، تجددت التظاهرات الليلية
في بعض المناطق بمصر؛ مطالبة برحيل السيسي، ومنددة بالإجراءات والممارسات التي
يتبعها نظامه.
وخرجت التظاهرات في مناطق أطفيح، وكراسة، والشوبك، وكفر
قنديل، وقرية العطف بمحافظة الجيزة.
وقامت قوات الأمن بفض تظاهرة "كفر قنديل" بالخرطوش
والغاز المسيل للدموع، واعتقلت عددا من المشاركين في المسيرة الاحتجاجية.
وردد المتظاهرون هتافات مناوئة لرئيس الانقلاب عبد
الفتاح السيسي وتطالب برحيله عن السلطة، منها: "إرحل يا بلحة"، و"لا
إله إلا الله.. والسيسي عدو الله"، و"قول متخفشي.. السيسي لازم
يمشي"، و"انزلوا من بيوتكم السيسي قتل ولادكم"..
وعبّر المتظاهرون عن غضبهم ورفضهم التام للممارسات
والإجراءات التي يتبعها النظام الحاكم، والتي كان آخرها فرض "قانون التصالح
في مخالفات البناء"، والذي أثار تطبيقه غضبا واسعا بالبلاد.
وشهدت بعض المناطق تظاهرات جديدة تنضم لأول مرة إلى
تظاهرات 20 أيلول/ سبتمبر، مثل منطقة كرداسة في الجيزة.
وكان عدد من أهالي وأسر المعتقلين في الاحتجاجات قد قاموا الأربعاء، بقطع الطريق أمام مديرية أمن أسوان للمطالبة بالإفراج عن الأطفال
المعتقلين بأحداث غرب سهيل في أسوان يوم 20 أيلول/ سبتمبر.
وقال مدير مؤسسة عدالة لحقوق الإنسان، محمود جابر، إنه
من خلال متابعاتهم الحقوقية لحالة الحراك الشعبي في مصر، ودعوات التظاهر السلمي،
بداية من يوم 20 أيلول/ سبتمبر، وحتى الأربعاء، فقد تلقوا أنباء تفيد بقيام الشرطة
المصرية بإلقاء القبض على أكثر من 200 مواطن، منهم من هو في سن الطفولة (لم يتجاوز
الثامنة عشرة)، وغالبيتهم من الشباب والطلاب.
وفي ذات السياق، تصدر وسم "#جمعة_الغضب_25سبتمبر"
قائمة الأكثر تداولا على موقع "تويتر" في مصر، ليتواكب الاحتجاج الإلكتروني
مع الاحتجاج الميداني على الأرض.
وفي مقابلة خاصة مع "عربي21"، قال الفنان
والمقاول المصري محمد علي إن "الحراك الاحتجاجي الذي شهدته مصر أمر فارق
ونادر في مسيرة بلادنا، وهو بداية مهيبة ومختلفة في الشارع المصري"، مشدّدا
على أن "هذا الحراك سيكون له ما بعده، والعالم أجمع سيرى ما سيحدث في مصر
قريبا بفضل الله ونضال المصريين الأحرار".
وأضاف "علي" أن "هذه الاحتجاجات شعبية
أصيلة خرجت من قلب ورحم الشعب، وتأثرت بحالة الغضب والوعي المتنامي في صدور وعقول
المصريين"، مؤكدا أن "حالة الغضب والوعي بدأت تحطم جدران الخوف والصمت
التي تجثم على صدور الجميع".
ونوّه "علي" إلى استشعاره "قرب النصر،
وأن نهاية نظام السيسي باتت مسألة وقت، ولذلك يجب علينا جميعا أن ننتهز تلك الفرصة
ونعمل ليل نهار على إكمال المسيرة التي كتبها الشعب بدمائه، وقدّم في سبيلها أعظم
التضحيات".
وتُعد تلك الاحتجاجات نادرة ولأول مرة تشهدها البلاد
منذ نحو عام. وهي امتداد للتظاهرات النادرة التي خرجت في 20 أيلول/ سبتمبر 2019.